جهود مصرية مكثفة لفرض التهدئة على الساحة الفلسطينية
كتب مصطفى عماره
كشف مصدر أمني رفيع المستوى في تصريحات خاصة للزمان أن جهود مصرية مكثفة تبذل حاليا بالتنسيق مع المملكة الأردنية لفرض التهدئة على الساحة الفلسطينية برعاية أمريكية طبقا لاتفاق تم التوصل إليه خلال جولة وزير الخارجية الأمريكية للمنطقة حيث تعهدت الإدارة الأمريكية على منح مساعدات لكل من الأردن ومصر على أن تقوم مصر والأردن ببذل جهود لفرض التهدئة على الساحة الفلسطينية منعا لانفجار الموقف والذي سوف يكون له انعكاساته الخطيرة ليس فقط على المنطقة ولكن على العالم كله كما تم الاتفاق في تلك الجولة على أن تسهم الإدارة الأمريكية في تقوية السلطة الفلسطينية وبذل الجهود للتوصل إلى حل سياسي على أساس حل الدولتين وبناء على ذلك توجه رئيس الاستخبارات المصرية عباس كامل ورئيس الاستخبارات الأردنية إلى رام الله حيث اجتمعا بالرئيس محمود عباس حيث اطلعاه على ما تم التوصل إليه خلال مباحثات وزير الخارجية الأمريكية بالمنطقة وعرضا عليه تقديم مساعدات أمنية واستخباراتية لمساعدة السلطة الفلسطينية على إحكام سيطرتها على المناطق التي تسيطر عليها ، وفي الوقت نفسه وصل وفد من الجهاد الإسلامي إلى القاهرة حيث أجرى مباحثات مع المسئولين في الاستخبارات المصرية برئاسة عباس كامل والذي طلب من قادة الجهاد العمل على تهدئة الأوضاع وعدم الانجرار وراء الاستفزازات الإسرائيلية على أن تبذل مصر مساعيها لدى الجانب الإسرائيلي لوقف المداهمات للمخيمات الفلسطينية ، وفي السياق ذاته حذرت قيادات فلسطينية من توابع الخطوات والاستفزازات الإسرائيلية على الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ، وفي استطلاع للرأي أجريناه حول هذا الموضوع قال جمال زحالقة رئيس حزب التجمع الوطنى الديمقراطى داخل الخط الأخضر أنه بناء على تشخيص الوضع الراهن في الأراضي الفلسطينية واستنادا إلى تجربة الماضي فإن الأمور تتجه إلى التصعيد لأن إسرائيل أصبحت أكثر تطرفا وعدوانية في ظل الحكومة الجديدة للفوز بمزيد من الشعبية ، وفي المقابل فإن هناك جيل فلسطيني جديد لايهاب المواجهة وأشار إلى أن المواجهة الشاملة بطول الأراضي المحتلة ممكنة بل هي الارجح في ظل عدم وجود طرف يكبح جماح الحكومة الإسرائيلية الحالية إلا إذا تحركت الدول العربية لممارسة ضغوط على الحكومة الإسرائيلية واستبعد زحالقة ان تؤدي تلك الأحداث إلى انهيار التحالف الإسرائيلي الحاكم لعدم وجود بديل أفضل ، وأضاف أيمن الرقب القيادي بتيار الإصلاح لحركة فتح أن قرارات الحكومة الإسرائيلية بالتصعيد تؤسس لمزيد من العنف كما أن محاولات حكومة الاحتلال تحييد قطاع غزة محاولة فاشلة لأن الفصائل لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ما يحدث وشدد الرقب أن اتساع دائرة العنف في المنطقة بشكل عام ووقف التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية وإسرائيل سيكون بداية لاتساع دائرة العنف كما حدث عام 2000 إبان الرئيس الراحل أبو عمار كما أن وقف التنسيق الأمني يعني إنهاء إتفاق أوسلو بشكل كامل ، وقال الباحث الفلسطيني د. عزام شعث أن اتساع دائرة العنف هو انعكاس مباشر لسياسات الحكومة الإسرائيلية في الضفة والقدس واتجاه المجتمع الإسرائيلي إلى أقصى اليمين ولم يستبعد شعث أن تمتد المواجهة إلى قطاع غزة لأن تلك الحكومة تحاول تصدير ازماتها إلى الخارج .
إرسال التعليق