صراع أمريكي روسي على أرض مصر ومصدر دبلوماسي رفيع المستوى للزمان نسعى لإقامة علاقات متوازنة بين الطرفين بما يحقق المصالح المصرية ​

صراع أمريكي روسي على أرض مصر ومصدر دبلوماسي رفيع المستوى للزمان نسعى لإقامة علاقات متوازنة بين الطرفين بما يحقق المصالح المصرية ​

كتب مصطفى عماره

​شهدت المرحلة الماضية تزايد التعاون الروسي المصري وصل إلى مرحلة أقرب إلى التحالف الاستراتيجي بين البلدين خاصة في ظل سعي روسيا لإعادة نفوذها في المنطقة من خلال البوابة المصرية ، وفي ظل الضغوط التي يمارسها الغرب على مصر من خلال مؤسسات التمويل الدولية وعلى رأسها صندوق النقد الدولي وفي هذا الإطار تحركت روسيا لإنقاذ مصر حيث أصدرت السفارة الروسية بيانا كشفت فيه عن مخطط غربي لتعطيل إمدادات القمح الروسي إلى مصر وأن روسيا على استعداد لامداد مصر بالقمح الروسي والذي يمكن أن يصل إلى ملايين الأطنان لتصبح مصر مركز للحبوب في العالم ، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تم الإتفاق بين مصر والجانب الروسي على التعامل بالعملة المحلية كما دخلت مصر في تحالفات اقتصادية تقودها روسيا لدعم الاقتصاد المصري حيث أظهرت الإحصائيات ان حجم التجارة الروسية المصرية زاد بنحو 30% وتجاوز 6 مليارات دولار وشمل التعاون مجالات التجارة والتمويل والطاقة والنقل والتقنيات الرقمية والزراعة والعلوم والتعليم فضلا عن مجال التعليم حيث لوحظ أن وسائل الإعلام المصرية بدأت في الفترة الأخيرة الترويج للانتصارات الروسية على الجبهة الأوكرانية وشهدت زيارة وزير التجارة الروسي لمصر مؤخرا توقيع العديد من البروتوكولات في عدد من المجالات ويرى المراقبون في القاهرة ان بدء تشغيل المفاعل الروسي في الضبعة سوف يعطي العلاقات بين البلدين دفعة جديدة كما أن موافقة الهند على عقد صفقة سلاح متطورة لمصر جاء بضوء أخضر من روسيا حليف الهند الاستراتيجي ، فيما كشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى للزمان أن إقدام دول خليجية ومصر على خفض إنتاج النفط جاء بتنسيق بين مصر وتلك البلدان ، وفي تعليقه على العلاقات المصرية الروسية قال حسام الدين حسين الخبير الاقتصادي أن العلاقات بين مصر وروسيا عميقة وأن هناك حرص بين الجانبين على تطوير تلك العلاقات وأن التعاون بين الجانبين لم يتوقف على إنشاء محطة نووية من الضبعة أو إنشاء منطقة اقتصادية في قناة السويس بل امتد إلى المجال العسكري من خلال المناورات العسكرية بين البلدين ، وفي ظل التحرك الروسي للنفاذ إلى أفريقيا عبر البوابة المصرية بدأت الولايات المتحدة في التحرك لتحكيم هذا النفوذ من خلال استعدادها لإعادة المعونات العسكرية لمصر إلى سابق عهدها مقابل الابتعاد عن الجانب الروسي كما عقدت مصر اتفاقا مع إسرائيل ودول أوربية لتصدير الغاز إلي الغرب من خلال محطة تسييل الغاز المصري في دمياط وهو الأمر الذي أغضب روسيا التي هددت بالتخلي عن المعاملة المميزة لمصر إذا لم تتخذ موقفا واضحا داعما لروسيا في الحرب الأوكرانية ، وفي ظل الصراع بين أمريكا وروسيا على أرض مصر أكد مصدر دبلوماسي رفيع المستوى للزمان أنه رغم تطور علاقات مصر مع روسيا والتي وصلت إلى مرحلة قريبة من التحالف الاستراتيجي إلا أنه لا يمكن تجاهل أن أمريكا لا تزال القوة الرئيسية في العالم لذلك فإنها تسعى إلى إتخاذ موقف متوازن قدر الإمكان يحقق المصالح المصرية بعيدا عن لعبة التجاذبات الدولية .

إرسال التعليق