صناعة فرعون

صناعة فرعون

 

منذ ساعات قليلة زار الرئيس السيسي جامعة كفر الشيخ مسقط رأسي وليس لدي اعتراض على تلك الزيارة فالرئيس له الحق في زيارة أي مكان أو افتتاح أي من المشروعات التي تحقق عائد لمصر ولكن كل اعتراضي هو تباري بطانة السوء والأجهزة المسئولة في إجراءات استقبال الرئيس حيث أغلقت كل الطرق والمحلات التجارية المؤدية للجامعة كما عطلت الجامعة منذ بداية الأسبوع تأهبا لتلك الزيارة وكنت اتمنى ان تتحول تصريحات الرئيس عن الجمهورية الجديدة إلى واقع عملي قائم على محاربة الفساد والمفسدين ومحاسبة الوزراء والمسئولين الذين ضللوا الشعب بتصريحات مخالفة للحقيقة وحديثهم عن الرخاء والرفاهية التي يعيش فيها الشعب والذي يعاني معظمه من الفقر أو الإنجازات التي تحققت من وزراء أثبت الواقع فشلهم وعلى رأسهم وزير التربية والتعليم الذي رفض حضور جلسة مجلس النواب لمناقشته حول أسباب تردي العملية التعليمية ، ورغم مرور آلاف السنين على حكم الفراعنة الاستبدادي لمصر والذي سخر الشعب المصري لإقامة أهرامات لدفن جثث ملوكهم ورغم كل ذلك فإن بطانة السوء حولت فرعون إلى إله كما قال الله في كتابه الكريم: فأستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين ، ورغم انتهاء حكم الفراعنة إلا أن المصريين توارثوا عادة تأليه الحكم حتى صنعوا من كل حاكم فرعون جديد ولعل التاريخ شاهد على ذلك فلقد بدأ الملك فاروق حكمه إنسانا متواضعا قريبا من الناس إلا أن بطانة السوء حولته إلى إله حتى أنتهى حكمه ملكا فاسدا ورغم وطنية الزعيم الراحل عبد الناصر والتي لا يجادل فيها أحد إلا أن تأليه بطانة السوء له ووصفه بأنه الزعيم الأوحد جعلته يتغافل عن أخطائه حتى أنتهى به الأمر إلى نكسة عام 1967 والتي لا تزال نعاني منها حتى الآن وتكرر الأمر مع أنور السادات والذي بدأ حكمه ديمقراطيا وانتهى به الأمر إلى إعتقال معارضيه في اعتقالات سبتمبر الشهيرة حتى أنتهى الأمر باغتياله وتكرر الأمر في عهد مبارك والذي بدأ حكمه حازما في مواجهة الفساد وانتهى حكمه بسيطرة الطبقة الفاسدة والتي ضمت نجله ورجال الأعمال على مقدرات مصر حتى أنتهى الأمر بخلعه من السلطة واليوم مع بداية عصر السيسي فإننا نتطلع إلى عصر جديد نتلافى فيه أخطاء الماضي خاصة مع إعلانه عن الجمهورية الجديدة والتي نأمل جميعا ان تكون جمهورية العدل والمساواه ومحاربة الفساد والمفسدين خاصة أن غالبية الشعب تعاني من الفقر والظلم والفساد حتى يتحقق الإستقرار الذي ننشده بعيدا عن الثورات التي لا نزال نعاني منها حتى الآن ، إنني ومن منطلق حبي لهذا البلد وتقديري للمؤسسة العسكرية التي نفتخر بها جميعا أناشد الرئيس أن يستمع إلى نبض الشعب الحقيقي بعيدا عن بطانة السوء التي أضاعت مصر في الماضي ويمكن أن تضيع مصر في المستقبل لو استمرت الأوضاع على حالها .. اللهم إني بلغت اللهم فاشهد .

مدير مكتب جريدة الزمان الدولية بلندن

إرسال التعليق