رسالة إلى الرئيس السيسي
أكتب إليك تلك الرسالة من إعلامي آل على نفسه أن يحمل مسئولية الكلمة للدفاع عن دينه ووطنه وأمته ومن مواطن عاش في هذا الوطن وترعرع من خيراته وتشرب بقيمه الإسلامية والعروبية والوطنية بعيدا عن الجماعات والأحزاب التي اتخذت الدين والشعارات القومية للوصول إلى السلطة ، ومن منطلق هذا الانتماء فلقد اليت على نفسي أن أكتب تلك الرسالة ليس فقط كرئيس للجمهورية ولكن ممثلا للقوات المسلحة التي أحبها الشعب بعد أن سالت دماء شهدائها في الدفاع عن الوطن والأمة العربية بعد أن شعرت باعتباري مواطن يشعر بآلام هذا الشعب واماله ان الوضع لا يمكن السكوت عليه بعد أن وصل الاحتقان الشعبي إلى شفا الإنفجار بصورة تنذر باندلاع ثورة أخرى أو ثورة جياع تطيح بالاخضر واليابس وهو ما يعرض أمن الوطن واستقراره لافدح الأخطار خاصة أن الأخطاء والتجاوزات التي حدثت في المرحلة الماضية تراكمت وتفاقمت بصورة لا يمكن السكوت عليها لذا رأيت أنه من واجبي أن أنقل إليك نبض هذا الشعب لعل تلك الكلمات تجد أذان صاغية بعيدا عن أبواق النفاق التي تحاول عبر وسائل الإعلام تصوير الأوضاع القائمة بعيدة كل البعد عن الحقيقة ، صحيح إننا تجاوزنا خلال السنوات الماضية سنوات صعبة بدأت قبل ثورة يناير وخلالها وبعدها ولعل تجاوز تلك الظروف كانت تتطلب منا جميعا لاجتياز تلك الصعاب وكان هذا يتطلب التركيز على رفع معاناة الطبقات الكادحة وتوفير فرص عمل للشباب وبدلا من استثمار المساعدات المالية السخية التي تدفقت على مصر من دول العالم بصفة عامة والدول الخليجية بصفة خاصة في بناء مشاريع يستفيد منها الشباب تم استثمارها في مشروعات لن يستفيد منها سوى الطبقة البالغة الثراء بالعاصمة الإدارية حتى المشروعات التي أقامها الشباب تم اجهاضها من خلال الضرائب وفواتير الكهرباء والمياه والتي دفعت الكثير من الشباب إلى إغلاق تلك المشروعات واتجاه بعضهم إلى تناول المخدرات والاغتصاب والقتل بدافع السرقة حتى أصبحنا اليوم نرى جرائم قتل وسرقة يغذيها إعلام فاسد يركز على الجريمة والجنس بعيدا عن القيم الدينية التي أصبحت تحارب علنا من خلال وسائل الإعلام واعلاميين بلغت بهم الجرأة إلى التشكيك في ثوابت ديننا وبدلا من إتخاذ إجراءات رادعة ضدهم فتحت وسائل الإعلام لهم الباب على مصرعيه لنقل تلك الأفكار المسمومة ، وباعتبارنا أكبر دولة إسلامية يوجد بها الأزهر كمؤسسة دينية تنشر الفكر الوسطي البعيد عن التطرف وكان يجب عليك كرئيس أكبر دولة إسلامية أن تتخذ اجراءات لوقف الإعلاميين ووسائل الإعلام التي تتجرأ على الثوابت الدينية ولكن سكوتك هذا وعدم إتخاذ أي إجراء حيالهم أوحى للكثيرين بأن هؤلاء حصلوا على الضوء الأخضر لاستمرارهم في بث سمومهم عبر وسائل الإعلام ولكن ما حدث العكس حيث هُوجم الأزهر وتم إيقاف بعض الدعاة في وسائل الإعلام بدعوى العمل على إثارة الفتنة ولم تقتصر السلبيات والتجاوزات خلال المرحلة الماضية على الأزمة الإقتصادية والتجاوزات في الملف الديني بل تعدى الأمر إلى أخطر من ذلك خاصة فيما يتعلق بأمن مصر المائي فعلى الرغم من تأكيدك أكثر من مرة أنه لن يتم المساس بقطرة ماء تصل إلينا إلا أن أثيوبيا انتهت من الملئ الأول والثانى للسد حتى أصبحت الآن على مقربة من الملئ الثالث دون أن تحرك ساكنا حتى تقلص مجال الخيارات المتاحة لنا حتى أصبح ضرب السد مستحيلا لأنه سوف يلحق الضرر بنا كما سوف يلحق الضرر باثيوبيا وأصبح التركيز حاليا على إيجاد بدائل توفر لنا المياه بعد أن أصبح ضرب السد أمرا مستحيلا ، ووسط المملكة السلبيات نشطت كتائب الإخوان الإلكترونية التي تحرض الشعب على الثورة ضد النظام ورغم أن الشعب المصري لم ولن يكون إخوانيا حتى عندما انتخب الشعب نواب الإخوان في نهاية عصر مبارك أو انتخب رئيس إخواني فلم يكن ذلك حبا في الإخوان ولكن نكاية في النظام السابق فإن تلك الدعوات قد تجد أذان صاغية وتدفع الشعب إلى مالا يحمد عقباه خاصة إذا تطور الأمر إلى ثورة جياع والتي بدأت بالفعل بوادرها في حوادث السرقة والقتل بغرض السرقة ويمكن أن يتطور الأمر إلى صورة أخرى بمحاولة سرقة مؤسسات وبنوك ، ونظرا لخطورة تلك الأوضاع التي تهدد أمن الوطن واستقراره ، ومن منطلق حبي لهذا الوطن وجيشه الذي خاض الحروب من أجل حماية أمن هذا الوطن واستقراره فأنني اناشدك يا سيادة الرئيس التجاوب مع ما طرحته في رسالتي قبل إنفجار الأوضاع بصورة تطيح بأمن هذا البلد واستقراره وعندئذ لن ينفع الندم ولن تجدي الدموع .
الكاتب الصحفي د/ مصطفى عمارة
مدير مكتب جريدة الزمان الدولية بلندن
إرسال التعليق