نكبة فلسطين وأكذوبة بيع الفلسطينيين لأراضيهم

نكبة فلسطين وأكذوبة بيع الفلسطينيين لأراضيهم

كتب مصطفى عماره

​تحل على العالم العربي في الخامس عشر من مايو ذكرى أليمة على كل عربي ومسلم ففي هذا اليوم المشئوم أعلن قيام دولة إسرائيل إثر مؤامرة دولية شاركت فيها الدول الكبرى وعلى رأسها بريطانيا والتي كانت تمثل في هذا التاريخ واحدة من القوى الرئيسية في العالم حيث أعطى وزير خارجيتها عندئذ وعدا لليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين فكانت وعدا لمن لا يملك لا يستحق وللأسف فلقد سارعت الأمم المتحدة والتي أنشئت للدفاع عن حرية الشعوب بالاعتراف بتلك الدولة المزعومة التي لم تعترف الدول العربية وقتئذ بوجودها بل سارعت وعلى رأسها مصر التي تحملت عبئ الدفاع عن فلسطين منذ بداية القضية إيمانا بعدالتها ولولا المؤامرة الدولية وخيانة عدد من الحكام العرب وعلى رأسهم الملك عبدالله ملك الأردن لانتصرت الجيوش العربية وانتهت أسطورة تلك الدولة المزعومة وعلى الرغم من أن مأساة فلسطين أصبحت تشكل جرحا في قلب كل عربي إلا أن ذكرى تلك العام جاءت في ظروف مختلفة فعلى الرغم من المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في الأراضي المحتلة وانتهاكاتها المتواصلة للمقدسات الإسلامية والمسيحية وعلى رأسها المسجد الأقصى وتخاذل الحكام العرب الذين سارعوا للتطبيع مع الكيان الصهيوني إلا أن صمود الشعب الفلسطيني الذي ضرب أروع الأمثلة في التضحية والفداء أعاد مرة أخرى الآمال في عودة الوطن السليب بعد العمليات الاستشهادية التي قام أبطال الشعب الفلسطيني والتي اكدت أن الفلسطينيين على الرغم من عشرات السنين التي مرت على النكبة لم ولن ينسوا وطنهم السليب وأنهم مصممون على استعادته رغم بطش الاحتلال وتأمر العالم وتخاذل الحكام العرب كما أكدت تلك العمليات زيف الدعاية الصهيونية التي أطلقها الكيان الصهيوني والتي روجها للأسف بعض العرب عن قصد أو جهل بأن الفلسطينيين باعوا أرضهم حتى لا يتعاطف العالم بصفة عامة والعرب بصفة خاصة مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني حيث أشارت الإحصائيات أن إجمالي الأراضي التي استولى عليها اليهود حتى عام 1948 من غير قتال حوالي 2 مليون دونم أي ما يعادل 8.8% من مساحة فلسطين التي تبلغ 27 مليون دونم حصلوا عليها من خلال عدة طرق أهمها :-
1​- ستمائة وخمسون ألف دونم حصلوا على الجزء الأكبر منها بمساعدة الولاه الأتراك الماسونيين الذين عينتهم على فلسطين حكومة الأتحاد والترقي التي كان أكثر من 90% من أعضائها من اليهود .
2​- 665 الف دونم اعطتها حكومة الانتداب البريطاني لليهود بطريق مباشر او غير مباشر .
​3- 606 الف دونم اشتراها اليهود من اقطاعيين لبنانيين وسوريين كان يملكها هؤلاء الاقطاعيين عندما كانت سوريا ولبنان والأردن وفلسطين بلدا واحدا تحت الحكم العثماني .
​4- المذابح التي نفذها اليهود ضد القرى الفلسطينية لإجبار أهلها على الفرار منها وكان أشهرها مذبحة دير ياسين والتي قتلت فيها القوات الإسرائيلية سكان القرية عن بكرة أبيها وآثاروا الرعب في القرى الأخرى التي فر أهلها منها هربا من تكرار تلك المذابح أما القلة القليلة من الشعب الفلسطيني فقد قاموا ببيع أراضيهم والتي تقدر بثلاثمائة ألف دونم إلى اليهود ورغم الضغوط الهائلة التي تعرض لها هؤلاء إلا أن الفلسطينيين أطلقوا عليهم أسم خونة واليوم يثبت الشعب الفلسطيني من خلال بطولاتهم وتضحياتهم ذيف تلك الشائعات التي اطلقها اليهود وروج لها وللأسف بعض المثقفين العرب عن عمد أو جهل إلا أننا كعرب ومسلمين علينا واجب أن نشارك إخوتنا الفلسطينيين تلك التضحيات بصورة عملية وليس من خلال الكلمات من خلال مقاطعة كافة المؤسسات اليهودية أو المتعاونة معها وتشكيل رأي عام ضاغط على الحكام العرب الذين طبعوا علاقاتهم مع الكيان الصهيوني إلا أن الواجب الأكبر يقع على الفلسطينيين أنفسهم وذلك من خلال قيام الفصائل الفلسطينية بإنهاء حالة الانقسام والتي أضعفت الفلسطينيين ومكنت الاحتلال من تنفيذ مخططاته بتهويد ما تبقى من الأراضي الفلسطينية وبدون ذلك فسوف تتكرر نكبة فلسطين مرة أخرى ولن تجدي معها صيحات الاستنكار والإدانة كما نفعل حاليا .

​ مصطفى عمارة

إرسال التعليق