إيران.. نواقيس خطر في ذكرى الملحمة
كتب مصطفى عماره
طغى القلق من المصير الذي ينتظر نظام الملالي على احيائه الذكرى السنوية لنجاته من السقوط في عملية الضياء الخالد ليتحول النواح والشكوى من خطر العدو إلى تحذيرات من المستقبل الئي ينتظر حكم الولي الفقيه.
يتذكر بهمن ريحاني قائد لواء الحرس في كرمانشاه الملحمة قائلا ان هجوم مجاهدي خلق كان كالعاصفة، ويشير عضو مجلس الشورى . نوروزي الى قتال “آلاف المجاهدين مع المئات من ناقلات الأفراد حتى بلوغ عمق 30 كيلومترا في كرمانشاه” ويستذكر أسدالله ناصح أحد قادة الحرس في ذلك الوقت هتاف مجاهدي خلق “اليوم مدينة مهران غدا طهران، مؤكدا على ان مجاهدي خلق رأوا الفرصة المناسبة لإبادة النظام، فيما يتساءل علی فدوي نائب القائد العام للحرس عن حجم الأذى الذي سببه و يسببه “مجاهدي خلق الذين نجوا في عمليات الضياء منذ أن كانوا في العراق حتى ذهابهم إلى ألبانيا” مشددا على مخاطر كثيرة يتعرض لها النظام في الفضاء السيبراني، وبفعل قضية الحجاب التي انتشرت كحرب من قبل الشعب ضد النظام.
دق رئيس مجلس الشورى الحرسي محمد باقر قاليباف نواقيس الخطر قائلا ان مجاهدي خلق أكثر عداء للنظام من العدو الأجنبي، بث الجيش خامنئي بيانا بالمناسبة محذرا من المخاطر الراهنة حيث “نتلقى صفعات مهلكة تلهب وجه النظام، لكن الجيش والحرس بقيادة خامنئي في يقظة تامة ولا يترددان للحظة في حماية النظام” وقال وزير الداخلية احمد وحيدي “ان العدو يشن حربا شاملة ضدنا، واسعة الانتشار، لها أبعاد مختلفة، بدء من الأمني إلى الدمار، وركوب موجة السخط الاجتماعي، وإشعال الإنتفاضات والثورات”.
علق خامنئي قائلا “إلهي لا تجعل هذا السنة كسنة 1981” معترفا مرة أخرى بوقوع نظامه في دوامة السقوط، ووصل الأمر ببعض أفراد النظام الذين واجهوا ضربات السيف للاعتراف بانهم هُزِمُوا في الحرب الناعمة، وفي التشكيك بالعدو وقدراته.
ظهرت مفاعيل الكابوس الذي تمثله ملحمة الضياء لنظام الملالي اكثر من اي وقت مضى، لعدد من الاسباب، بينها الحدة غير المسبوقة من الكراهية والسخط الاجتماعي التي تجعل من نشوب الانتفاضة الكبرى أمرا مرتقبا، انتشار وحدات المقاومة وتكثيف حدة عملياتها كما ونوعا، فشل استراتيجية جلب جلاد 1988 ابراهيم رئيسي لترويع المجتمع لدرجة تحول هتاف ” الموت لرئيسي” الى الشعار الاكثر تداولا وانتشارا خلال الاحتجاجات، ولا تقل الإخفاقات الدولية للنظام عن هذه العوامل.
تظهر طبيعة حضور ذكرى ملحمة الضياء الخالد في ايران هذا العام ذعر نظام الولي الفقيه من قدرة مجاهدي خلق على البقاء وتفعيل ادوات المواجهة، حالة الافلاس والهشاشة التي وصل اليها الملالي، ومدى قلقهم من المرحلة المقبلة، وكلها مؤشرات على قرب التغيير.
إرسال التعليق