دوّامةُ الموت المجهول” وما ذنبي أنا كقارب حملت أرواحهم على عاتقي وما ذنب الذين ماتوا
كتب مصطفى عماره
لو لم يموتون غرقا ً، كانوا قد ماتوا بأساليب آخرى
ففي بلدي يموتُ الإنسانُ كلَّ يوم، عِندَ كلِّ شُروق، ليودِّعَ حُلماً مِن أحلامِ الغد، ويرضى بأمنيةِ قضاءِ يومٍ ليسَ بسوءِ قبلهِ كجائزةِ تَرضية
كانوا سيموتون النَّاسُ تزاحُماً على وسائلِ المواصلات كالذين قبلهم، فتقتُلهم ابتسامَتهم على وَضعِهم، فما كان شرُّ البلاء إلا أكثَره إضحَاكاً
كانوا سيموتون كجزء من أبٍ يحاولُ إقناعَ ابنتهِ أنَّ قطعةَ الحلوى هذه الجميلة ليست ب”لذيذة” وأنَّ ما تحضِّرهُ أمَّها في البيتِ ألذ …
كانوا سيموتون النّاسُ تدافعاً على طوابيرِ الخبزِ الذي لمْ يعد حتَّى كِفافَ يومَنا بل أقل
كانوا سيموتون كإنسانيتهم عِندما يجدون أنّ الكهرباءَ المتواصلة لثلاثِ ساعات أكثرَ ممّا يستحقون وأنّها “نعمة” مقارنةً بما عِاشوه بالأمس ..
كانوا سيموتون في كلِّ مرةٍ استغنوا فيها عمّا ليسوا “بحاجته”، لتكونَ حتّى أحلامُ البُسطاء فضفاضةً عليهم
في بلدي يموتُ المرءُ كلَّ يومٍ، وحينَ لا يبقى فيهم شيء ليموتون به، يقولون ماتوا .
#بقلم: نُسيبة حوراني
إرسال التعليق