مع بدء الملئ الثالث لسد النهضة​ مصدر دبلوماسي رفيع المستوى للزمان السيسي طلب من بايدن الضغط على أثيوبيا للوصول إلى إتفاق قانوني ملزم ووزير الري يحذر من أضرار كارثية في حالة انهيار السد

مع بدء الملئ الثالث لسد النهضة​ مصدر دبلوماسي رفيع المستوى للزمان السيسي طلب من بايدن الضغط على أثيوبيا للوصول إلى إتفاق قانوني ملزم ووزير الري يحذر من أضرار كارثية في حالة انهيار السد

كتب مصطفى عماره
​كشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في تصريحات خاصة للزمان أن الرئيس السيسي طلب من الرئيس الأمريكي بايدن أثناء اجتماعهما على هامش قمة الرياض التدخل في ملف سد النهضة والضغط على الجانب الأثيوبي للوصول إلى إتفاق ملزم يحفظ الحقوق المائية للدول الثلاث وأكد السيسي للرئيس بايدن أن الموقف المصري يحظى بدعم عربي ودولي وأن استمرار أثيوبيا في الخطوات الانفرادية دون مراعاة لمصالح كلا من مصر والسودان يهدد الأمن والسلم الدوليين لأن مصر لن تقبل تهديد أمنها المائي ، فيما حذر وزير الري المصري محمد عبد العاطي في تصريحات خاصة تداعيات انهيار سد النهضة بعد أن أظهرت صور الاقمار الصناعية وجود تشققات في أرضية جسم السد والتي تهدد بانهياره في حالة اكتمال ملئه في حالة حدوث زلزال وهو ما سوف يؤدي إلى غرق السودان إلا أن مصر استعدت لهذا الاحتمال من خلال التصرف في كميات المياه أو حماية المدن والبلاد من أخطار الغرق ، وفي السياق ذاته أوضح عدد من الخبراء الأخطار المحتملة من تأثيرات الملئ الثالث على مصر ، وفي هذا الإطار قال د. عباس شراقي إنه يتوقع بحسب الوضع على الأرض أن يتم تخزين كمية مياه تتراوح بين 3.4 مليار متر مكعب إلى 5.5 مليار متر مكعب في حين أن المستهدف الإثيوبي 10.5 مليار متر مكعب من المياه.
وأوضح شراقي أن الأثر الأول لهذا الملء على مصر يتمثل في خصم نحو 5 مليارات متر مكعب من الإيراد المائي لمصر وهذه المياه كان يفترض أن تصل بحيرة ناصر خلال العام الجاري.

وتابع شراقي: أي كمية تخزن هي خصم من إيراد مصر السنوي، وممكن تبقى من الحصة البالغة 55.5 مليار متر مكعب لو الأمطار متوسطة أو أقل، ولو الأمطار أعلى من المتوسط ممكن يكون الإيراد الواصل لمصر أعلى وبالتالي لن تنقص حصة مصر ولكن سيتم حرماننا من أي زيادة كانت ستصل إلينا.
وأكد أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة أن هذه الخسارة تحرم مصر من عوائد مالية كبيرة إذا استخدمت في الزراعة: لو تم استخدام هذه المياه في الزراعة، المليار متر مكعب من المياه ممكن يجيب عائد حوالي مليار دولار لو زرعنا أرز أو فاكهة، وبهذا ستكون الخسارة 5 مليارات دولار نتيجة نقص 5 مليارات متر مكعب مياه.
وأشار شراقي إلى أنه ليس معنى عدم شعور المواطن بالتأثر المباشر نتيجة هذا النقص أنه غير مضر لمصر، مضيفا: حتى لا يشعر المواطن بالنقص في المياه، تم ترشيد استهلاك المياه من خلال تحديد مساحات الأرز المنزرعة بمليون فدان، خوفا من قلة المياه أو حدوث عجز فيها، وأيضا التكاليف التي تحملتها مصر لإنشاء محطات تحلية المياه ومعالجتها وإعادة استخدامها بقيم تصل لـ 100 مليار جنيه كمحطة المحسمة وبحر البقر والحمام وغيرها من المشروعات، وكل ذلك لتوفير المياه في بحيرة السد العالي وتقليل تأثر المواطن بالملء الإثيوبي.

وتابع الدكتور عباس شراقي: المواطن لن يشعر بهذا التخزين لأن الحكومة أقامت مشروعات وفرت المياه في بحيرة السد العالي وأي كمية ستقل سيتم تعويضها من مخزون مياه السد العالي، وعدم التأثر لا يعني وجود ضرر مباشر على مصر.
وفي سياق متصل، يرى الدكتور محمد نصر علام، وزير الري الأسبق، أن كل نقطة مياه يتم تخزينها خلف سد النهضة تعد خصما وانتقاصا من حصة مصر المائية.

وشدد علام على أن ذلك يتم من قبل إثيوبيا دون عقد اتفاق قانوني ملزم كما أعلنت مصر مرارا وتكرارا بما يضمن لمصر استرداد هذه المياه وقت الجفاف.

وأوضح وزير الري الأسبق: كل التأثير متوقف على المتغيرات الزمانية، فالمياه اللي هناخدها من بحيرة السد العالي لتعويض النقص بسبب الملء الثالث هي اللي كنا هنستخدمها خلال سنوات الجفاف.
وتابع الدكتور محمد نصر علام: من المفروض أنه يتم تأمين مخزون بحيرة السد العالي حتى يتم استخدامه وقت الحاجة إليه في فترات الجفاف، وليس لتعويض النقص في حصة مصر نتيجة الملء الإثيوبي، ومن المفترض أن نأخذ فارق هذه الكميات المخزنة من مخزون سد الأزمة.

واختتم وزير الري الأسبق: إحنا بنحرم نفسنا من زراعات معينة بسبب المياه، مجددا التأكيد على أن أي تخزين يتم خلف سد النهضة يمثل انتقاصا من حصة مصر المائية.

إرسال التعليق