الإنفجار القادم

الإنفجار القادم

 

منذ فتره من الزمن وتحديدا قبل عده اشهر من اندلاع ثوره يناير سألنى سائق سيارتي وكان دائما يريد ان يعرف تحليلاتي عن الاوضاع السياسيه في مصر باعتبار انني واحد من ابرز الصحفيين والمحللين السياسيين في العالم العربي فقلت له انني اتوقع اندلاع ثوره شامله في خلال فتره لا تتعدى العام نظرا لوجود احتقان بين الجماهير بسبب تردي الاوضاع الاقتصاديه وتفشي الفساد والتي انعكست على الاحتجاجات الفئوية والتي كانت تنتظر الشرارة لتتحول إلى ثورة شاملة ولم يمضي شهر على هذا الحديث حتى اندلعت تلك الثورة والتي عكست نبض الشعب المصري ومطالبه في العيش والحرية والكرامة الوطنية ولولا تدخل أحزاب وجماعات سياسية ودينية وقوى خارجية والتي أدت إلى انحراف الثورة عن أهدافها لتغيير وجه الحياة في مصر و عقب تولى الاخوان السلطه وما تلا ذلك من احداث قسيمه ادت الى انهيار سلطتهم بعد عام واحد فقط وعادت المؤسسه العسكريه برئاسه الرئيس السيسي لتولي السلطه مره اخرى وتجددت امال الشعب في عبور مصر هذا النفق المظلم وبدء حياه جديده من الحريه والرخاء الاقتصادي خاصه ان أغلبية الشعب يثق في وطنيه ونزاهه المؤسسه العسكريه الا ان هذه الآمال تبددت رويدا رويدا مع استمرار منظومه الفساد في كفت المؤسسات وزياده معاناه الطبقه الكادحه بفعل الضرائب والرسوم التي فرضتها الحكومه وزياده اسعار السلع والخدمات الاساسيه والتي طالت رغيف الخبز لتغطيه عجز الموازنه وسداد الديون الخارجيه والتي وصلت إلى قرابة ١٢٥ مليار دولار فضلا عن الديون الداخليه الناتج عن اقامه مشروعات يستفيد منها فقط الطبقة السريه كالمدينه الاداريه والقطار الكهربائي ولست اعترض على اقامه تلك المشروعات لتجميل وجه مصر الحضاري ولكن هناك اولويات يجب مراعاتها فكان من الأولى اقامه مصانع وورش لتشغيل الشباب الذي يعاني من البطاله او اصلاح منظومه النقل المتهالكة وعلى راسها السكه الحديد والتي شهددت حوادث متكرره لعدم تجديد وإصلاح منظومتها ولم يستثنى الفساد قطاعات حيويه كالتعليم بعد اداره وزير فاشل متخبط في قراراته وغيرها من قطاعات الحيويه الاخرى كالنقل والصناعه والتي ساندها إعلام فاشل منافق يحاول تجميل الصوره رغم بشاعتها وكأننا نعيش في كوكب اخر ، ومع زياده الأعباء التي ارهقت كاهل الطبقة الكادحة واستشراء الفساد زاد الاحتقان والذي انعكس على انتشار الجرائم الإجتماعية التي لم نكن نسمع عنها من قبل فضلا عن السرقات التي طالت خطف الأطفال لاستخدامها في تجارة الأعضاء البشرية ورغم أن البعض يظن أن تلك الحوادث فردية إلا أن الصورة أكبر وأخطر من ذلك لأن هذا الاحتقان يمكن أن يولد ثورة جياع وهو ما حذرت منه في مقالة سابقة وأخطر ما يمكن أن يحدث في تلك الثورة إن حدثت أنها لن تطالب بشخص معين يتولى إدارة الحكم بعد أن فقد الشعب ثقته في المنظومة الحاكمة والمعارضة ولكنها ثورة سيقودها البلطجية والمطحونين للحصول على الأموال ويمكن أن يتحول الأمر إلى اقتتال داخلي وفوضى شاملة تأكل الأخضر واليابس وهو الأمر الذي يمكن أن تستغلها جهات داخلية وخارجية لتحقيق أجندتها الخاصة وهو الأمر الذي سوف يعرض حاضر مصر ومستقبلها لأفدح الأخطار ويعلم الله أن تحذيراتي المتكررة من حدوث هذا السيناريو نابعا من حرصي وحبي لهذا البلد وليس من منطقة تصفية الحسابات مع النظام الحاكم لأنني رغم انتمائي الإسلامي والعروبي رفضت وسوف أرفض دائما الإنضمام لأي حزب أو جماعة ترفع شعارات لتحقيق أجندات خاصة على حساب مصلحة الوطن ، ومن منطلق هذا فلقد قاومت ورفضت دعوات من بعض الجهات للنزول إلى الشارع لأن ذلك سوف يخلق حالة من الفوضى لن يستفيد منها أحد سوى أعداء الوطن كما إنني ومنذ طفولتي أكن كل الحب لجيش مصر الذي أعتبره جيشا وطنيا وتأثرت بالمبادئ التي رفعها الزعيم عبد الناصر والذي اعتبره حتى الآن زعيم لمصر والأمة العربية لأنه عبر بصدق عن أحلامنا في الحرية والعزة والكرامة والوحدة العربية وادعوا الله أن تجد هذه الدعاوي أذان صاغية من شرفاء تلك الأمة لانقاذها من المصير المظلم الذي ينتظرها إذا استمرت تلك الأوضاع .

الكاتب الصحفي د. مصطفى عمارة
مدير مكتب جريدة الزمان الدولية بلندن

Previous post

سفير دوله فلسطين في القاهرة يؤكد ضرورة تقديم الدعم العربي لتعزيز الموقف الوطني الفلسطيني لمواجهة التحديات

Next post

بعد مطالبته بضروره زياده موارد صندوق تحيا مصر لمواجهه الازمه الاقتصاديه أزمة اقتصاديه خانقه بعد ارتفاع الدين الخارجي الى اكثر من 135 مليار دولار وتعليماتها باللجوء الى الصناديق العربيه لمواجهه الازمه

إرسال التعليق