مع تزايد احتمالات نزاع مسلح حول سد النهضة د. محمد نصر علام وزير الري السابق في حوار خاص

– احتمالات اللجوء إلى الخيار العسكري من جانب مصر لضرب سد النهضة احتمال وارد إلا أن ذلك متروك لتقدير القيادة السياسية .
– احتمال توصيل مصر مياه النيل لإسرائيل أمر مستبعد والموقف الأمريكي من الأزمة تحكمه لغة المصالح .

أثارت المناورات التي أجرتها القوات المصرية والسودانية التكهنات حول احتمالية اللجوء إلى الحل العسكري لأزمة سد النهضة في ظل استمرار تعنت الجانب الأثيوبي ورفضه كافة المبادرات لإيجاد حل سلمي يحفظ الحقوق المائية لكافة الأطراف ، ووسط أجواء التوتر التي تنذر بأوخم العواقب أدلى د. محمد نصر علام وزير الري السابق بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره حول الأزمة الراهنة وفيما يلي نص الحوار :

– تحدثت الأنباء عن احتمالات حدوث نزاع مسلح بين مصر والسودان من جهة وأثيوبيا من جهة أخرى بعد وصول المفاوضات حول سد النهضة لطريق مسدود ، فما هي احتمالات حدوث هذا ؟
الأمر الحالي في منتهى الخطورة لأن السماح لأثيوبيا بالقيام بالملء الثاني للسد سوف يؤدي إلى فرض أثيوبيا لشروطها على الدولتين دون تفاوض وإذا كان يمكن لمصر أن تستوعب تخزين المرحلة الثانية دون حدوث مشاكل كبيرة فإن الأمر سيزداد خطورة في المرحلة الثالثة والرابعة وسيعرض حياة 150 مليون مواطن في كلا من الدولتين للخطر وبالتالي فإن التحركات التي قامت بها مصر والسودان مؤخرا تدل على أن الدولتين نفذ صبرهما وبالتالي فإن الحل العسكري الأن أصبح أحد الحلول الفير مستبعدة وإن كان هناك تحركات على المستوى الإقتصادي والدولي واختيار البديل المناسب يتوقف على تقدير القيادة السياسية .

– طلب السودان مؤخرا تدخل السعودية للضغط على أثيوبيا من خلال وجود استثمارات لها في أثيوبيا ، فما مدى تاثير الموقف السعودي على إمكانية تراجع اثيوبيا ؟
بالقطع فإن تدخل كلا من السعودية والإمارات لدعم الموقف المصري والسوداني نظرا لوجود استثمارات كبيرة لهما في أثيوبيا إلا أن الأمر يتطلب أيضا تدخل كافة الدول التي لديها مصالح بالتحرك للضغط على الجانب الأثيوبي .

– وهل تعتقد أن إسرائيل تقف وراء تعنت الموقف الاثيوبي لإجبار مصر على توصيل مياه النيل لإسرائيل ؟
لا أعتقد ذلك .. لأن مصر ليس لديها فائض مائي حتى تقوم بمد إسرائيل بالمياه كما أن مصر ليس لها حرية في هذا القرار لأن الأمر مرتبط أيضا بموافقة دول حوض النيل .

– وما تقييمك للدور الذي يمكن أن تقوم به دولة الكونغو الرئيس الحالي للإتحاد الأفريقي لإيجاد حل للأزمة ؟
الكونغو دولة صديقة وخي تبذل مساعي حثيثة للتوسط في الأزمة إلا أن تأثيرها مرتبط بتجاوب الطرف الآخر مع تلك المساعي .

– هناك غموض حول موقف الإدارة الأمريكية الجديدة من الأزمة حيث يبدوا هذا الموقف أقل تشددا تجاه أثيوبيا من الإدارة السابقة ، فما هو تقديرك لهذا الموقف ؟
مزقف الإدارة الأمريكية السابقة لم يكن متشددا تجاه أثيوبيا كما يتوهم البعض فالادارة السابقة لم تفرض عقوبات على أثيوبيا رغم انسحابها من مفاوضات سد النهضة التي جرت مؤخرا في الولايات المتحدة أما بالنسبة للإدارة الديمقراطية فلا يمكن أن ننسى أن بداية بناء سد النهضة تم في عصر أوباما أما بالنسبة للإدارة الحالية فإن موقفها يرتبط بالمصالح الأمريكية لأن السياسة قائمة على لغة المصالح خاصة أن مصر بدأت تستعيد نفوذها في العالم والمنطقة .

– وما هي المخاطر المحتملة على كلا من مصر والسودان في حالة إنهيار السد أو استكمال بناءه وملئه ؟
ما يحدث سوف يحدث تهديدا خطيرا للأمن القومي المصري حيث سوف يؤدي إلى توقف العديد من المصانع بسبب نقص الكهرباء فضلا عن بوار الآلاف الأفدنة أما بالنسبة للسودان فسوف يكون التأثير أكثر دمارا حيث سيتأثر نحو 20 مليون مواطن بسبب غرق مساحات شاسعة من الأراضي فضلا عن إنهيار العديد من السدود .

– وهل يمكن أن تجد مصر البدائل التي تعوضها عن نقص المياه في حالة استكمال بناء السد ؟
البدائل التي يمكن أن تجد مصر أن تعوضها عن نقص المياه في حالة استكمال بناء السد لا يمكن أن تكون بديلا عن نقص مياه النيل فالكمية التي يمكن الحصول عليها من تحلية المياه ليست كافية كما أنها مكلفة وحاليا تلجأ مصر إلى إعادة تكرير مياه الصرف وهو يحدث في كثير من دول العالم إلا أنه ليس البديل المناسب فضلا عن تكلفته العالية .

حاوره/ مصطفى عمارة