مع استمرار الصراع المسلح في إقليم التيجراي مصدر أمني رفيع المستوى يكشف حقيقة الدور المصري في الصراع المسلح بين إقليم التيجراي والنظام الأثيوبي والخبراء يؤكدون تأثير هذا الصراع على سد النهضة
كتب-مصطفي عمارة
في الوقت الذي يستمر فيه الصراع المسلح بين النظام الأثيوبي وإقليم التيجراي كشف مصدر أمني رفيع المستوى طلب عدم ذكر اسمه في تصريحات خاصة للزمان أسرار الدور المصري في هذا النزاع حيث أكد المصدر أن مصر بدأت تعيد حساباتها في التعامل مع الجانب الأثيوبي بعد وصول الجهود الدبلوماسية إلى طريق مسدود واستبعاد الحل العسكري بعد التحذيرات التي تلقتها مصر من دول إقليمية ودولية بعدم اللجوء للحل العسكري بدأت القيادة المصرية في اعادة ترتيب أوراقها في التعامل مع الأزمة وفي هذا الإطار عقدت القيادة المصرية اجتماعات مكثفة من قادة الأجهزة الأمنية والمخابرات تم خلالها الإتفاق على خطة يتم من خلالها دعم الحركات المعارضة للنظام الأثيوبي وعلى رأسها جبهة تحرير التيجراي حتى يتم إنهاك النظام الأثيوبي وصرفه عن خططه الرامية إلى استكمال سد النهضة وتهديد الأمن المائي لمصر والسودان وأضاف المصدر أن مصر تجنب إصدار أية بيانات حول النزاع في إقليم التيجراي حتى لا تتهم بالتدخل في الشئون الداخلية لاثيوبيا ، ومن جانبه قال د. هاني رسلان رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية أن تطورات الأوضاع في إقليم التيجراي سيكون لها تأثير كبير على الوضع السياسي في الداخل الأثيوبي وعلى تعامل النظام الأثيوبي على الكثير من الملفات ومن بينها سد النهضة حيث سوف تجبر تلك الأحداث النظام الأثيوبي إلى العودة إلى دائرة المفاوضات في ملف سد النهضة للوصول إلى إتفاق ملزم يحقق مصالح الأطراف الثلاثة ، وتوقع د. أشرف مؤنس مدير مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس أن تنهك الصراعات الداخلية الحكومة المركزية في أثيوبيا وتجبرها على العودة للتفاوض الجاد لافتا إلى وجود تنسيق في موضوع الأمن المائي بين الحكومتين المصرية والسودانية في المحافل الدولية للتوصل لحل ملزم للجانب الأثيوبي ، فيما أوضح اللواء سامح أبو هشيمة المحاضر بأكاديمية ناصر إلى تدخل عدة دول إقليمية ودولية في الأزمة وعلى رأسها إسرائيل والولايات المتحدة والصين وروسيا وتركيا ، ومن ناحية أخرى طالب طارق فهمي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة بضرورة وضع إستراتيجية مصرية وعربية لمجابهة تحركات إسرائيل بدعم أثيوبي للتغلغل في القارة الأفريقية والذي سوف يكون له تأثيراته السلبية ليس فقط على الأمن المائي ولكن على القضايا المتعلقة بالأمن القومي العربي وعلى رأسها القضية الفلسطينية .
إرسال التعليق