عقب فشل اجتماع مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية لبحث الملف النووي الإيراني د/ يسري أبو شادي كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيس قسم الضمانات بها سابقا في حوار خاص للزمان
– وكالة الطاقة الذرية تدير ملف إيران النووي لأغراض سياسية تخدم مصالح أمريكا وإسرائيل .
– إيران قادرة على صنع قنبلة نووية من الغد وإسرائيل لن تجرؤ على مهاجمة أهداف إيران النووية .
آثار فشل الاجتماع الأخير لمجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية الأخير في الوصول إلى نتائج حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني العديد من التساؤلات حول النوايا الحقيقية لإيران من هذا البرنامج وقدرتها على الوصول إلى إنتاج القنبلة النووية وحول هذا الموضوع كان لنا هذا الحوار مع د. يسري أبو شادي كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيس قسم الضمانات بها سابقا :-
– في ظل تعثر المفاوضات بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران حول ملفها النووي ، ما هي توقعاتك بالنسبة لإمكانية إبرام إتفاق جديد حول هذا الملف ؟
لا توجد مفاوضات بالمعنى المفهوم ولكن الوكالة للطاقة الذرية وجدت أثناء ممارسة مهامها حول الملف النووي الإيراني جسيمات في 3 مواقع إيرانية وطلبت من الجانب الإيراني استفسار حول تلك الجسيمات إلا أنها لم تتلقى ردا إيجابيا حول هذا الموضوع وأرى أن الولايات المتحدة تريد استخدام هذا الملف كورقة ضغط سياسي على إيران ورغم أن لغة مدير الوكالة الأخيرة كانت لغة حادة إلا أنه لم يتم تحويل ملف إيران إلى مجلس الأمن وأكد أنه لا يستطيع ان يؤكد أو ينفي سلمية برنامج إيران النووي وأعتقد أنه طالما لم يقوم مجلس المحافظين بتحويل الملف لمجلس الأمن فإن هذا يعني أنه يريد استكمال المفاوضات 5+1 للوصول لاتفاق جديد أو العودة للاتفاق القديم .
– وهل ترى أن الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة تدير هذا الملف لأغراض سياسية لتحقيق أهداف إسرائيل ؟
إسرائيل تقول في العلن أنها لا تريد إتفاق مع إيران لأن رفع العقوبات عنها سوف يتيح لها إمكانية أن تطور امكانياتها في كل المجالات وهذه وجهة نظر دول الخليج أيضا لكن في نفس الوقت فإن عدم إتخاذ اجراءات ضد إيران سوف يجعلها تتحول إلى دولة نووية لذا فأنني أرى أن هناك لعبة سياسية تدير هذا الملف لصالح إسرائيل .
– وكيف ترى تأثير العقوبات الغربية على إمكانية استمرار إيران في برنامجها النووي ؟
تأثير العقوبات ضعيف جدا بدليل أن إيران استطاعت تطوير برنامجها النووي بشكل كبير حيث استطاعت إنتاج مواد نووية عالية التخصيب .
– وهل تعتقد أن إيران توصلت أو قاربت إلى التوصل لصنع السلاح النووي ؟
إيران لديها مواد لصنع 4 قنابل نووية منها مواد ذات يورانيوم عالي التخصيب يمكنها من صنع قنبلة الآن وإن كانت قدرتها التدميرية أقل من قنبلة هيروشيما كما أن لديها أكثر من 60كجم يورانيوم منها من 60 إلى 42% يمكنها من صنع قنبلة نووية .
– وهل تعتقد أن إسرائيل سوف تستهدف في المرحلة القادمة المنشآت النووية الإيرانية ؟
لا أعتقد أن صواريخ وطائرات إسرائيل سوف نضرب إيران لأنها تدرك أن العواقب سوف تكون وخيمة جدا ولكنها يمكن أن تلجأ إلى إغتيال العلماء وتجنيد بعض المتعاونين أو تفجير بعض المنشآت إلا أن هذا لن يؤثر بشكل فعال على البرنامج النووي الإيراني .
– مع استمرار الحرب الأوكرانية ما هو تأثير ضرب محطة ذابوروجيا الأوكرانية التي تدار بالطاقة النووية ؟
ضرب محطة ذابوروجيا الأوكرانية له مخاطر كبيرة ولكن لا أعتقد أنهم يريدون ذلك كي يفجروا الدنيا بل يريدون أن يحركوا العالم للضغط على روسيا للانسحاب من الموقع وأرى أن الروس والاوكرانيين يدركون حدود المعركة وخطر ضرب المفاعلات نفسها أو ضرب المواد العالية الإشعاع وإذا حدث ذلك فسوف يكون له تأثير كبير على الكهرباء لأن ربع إحتياجات أوكرانيا من الكهرباء من تلك المحطات .
– وما تقييمك لتقرير الوكالة عن تلك المحطة ؟
أرى أن هذا التقرير جاء متوازنا وإذ انتهز تلك المناسبة لأحيي وفد الوكالة على إصرارهم على استكمال مهمتهم رغم القصف ولكن استخدام جملة عدم قدرة الوكالة على التأكيد على سلمية البرنامج النووي في إيران هو مبالغة واضح أنها سياسية لمعاونة الغرب في مفاوضاتهم مع إيران لتوقيع إتفاق يلائم أهدافهم .
– وهل تعتقد أن الأمر سوف يتطور لحرب نووية ؟
أعتقد أن الروس لن يقدموا على استخدام السلاح النووي ولكن يمكن أن يستخدموا الأسلحة النووية التكتيكية كقنابل النيوترون التي تقتل الأفراد ولكنها لا تدمر المنشآت .
– في النهاية ما هو مستقبل ملف الطاقة النووية في مصر خاصة مع بدء إنشاء مفاعل الضبعة ؟
في يوليو الماضي تم البدء في بناء أول مفاعل من المفاعلات الأربعة ومن المفترض وطبقا للخطة الموضوعة أن يتم في خلال من 4 إلى 5 سنوات البدء في تشغيل أول مفاعل وبإذن الله سوف تعمل باقي المحطات قبل 2030 لنبدأ بعد ذلك في بناء محطات أخرى .
حاوره/ مصطفى عمارة
إرسال التعليق