بعد موقفها الرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني ..عاشقة فلسطين الكاتبة والأديبة البحرينية/ جميلة الوطني في حوار خاص
– أخي أمين كان له دور بارز في تشكيل فكري الوطني وروايتي صمت الغياب والتي تناولت قضية فلسطين حازت على المركز الأول في مسابقة مجدل .
– الأغلبية الساحقة من المجتمع البحريني يرفض التطبيع مع إسرائيل .
استطاعت الكاتبة والأديبة البحرينية جميلة الوطني أن تضرب أروع الأمثلة للمرأة العربية بصفة عامة والمرأة الخليجية بصفة خاصة من خلال مناصرتها لقضية فلسطين سواء أكان ذلك من خلال كتاباتها او مشاركتها في كافة المنتديات المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني أو رفضها للتطبيع مع الكيان الصهيوني رغم موقف الحكومة البحرينية المؤيد له لذا فلم يكن غريبا أن يطلق عليها البعض عاشقة فلسطين ، وفي خضم جهودها لنصرة قضايا الشعب الفلسطيني كان لنا معها هذا الحوار :-
– نريد أولًا أن نعرف مسيرتك في مجال العمل الأدبي واصداراتك في هذا المجال؟
اقتحمت الكتابة من باب الهواية في المرحلة الثانوية، رغم انني مارست كتابة جنسي الأدب “الشعر اعتبرتها تجارب بوح، وأما القصص فكانت بدايتي كانت تشدني سرد القصص الواقعية التي أسمعها أو أعيشها، وفي الحقيقة كان تركيزي لإثبات الذات في العمل القانوني والتشعب فيه والتخصص والدراسات العليا. حتى أصبحت حياتي واضحة بالإنجازات القانونية أكثر بكثير من الإنجازات الأدبية، في حين أن مجالي الأدبي أمام الناس والاصدارات قصير، لم يظهر إلا في السنتين الأخيرتين، بحكم العمل الرسمي وتربية الأطفال ومتابعة دراستهم والدراسات العليا ، كل ذلك كان يستهلك مني الوقت الطويل والجهد العميق. إلى أن حان قرار تقاعدي المبكر فاستغليت الوقت وخططت له لأني مؤمنة أن العمل أكبر عبادة قبل أو بعد التقاعد فقررت أن أخرج اعمالي إلى النور فأصدرت أربع إصدارات على التوالي: ديوان شعر “بهذا الوهج أحيا.. والثاني “سيرة تَعْبَه” وأما الثالث قصص “ضفاف الحنين والرابع ديوان شعر “وسقط القناع عن القناع” ونصوص الديوان مهداة لشخصيات فلسطينية مناضلة.
– باعتبارك واحدة من أشد المناصرين لقضية فلسطين كيف ساهمتي في خدمة القضية الفلسطينية من خلال عملك الأدبي؟
الكاتب الهادف هو من يتمكن من التعبير عن مبادئه وأفكاره بلغة أدبية راقية يستطيع أن يتناول القضايا التي تلامس قضايا الإنسان التي باتت تتشعب وتزداد كل يوم، فما بال القضية الرئيسية قضية العربية الأولى كتب من الواقع متأثرة بكل الأشياء الصغيرة حولي فما بال القضية الكبيرة التي أؤمن بحقها بكامل أرضها المغتصبة من الصهاينة، وأن الشعب الفلسطيني وقدم التضحيات والشهداء من أجل حريته وكرامته والأمة العربية أجمع.
ولا أنسى أن أذكر أن فكري الوطني الذي رضعته من أخي “أمين” لعب دورًا كبيرًا وعميقًا في نضجي الفكري بحيث أصبحت توأمته في الفكر والإنسانية. لذا جاءت أحداث قصص ضفاف الحنين ضمن هدف محدد وواضح يمس معاناة المهجرين والمغتربين. هذه القصص حرصت على تقديم الشخصيات من الواقع يحلق به في الخيال لمكان وزمان الصراع الداخلي والخارجي للشخصيات التي حاولت من خلالها أن أجعل شخصيات قصصي تعيش الواقع وتندمج مع أحداثه وأن كان هو بعيدًا عنها، فهي تحاكي أحاسيس ومشاعر الجميع استحضر فيها القارئ أن يكون هو المعني بالظروف وذكريات طفولة الآخرين وعلاقته بمعاناة من نوع آخر في بلدان أخرى. وعلاقته بعائلته ووطنه المسلوب، أو ممكن أن يكون مسلوبًا يومًا من الأحداث المتتالية في هذه الألفية.
والجدير بالذكر بأنني قد شاركت في مسابقة لكتابة قصة كيف ستصبح فلسطين بعد تحريرها؟، فشاركت بقصة عنوانها “صمت الغياب” وقد فازت بالمركز الأول في مسابقة مجدل من بين خمسين مشارك.
– ما تفسيرك لقيام الحكومة البحرينية بالتطبيع مع الكيان الصهيوني في هذا التوقيت؟
لا أعرف الأسباب الحقيقية وراء التوقيت. الأرجح إن سبب توقيع اتفاقات بين بعض دول الخليج والكيان الصهيوني هو الضغط الكبير من إدارة ترامب التي أرادت استخدام هذه الاتفاقات في الحملة الانتخابية التي فشل فيها ترامب من الوصول الى دورة ثانية، ولم تنفعه ضغوطاته القصوى على العواصم الخليجية. ربما تتوضح في المستقبل الكثير من التفاصيل المطمورة عن هذا الاتفاق.
– ما رد فعل الرأي العام البحريني تجاه تلك الخطوة؟
الرأي العام له عدة أراء في مجمل القضايا كما هو الحال في القضايا المحلية والاقليمية وهذه طبيعة المجتمعات والأفراد كما في كل البلدان، لكن الخط العام والأغلبية الساحقة من المجتمع البحريني هي ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني باعتباره كيان استيطاني عنصري قام على ارتكاب المجازر وطرد الفلسطينيين من اراضيهم.. وقد تجلى الموقف الشعبي البحريني الرافض للتطبيع مع الصهاينة في هبة الأقصى التي نعيشها في الوقت الراهن. تاريخيًا، وقف المجتمع البحريني بكل مكوناته مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة منذ ثورة ١٩٣٦ التي قادها عز الدين القسام.. وهذا الشعب لايزال متمسكا بموقفه المبدئي الثابت المتمثل في إن فلسطين قضيته المركزية وهي عنوان الصراع في المنطقة.
– كيف واجهتي والمتضامنين معك تلك الخطوة؟
تناقشنا في وجهات النظر والأسباب والمسببات بصورة طبيعية، وإن كانت حركتي الوطنية والانسانية كبحرينية واضحة ضد التطبيع، وهو حال باقي مكونات المجتمع البحريني الذي يرفض الظلم الذي يقع على الشعب الفلسطيني منذ مائة عام وأكثر كما هو واضح في تحركاتي في وسائل التواصل الاجتماعي لا غير.
– هل تتوقعين أن تتراجع حكومة البحرين عن تلك الخطوة؟
لا شيء يدوم على حاله، اعتقد إنه مع مرور الوقت سترى الحكومة ايجابيات وسلبيات الخطوة. وبالنسبة للشعب البحريني فقد تأكد موقفه مجددًا في هذه الهبة المباركة القادمة من القدس ومسجدها الاقصى، حيث يتجلى الإشعاع وتتوهج المواقف القادرة على كسر شوكة نظام الابارتهايد العنصري الصهيوني في فلسطين المحتلة.
– في النهاية ما هي خطواتك خلال المرحلة القادمة سواء في المجال الأدبي أو على صعيد دعم المقاومة الفلسطينية ومقاومة التطبيع؟
إيماني المطلق، الأدب يأتي دون تفكير أو تخطيط من الكاتب فالكتابة ارهاصات تتفجر في لحظة غير مخطط لها ولا توضع لها ساعة تنبيه تعلن قدومها.
ومع ذلك أستطيع القول، اعتبرت الحجر المنزلي ملاذًا آمنا للكتابة وتحريك ما هو معلق وينتظر مني التأمل والتطوير، فهذه الفترة بما أن الوقت أصبح ملكنا ويمكننا استغلاله على أكمل وجه في القراءة والكتابة، والتفكير بهدوء وتفكر أعمق وتطور لسرد تلك القصة أو ذلك النص، لعلني أستطيع بعد القناعة التامة بها، أن تكون جاهزة للإصدار، بجانب اصداراتي الأربعة.
على الصعيد قضية الشرفاء فلسطين، لا شك أن الشعب البحريني وأنا معهم، نؤمن بالقضية ونحاول دعمها، وموقفي من التطبيع واضحًا كما سبق القول.
حاورها/ مصطفى عمارة
إرسال التعليق