فتاة فلسطينية بلوحاتها الفنية تُجسد مشاهد العدوان الإسرائيلي على غزّة
حنين علي القطشان_غزة _فلسطين
اللوحة والقلم كانا الطريقة الوحيد لتعبر الشابة آلاء الجعبري (25 عامًا) عما يجول داخل قلبها، وما كان يدور حولها من أحداث وتصعيد وحرب ودمار وعدوان وخوف خلال أكثر من عشر أيام على قطاع غزة، إلى جانب ما الذي يمكن أن يتخيله العالم الخارجي في اذهانهم تجاه القطاع، حيث قامت الجعبري للتعبير عن ذلك بطريقتها الخاصة، وهي الرسم، فاستثمرت الصور التي التقطها مصورون صحفيون للدمار والركام، وأضافت عليها بعض اللمسات لتظهر الغزي المحب للحياة، حيث رأت أن القلم واللوحة طريقتها في الدفاع عن القضية الفلسطينية وعما يدور في غزة.
آلاء ورسالتها….
آلاء الجعبري خريجة إدارة صحية من جامعة القدس المفتوحة، منذ نعومة أظفارها تعشق الرسم, حيث تم اكتشاف موهبتها بمساعدة عائلتها التي كان لها الفضل بالتشجيع على ممارستها، حتى أدركت في سن معينة أنه لا بد للموهبة أن تصقل وتتطور.
وتابعت إلى أنّها بدأت بتطوير موهبتها في المرحلتين الإعدادية والثانوية، من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو المنشورة على منصة “اليوتيوب”، بالإضافة إلى استفادتها من تجارب فنانين محترفين في غزّة, وهي أحد الفنانين الذين وثقوا جرائم الاحتلال في حي الشيخ جراح والقدس وغزّة، إلى جانب الصحفيين والأدباء والكتاب.
وأكدت الجعبري أنّ نقطة التحول في موهبتها، حينما انتقلت إلى تعلم وممارسة الرسم الرقمي “الرسم عبر جهاز الحاسوب من خلال برامج الأدوبي”، مؤكدة أنّ شركة (I Luck) التي تتدرب بها الآن كان لها دور كبير في صقل موهبتها في هذا المجال.
وأكملت الجعبري بأنها شاركت في مجموعة من الفعاليات والمعارض الفنية التي أُقيمت في القطاع، وكان أبرزها عن القضية الفلسطينية، مُنوّهةً إلى أنّ آخر ورشة عمل شاركت فيها كانت قبل العدوان الأخير مع فنان ألماني تابع للاتحاد العام للمراكز الثقافي.
ومن أهم المشاهد التي وثقتها آلاء بريشتها مشهد فزع الأطفال من نومهم، في كل ليالي العدوان الذي يُباغت فيه الاحتلال غزّة بعدد كبير من الصواريخ، سعياً فيه لخلق الهلع والفزع في صفوف الأطفال والنساء والشيوخ، في حين ينام العالم بهدوء وسلام.
ورأت أنّها تنقل بالرسم الحقيقة للعالم بطريقة إنسانية عن طريق التأمل باللوحات الفنية، مُوضحةً أنّها تنشر لوحاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لما لها من تأثير كبير على الرأي العام.
صعوبات وطموح…..
وقالت أن أبرز الصعوبات التي واجهتها خلال مسيرتها الفنية هي قلة الدورات التدريبية في غزّة ولاسيما في مجال “الرسم الرقمي”، إضافة إلى الإغلاق المتكرر للمعابر و الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من 14 عاماً.
وتطمح آلاء بالاستمرار بتأدية رسالتها بالقلم واللوحة، وأن تصل للاحترافية لتتمكن من نقل رسائل الفلسطينيين إلى العالم بأي شكل من الأشكال، وتشارك في معارض ومسابقات دولية، وتبدع في مجال الرسم للأطفال, وينمو أداؤها ويتطور.
وتوضح أهمية أن يكون في يد كل فلسطيني سلاح يدافع به عن قضيته، ولذلك على كل واحد منهم أن يختار ما يجيد القنص به، ويستطيع به إيصال رسالته.
وأضافت في حديثٍ خاص للحلم العربي أنّها أرادت من خلال هذه اللوحة إيصال رسالة للعالم أننا مدينة نحب السلام والأمن، وأنّ من حق أطفال فلسطين العيش في هدوء واستقرار كباقي أطفالهم.
وأكّدت آلاء في ختام حديثها للحلم العربي أن رسمها لم يكن ذلك عبثًا أو مجرد تفريغ نفسي بل لأجل تعريف العالم العربي وكل من هو خارج غزة ما يجري فيها من عنف واضطهاد للغزيين على يد الاحتلال وغيره، ولإظهار كمية المأساة التي يعيشها الشاب أو الفلسطيني الغزي.
إرسال التعليق