مع استمرار الغموض حول ملف سد النهضة تزايد الضغوط الشعبية على القيادة السياسية للقيام بعمل عسكري ووزير الري السابق هناك صفقة تفاوضية تبدو في الأفق

كتب-مصطفي عمارة

في الوقت الذي لم يتبقى فيه سوى عدة أيام على قيام أثيوبيا بعملية الملئ الثاني لسد النهضة دون وجود بصيص حل سياسي للأزمة تصاعدت الضغوط الشعبية على القيادة السياسية للقيام بعمل عسكري يحفظ حقوق مصر المائية باعتبار أن القضية تعد بالنسبة للمصريين حياة او موت ، وفي هذا الإطار دعا حمدين صباحي المرشح السابق لرئاسة الجمهورية القوى السياسية إلى تنظيم وقفات احتجاجية لمطالبة القيادة السياسية بعمل عسكري يحفظ حقوق مصر المائية ويعيد هيبة مصر ، كما دشنت قوى سياسية حملات مماثلة على وسائل التواصل الاجتماعي واعتبر عادل الساملولي رئيس المعارضة المصرية بجنيف أن عدم قيام مصر بعمل عسكري ضد سد النهضة يعد خيانة عظمى داعيا القوى السياسية إلى التحرك ووجه د. نادر نور الدين أستاذ المياه والأرض انتقادات إلى عدم التحرك المصري مؤكدا أن مصر تأخرت كثيرا في إتخاذ إجراء لمعالجة فعالة للأزمة مؤكدا أنه كان يجب على مصر الإنسحاب من إتفاق المبادئ مبكرا بعد أن خالفت أثيوبيا بنود هذا الإتفاق كما وجه نور الدين انتقادات حادة إلى الدور السلبي للجامعة العربية وموقف الدول الخليجية التي تحتفظ باستثمارات في أثيوبيا دون استخدامها للضغط عليها ، وفي محاولة لتهدئة مخاوف الرأي العام في الملئ الثاني قال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة أن أثيوبيا لن تستطيع تعلية السد بالشكل المطلوب وبالتالي لن تستطيع أن تخزن سوى 4 مليار متر مكعب في الملئ الثاني رغم أنها كانت تخطط لتخزين 13.5 مليار متر مكعب وهذا سوف يؤدي إلى رفع معدل التخزين إلى 9 مليارات متر مكعب وهي كافية لتشغيل أول توربينين لتوليد الكهرباء من السد في أغسطس وهو ما يحقق لأثيوبيا الهدف السياسي المطلوب في تلك المرحلة ، فيما كشف محمد نصر علام وزير الري السابق في تصريحات خاصة للزمان عن وجود صفقة تفاوضية تلوح في الأفق لا تخرج عن الخطوط المصرية الحمراء لحل أزمة سد النهضة دون أن يكشف تفاصيل عن تلك الصفقة مؤكدا أنه لا يوجد في الأفق ما يبشر بعودة مثمرة للمفاوضات ، وعن احتمالات الحل العسكري للازمة أستبعد الخبير العسكري اللواء نصر سالم المحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية هذا الاحتمال نظرا لمخاطره المحتملة إلا أن وجود القوات المصرية في السودان بالقرب من مسرح الأحداث يعطي ثقلا لمصر في المفاوضات