بعد الانتقادات الحادة لقرار الرئيس رفع سعر الخبز مصدر مسئول بوزارة التموين يكشف سيناريوهات الزيادة وانتقادات حادة لتصريحات أحمد كريمة المؤيدة لرفع سعر الخبز
كتب-مصطفي عمارة
آثار قرار الرئيس السيسي برفع سعر الخبز غضبة واسعة لدى الرأي العام والذين اعتبروا أن تلك الزيادة غير مناسبة في هذا التوقيت والذي يشهد زيادة الأعباء على الطبقة الكادحة بعد زيادة أسعار العديد من السلع والخدمات الضرورية كأسعار الكهرباء والوقود والمياه والغاز ، وفي محاولة لامتصاص تلك القضية كشف مصدر مسئول بوزارة التموين في تصريحات خاصة للزمان أن الوزارة وضعت عدة سيناريوهات للتعامل مع تلك الأزمة ، ويقضي السيناريو الأول بوضع جدول زمني للعمل بمنظومة التسعير الجديد مع رفعه في حدود مقبولة أما السيناريو الثاني فيقضي بالتزام الجهات المعنية بضرورة وضع خطة لإعادة تنقية بطاقات الخبز وحصر أعداد المستحقين وسيتم العمل بالسيناريوهين لفترة زمنية معينة قد تمتد إلى عام أو عامين قبل اختيار احداهما ، وقال ابراهيم العربي رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية أن الزيادة المقررة لسعر الخبز لن تتعدى الخمس قروش بحيث سيباع الرغيف المدعم بعشرة قروش بدلا من خمسة قروش كما أن سعر الخبز المدعم لن يكون له أثر على سعر الخبز السياحي الذي يباع بخمسين قرشا وجنيها للمستهلكين كما لن يؤثر على أسعار الوجبات السريعة بغض النظر عن حجم المنشأة التي تقدم الوجبات ، وفي استطلاع للرأي أجريناه حول هذا الموضوع قال جودة عبد الخالق وزير التموين السابق في تصريحات خاصة أن قرار رفع سعر الخبز يمكن أن يحدث آثار سياسية خطيرة كما حدث عندما رفع السادات سعر الخبز عام 1977 واندلعت مظاهرات عنيفة أجبرت السادات على التراجع عن قراره وأضاف أن الحكومة لديها مصادر أخرى يمكن من خلالها سد عجز الموازنة دون اللجوء لرفع سعر الخبز وأضاف أن مصر لا تزال تنفذ شروط صندوق النقد الدولي والذي يفرض شروط لا تراعي البعد الإجتماعي ، وحذرت د. كريمة الحفناوي القيادية بالحزب الاشتراكي المصري الحكومة من رفع سعر الخبز لأنه طعام الفقراء وأضافت أنه سبق لوزير التموين أن حذف أعداد كبيرة من المواطنين من البطاقات التموينية ووضع شروط غير عادية بدعوى إيصال الدعم لمستحقيه في كين أن الهدف الحقيقي كان تقليص الدعم ، وفي السياق ذاته وجه عدد من الخبراء انتقادات حادة للدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر بعد تأييده سعر الخبز بدعوى أن بعض القرى تستخدم الخبز الفائض في صنع المواد المحرمة وأكد الخبراء أن ازمة ارتفاع الخبز ليست من اختصاص رجال الدين ووصف البعض تلك التصريحات بأنها عودة ظاهرة شيوخ السلطان ، وفي المقابل قالت بسنت فهمي الخبيرة الإقتصادية والبرلمانية السابقة أن تحريك سعر الخبز سوف يساهم في ترشيد ثقافة استهلاك المواطنين للخبز وللأسف فإن الكثير من الريفيات يستخدمن الخبز المدعم كغذاء للماشية والدواجن في الوقت الذي تقوم فيه الحكومة باستيراد أكثر من 80% من احتياجاتها من القمح من الخارج ، وأتفق معها في الرأي حسين عبد الرحمن نقيب الفلاحين مؤكدا أن أطنان من رغيف الخبز تباع كعلف بسعر 3 جنيه للكيلو مشيرا إننا نستورد سنويا نحو 12 مليون طن من القمح رغم بذل قصاري الجهود لسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك ، فيما أعلن عبدالله غزال رئيس الشعبة العامة للمخابز أنه حان الوقت لزيادة سعر الخبز المدعم لأن ذلك سوف يزيد جودة المنتج النهائي معتبرا أن القرار تأخر لسنوات طويلة .
إرسال التعليق