مع بدء الملئ الثالث لسد النهضة مصر تكثف جهودها للوصول إلى إتفاق ملزم حول سد النهضة ووزير الري المصري للزمان انهيار سد النهضة سيكون كارثة على مصر والسودان
أكد مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في تصريحات خاصة للزمان أن مصر كثفت جهودها خلال الفترة الماضية للحصول على الدعم الدولي والعربي للضغط على أثيوبيا للوصول إلى إتفاق ملزم حول سد النهضة ، وفي هذا الإطار احتلت قضية السد محور المباحثات التي أجراها السيسي مع بايدن والذي وعده بممارسة الولايات المتحدة لنفوذها لاستئناف المفاوضات للوصول إلى إتفاق ملزم يحقق مصالح الدول الثلاث إلا أن الجانب الأمريكي رفض ممارسة الضغوط على الجانب الأثيوبي ، فيما حصل السيسي على وعد من الدول العربية وعلى رأسها السعودية لممارسة الضغط على أثيوبيا للوصول إلى إتفاق ملزم خاصة أن الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية والإمارات لديها استثمارات ضخمة في أثيوبيا كما حصل السيسي على دعم الدول الأوروبية للموقف المصري من تلك القضية وأشار المصدر إلى أن الإعلان عن صفقات ضخمة للجيش المصري مؤخرا هي رسالة تحذيرية للجانب الأثيوبي إلى أن كل الخيارات متاحة إذا استمر التعنت الأثيوبي إلا أن اللواء محمد رشاد وكيل المخابرات العامة السابق أكد في تصريحات خاصة للزمان أن الحل العسكري للأزمة من خلال محاولة تدمير السد أصبح شبه مستحيل لأن ذلك سوف يلحق أضرار بالغة لمصر والسودان وسوف يتسبب في إغراق مساحات واسعة من الأراضي وأن أقصى ما يمكن أن تفعله مصر هو قيام القوات الخاصة بأعمال تخريبية في جسم السد تؤدي إلى تعطيل تشغيله ، ومن جانبه كشف الدكتور عباس شراقي أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة عن أضرار التخزين الثالث بصفة عامة وذكر أن أولها هو ما تقوم به الدولة من ترشيد الاستهلاك المائي وانفاق عشرات المليارات من الجنيهات على مشروعات تطوير الري والزراعة وإعادة استخدام المياه وتبطين الترع وغيرها حتى تحافظ على احتياطي مائي جيد في السد العالي يضمن الأمن المائي للمواطنين ، وكشف أن أي كمية مياه تخزن في سد النهضة قليلة أو كبيرة هذا العام أو الأعوام القادمة هي مياه مصرية سودانية وهي الخسارة الأولى المباشرة والتي لو استغلت في الزراعة لجاءت بعائد اقتصادي قدره مليار دولار لكل مليار متر مكعب بالإضافة إلى تحديد مساحة الأرز بحوالي 101 مليون فدان والتكاليف الباهظة بعشرات المليارات من الجنيهات في إنشاء محطات معالجة المياه لإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي وتبطين الترع وتطوير الري الحقلي والتوسع في الصوب الزراعية وغيرها ، وبالنسبة للسودان تكون الأضرار في ارتباك تشغيل السدود ومستقبلا قلة الإنتاجية الزراعية نتيجة حجز الطمي في سد النهضة وارتفاع منسوب المياه الجوفية وزيادة التكلفة الإنتاجية للمحاصيل الزراعية للتوسع في استخدام الأسمدة وبالنسبة لأثيوبيا فهناك غرق مزيد من الأراضي الزراعية وبعض المناطق التعدينية وعدم القدرة على توزيع الكهرباء عن طريق مصر لأسيا وأوروبا نتيجة التوتر وعدم الاتفاق ، ولفت إلى أن استمرار أثيوبيا في فرض سياسة الأمر الواقع باتخاذ قرارات أحادية وخرقها للمرة الثالثة يعزز من القلق في منطقة حوض النيل ويزيد الخلافات دون جدوى .
ومن ناحية أخرى وفي تعليقه على احتمالات انهيار السد بعد أن كشفت صور الاقمار الصناعية عن تشققات في أرضية جسم السد أكد محمد عبد العاطي وزير الري المصري في اتصال اجريناه معه أن هذا الاحتمال وارد في حالة امتلاء السد بالكمية القصوى وأضاف أنه في حالة حدوث ذلك فأنه سوف يكون كارثة لمصر والسودان لأنه سوف يؤدي إلى إغراق مساحات واسعة من السودان وبالنسبة لمصر فإنها استعدت لهذا الاحتمال من خلال خزان أسوان .
مصطفى عمارة
إرسال التعليق