ما بعد الحرب … خسائر المزارعين في القطاع وحقيقة التعويض
حنين علي القطشان _غزة _فلسطين
مع مرور نحو شهر على سكوت صوت قصف طائرات الاحتلال الاسرائيلي المتعمد للإنسان والحيوان، واستمرار حالة الهدوء في القطاع، إلا أن الأزمة التي خلقتها تلك الحرب الشرسة لمزارع الدواجن، تتفاقم مع مرور الأيام، بسبب زيادة الخسائر المالية للمزارعين، بفعل الغارات الجوية، التي طالت أماكن كثيرة من مزارع الدواجن في كافة مناطق غزة, التي قد أحلت دمارا كبيرا في مزارع الدواجن، ونفوق الالاف من الدجاج اللاحم , والحاق الخسائر الكبيرة بملاكها.
ويقول المزارع محمود أبو خاطر الذي يمتلك ثلاث مزارع برفقة أبيه وعمه أنه دفن 11 ألف “صوص”, وطيلة أيام العدوان لم يتمكن أبو خاطر من الوصول إلى أرضه لتزويد الصيصان بالعلف اللازم، لتأتي القذائف وتستهدف المزرعة بالكامل، مما جعل خسائره تصل الى 70 ألف دولار مرة واحدة.
وتابع أبو خاطر بأن والده لجأ لبيع أرض كان يمتلكها عقب حرب 2014 لتسديد ديون وتغطية التزامات مالية وتعويض خسائر تكبّدها، ففي حرب 2014 وحدها خسروا 100 ألف دولار دون تعويض.
ويصرخ ابو خاطر بصوت يعلوه الغضب بأن القذائف ضربت المزارع وأتلفتها بالكامل، وكلا من الصحافة والبلدية والوزارة وثّقوا ذلك، وأن حجم خسارته حتى الآن 50 ألف دولار، وهناك التزامات على تجار العلف والدواء وغيرهم.
وقال مروان الحلو رئيس نقابة مربي الدواجن في حديث للحلم العربي بأن وزارة الزراعة الفلسطينية قدّرت خسائر القطاع الزراعي كله خلال العدوان بـ 204 مليون دولار، بينما خسائر وديون قطاع الدواجن بـ 35 مليون دولار أمريكي، إذ بلغت قيمة الديون المتراكمة على المزارعين لشركات الأعلاف نحو 30 مليون دولار.
والى شرق مدينة غزة يقول السيد خالد الحيّة الذي يعمل في مهنة تربية الدواجن برفقة عائلته عن استهداف الاحتلال لمزارع تعليف الدواجن, فهناك انتشر اللون الأسود الذي خلفه البارود والنار، وقلب الصاروخ باطن المزرعة إلى سطحها، مما أدى الى نفوق الآلاف من الدجاج اللاحم في مزارعه.
وتابع الحية بصوت يملئه الحزن بأن السجن بانتظاره بعد خسارته هذه, فضرب الاحتلال الإسرائيلي لقذائف الفوسفور لم يبقِ له دجاجًا ولا مزارع وكان الاصعب عليه انه اضطر لحمل نحو 17 ألفًا من دجاجاته بـالكباشات ودفنها جميعًا.
وأشار الحية إلى أنه بات خائف من اصدار قرار الحبس في أي لحظة, فالديون متراكمة عليه ولا يعرف متى يتم التعويض.
وتابع الحية بأن حجم خسارته بلغ نحو 100 ألف دولار، وأن احتمالات التعويض شبه معدومة، فالحروب السابقة كفيلة بأن يعي ذلك، وككل عدوان خسائر دون تعويض، رغم زيارة وزارة الزراعة لمزارعة الثلاثة وتوثيقها للخسائر.
وقال الناطق باسم وزارة الزراعة الفلسطينية في قطاع غزة أدهم البسيوني أن 11 يومًا من العدوان تسببت في نفوق عشرات الآلاف من الطيور وأن إغلاق المعابر حال دون دخول البيض المخصّب، مما انعكس ذلك سلبًا على الأسعار التي ارتفعت ومن المتوقع استمرار ارتفاعها لعدة أيام.
وتابع البسيوني حديثه بما يخص التعويضات, أن الوزارة تسعى للتواصل مع المانحين، فهناك مشاريع بديلة تنفذها مثل توزيع الأعلاف ومستلزمات الزراعة ولكن في الحقيقة هذا لا يرتقي إلى مستوى الخسائر والأضرار الكبيرة التي تعرضوا لها، فالتعويضات هي جزء لا يتجزأ من ملفات أضرار الحرب، وأن الوزارة تتواصل بشكل مستمر مع المانحين, حيث يقدّر خسائرهم نحو مليار دولار منذ بدء الانتفاضة الفلسطينية.
وأكد البسيوني بأن الوزارة أدخلت الدجاج المبرّد في محاولة منها للحد من هذا ارتفاع الاسعار، لكن بكميات محدودة وفق وصفه، وذلك لزيادة الكميات المعروضة ومنع ارتفاع الأسعار دون أن تشكّل خسارة على المزارعين وبما يضمن تحقيق هاشم ربح لهم.
أما يحيى حلس مدير نقابة مربي الدواجن في مدينة غزة أكد في حديثه للحلم العربي، أنه تم إحصاء خسائر قطاع الدواجن فقط في التصعيد الاخير من قبل وزارة الزراعة وتم تقدير الاضرار بأربعة ملايين ونصف المليون دولار.
وتابع حلس بأن عدد المزارعين المتضررين هذه المرة كبير جدا، فخلال 11 يوما من العدوان لم يتمكن أصحاب هذه المزارع من الوصول اليها نظرا لإقامتها على الشريط الحدودي, ناهيك عن قصف الاحتلال لعدد كبير منها، ما أدى إلى كسادها بالكامل.
وختم حلس حديثه قائلا أن ملف تعويضات مربّي الدواجن متعطّل في كل العدوانات والتصعيدات، وأن السبب غير معروف, هل هو الانقسام أو سياسات أخرى, لكن في كل الأحوال أن المزارع هو المهدد وملاحقته وسجنه ليس مستبعد.
إرسال التعليق