في ذكرى 25 يناير قوى سياسية تطلق وثيقة تطالب برحيل السيسي وإجراء انتخابات مبكرة
على الرغم من مرور 12 عاما على اندلاع ثورة 25 يناير إلا أن تداعيات تلك الثورة على مصر والمنطقة لا تزال حاضرة إذ ألهبت شرارة تلك الثورة الثورات في مناطق أخرى كسوريا واليمن وليبيا فيما يعرف بثورات الربيع العربي ، وفي مصر والتي شهدت سقوط حكم الإخوان عقب ثورة 30 يونيو وتولي الفريق عبد الفتاح السيسي مقاليد السلطة تغيرت الظروف كثيرا بعد هذا الحدث ففي بداية الانقلاب العسكري على حكم الإخوان اكتسب السيسي شعبية جارفة حيث وضع الشعب آماله في القيادة العسكرية الجديدة في تحقيق الاستقرار والرخاء عقب سنوات من الفوضى إلا أن تلك الآمال تبخرت رويدا رويدا مع تفاقم الأزمة الإقتصادية والانتقادات التي وجهت لحكم السيسي بتبديد ثروة الشعب في مشاريع إنشائية كالعاصمة الإدارية في الوقت الذي تم خصخصة المصانع التي أقيمت عبر 60 عاما كالحديد والصلب والكوك وغيره من المصانع الأخرى ولجأت مصر إلى الاستدانة حتى تراكمت الديون حتى وصلت الديون الخارجية إلى 157 مليار دولار والديون الداخلية إلى 3 تريليون جنيه ولجأت مصر إلى صندوق النقد الدولي الذي فرض شروط قاسية لمنح أي قرض جديد كما تراجعت مساعدات الأشقاء العرب في الوقت الذي ساهمت فيه العوامل الخارجية كوباء كورونا والحرب الروسية الأوكرانية إلى تفاقم الأزمة والتي وصلت إلى ذروتها هذا العام مع تراجع قيمة العملة المحلية في مواجهة الدولار ولقد ساهمت كل تلك العوامل في تراجع شعبية السيسي إلى أدنى حد لها وبدت البلاد على شفا ثورة جديدة في ظل حالة الاحتقان التي يعاني منها معظم طبقات الشعب حتى وصل الأمر إلى قيام قوى سياسية بالخارج إلى إطلاق وثيقة في الذكرى 12 للثورة تطالب فيها برحيل السيسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة تخت إشراف دولي ضمانا لنزاهتها متهمة الرئيس السيسي بافقار مصر بفعل سياساته الخاطئة وطالبت القوى السياسية بالإفراج عن جميع المعتقلين ومنع بيع أصول الدولة وإلغاء الصناديق وضمها إلى خزانة الدولة ، وفي مواجهة الاضطرابات المحتملة في تلك الذكرى شنت أجهزة الأمن حملة اعتقالات ضد العناصر المناهضة للنظام لإجهاض أي تحرك محتمل ، وفي السياق ذاته أجرت الزمان استطلاع للرأي مع عدد من السياسيين عن أسباب اندلاع تلك الثورة ودور الإخوان فيها وأسباب سقوطهم بعد عام واحد فقط مع توليهم الحكم ، وفي هذا الإطار كشف الكاتب الصحفي مصطفى بكري أن المشير طنطاوي رحمه الله حذر الرئيس مبارك من مخطط توريث السلطة وأن الجيش لن يقبل ذلك وسوف ينحاز للشعب إلا أن مبارك غي العشر سنوات الأخيرة كان في مرحلة من الضعف مما سمح لزوجته ونجله جمال مبارك واحمد عز من السيطرة على السلطة والعمل على تمرير سيناريو التوريث وكانت الإنتخابات الأخيرة القشة التي قسمت ظهر البعير حيث تم تزويرها بشكل فاضح وتم إقصاء المعارضة بالكامل وهو ما أدى إلى مزيد من الاحتقان وقيام الثورة ، واتهم بكري الإخوان بالعمل على اخونة الدولة وتسبب قلة خبرتهم في الحكم في إحداث فوضى ولولا انحياز الجيش للشعب لانهارت الدولة ، وكشف فؤاد علام مدير مباحث أمن الدولة السابق في عهد مبارك أنه كان أحد الداعمين والمطالبين بتولي جماعة الإخوان السلطة لأنه كان متأكد من فشلهم لعدم وجود قيادات تتحمل إدارة الدولة وهو ما حدث بالفعل وانتهى الأمر بثورة 30 يونيو ، فيما كشف يونس مخيون رئيس حزب النور السلفي أنه نصح الرئيس مرسي قبل توليه الحكم بعدم خوض الإخوان انتخابات الرئاسة لأنهم غير مؤهلين لذلك كما أن ظروف مصر الصعبة لم تمكنهم من تحقيق برنامجهم ورغم اقتناعه بذلك إلا أنه لم يكن يملك القرار لأن خيرت الشاطر كان المتحكم في القرار ، وأضاف د. محمد حبيب النائب الأول السابق لمرشد الإخوان المسلمين أنه تقدم بنصائح كثيرة لمحمد بديع المرشد العام للإخوان بمراعاة رفاق الثورة وعدم الترشح لانتخابات الرئاسة ووافق على ذلك إلا أنه خالف ما وعد به وكشف حبيب أن مرسي كان خاضعا لخيرت الشاطر والاثنان كانا يتبعان د. محمود عزت ، وفي المقابل كشف د. هيثم الخطيب رئيس ائتلاف شباب الثورة ان المجلس العسكري لم يكن ينوي تسليم السلطة للإخوان وبدء التنفيذ العملي للإطاحة بهم بعد قيام الرئيس مرسي بإقالة المشير طنطاوي وسامي عنان وتولي السيسي منصب وزير الدفاع حيث تم تأليب كافة المؤسسات لعدم التعاون مع حكومة الإخوان لتأليب الرأي العام عليهم وعندما تم ذلك أطاح الجيش بهم ، وأكد عادل السامولي رئيس مجلس المعارضة المصرية بجنيف أن المجلس العسكري لم يكن ينوي تسليم السلطة للمدنيين وأدى افتقاد الإخوان للخبرة السياسية إلى الإطاحة بهم وتوقع السامولي أن الأوضاع الحالية ستقود إلى الفوضى وسقوط الحكم العسكري .
مصطفى عمارة
إرسال التعليق