أبعاد المخططات الإيرانية في المنطقة
عندما دفعت الثورة الإسلامية الإيرانية والتي قادها أية الله الخميتي شعار تصدير الثورة الإسلامية إلى الخارج فأنه لم يأتي بجديد لأن إيران الشيعية التي قامت على أساس المذهب الصفوي والذين يكن العداء في الظاهر للصحابة وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وفي الباطن إلى رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام أرادت منذ قيامها تصفية الحسابات مع العالم الإسلامي والذي أطاح بالامبراطورية الفارسية ومحاولة إستعادة أمجاد تلك الإمبراطورية وكانت البداية عندما استولى الإيرانيين على أراضي الأحواز العربية واعتبروها جزء من الأراضي الإيرانية وسعوا إلى تغيير هويتها من خلال نشر الثقافة الفارسية على السكان العرب في تلك المنطقة ، وعقب إسقاط نظام شاه إيران وقيام الجمهورية الإسلامية بدأ نظام الملالي في إيران بتنفيذ استراتيجيتهم المعلنة فبعد الاستيلاء على الجزر الإماراتية الثلاثة استغل الإيرانيين حالة الاضطراب وعدم الاستقرار التي حدثت في العراق وسيطروا على مفاصل الدولة السياسية مستغلين الولاء المذهبي بين سكان جنوب العراق ومعتمدين على إرهاب المليشيات التابعة لهم ومع مرور الوقت وعقب الإنسحاب الأمريكي من العراق أحكم الإيرانيين سيطرتهم على العراق ورغم العداء الظاهري بين إيران والولايات المتحدة إلا أن الولايات المتحدة غضت الطرف عن سيطرة إيران على العراق حتى تتخذها كفزاعة لمساومة العرب على الحصول على ثرواتهم مقابل التصدي للخطر الإيراني وهو الأمر الذي لم ولن يحدث نظرا لأن إيران تخدم الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة ومن العراق امتد النفوذ الإيراني إلى لبنان حيث سيطرت إيران على القرار السياسي في لبنان من خلال ميليشيات حزب الله إلى لبنان وامتد النفوذ الإيراني إلى سوريا مستغلا سيطرة النظام العلوي على السلطة حتى أصبح مصير سوريا حاليا تحت رحمة إيران التي استغلت تبعية النظام السوري لها وقامت بتنفيذ مخطط التغيير الديموجرافي للسكان من خلال إحلال إيرانيين محل سوريين مستغلين هجرة سكان السنة من السوريين من أراضيهم بفعل ظروف الحرب والأزمة الاقتصادية كما استطاعت إيران تطويق السعودية من الجنوب من خلال مليشيا الحوثيين حيث ترى إيران أن تنفيذ مخططاتهم في المنطقة يصطدم بأكبر دولتين سنيتين وهما السعودية ومصر وتسعى إيران إلى الاستيلاء على المنطقة الجنوبية في السعودية والتي يتواجد بها أعداد كبيرة من الشيعة من خلال ميليشيات الحوثي والتي سلحتها إيران بأحدث الأسلحة لتنفيذ هذا المخطط أما بالنسبة لمصر فلقد وجدت إيران أنها حجر عثرة في تنفيذ مخططاتها لأنها دولة مركزية ذات أغلبية سنية لذلك حاولت إيران بكافة السبل إقامة علاقات مع مصر للنفاذ داخل المجتمع المصري ونشر المذهب الشيعي خاصة بين بعض الجماعات الصوفية التي تقدس آل البيت ونجحت إيران في عهد الإخوان في إقامة علاقات مع مصر وقام الرئيس السابق مرسي بزيارة إيران وتم الاتفاق على تنشيط السياحة الدينية بين البلدين إلا أن الأجهزة الأمنية فطنت لإبعاد هذا المخطط ورفضت التصريح للسياح الإيرانيين بزيارة الأماكن المقدسة ولا زالت المحاولات الإيرانية ورغم سقوط نظام الإخوان مستمرة حتى الآن من خلال عملائها في الداخل من رجال الأعمال والسياسيين الذين يروجون بشكل غير مباشر للمذهب الشيعي ورغم أن إسرائيل كانت ولا تزال العدو الأول للعرب والمسلمين إلا أن الخطر الإيراني لا يقل عن الخطر الإسرائيلي بل يزيد لأن إيران تستغل عامل الدين للنفاذ إلى المنطقة كما أن هناك تنسيق بين إسرائيل وإيران للاستيلاء على المنطقة العربية رغم التنافس بين الدولتين للسيطرة على المنطقة ولاشك أن هذا المخطط الخطير الذي يستهدف المنطقة كلها يقتضي منا أقصى درجات الحذر وتنسيق الجهود لمواجهة الخطر الإيراني من خلال تنوير الرأي العام بأبعاد المخططات الإيرانية وأساليب إيران للنفاذ إلى المنطقة كما أن الأمر يتطلب ضرورة دعم عرب الأحواز لاستعادة حقوقهم باعتبارهم خط الدفاع الأول عن الأمة العربية بعد سقوط العراق .
الكاتب الصحفي د/ مصطفى عمارة
مدير مكتب جريدة الزمان الدولية بالقاهرة
إرسال التعليق