عقب الإتفاق على إعادة العلاقات بين السعودية وإيران د/ عارف الكعبي رئيس اللجنة التنفيذية لدولة الأحواز العربية المحتلة في حوار خاص للزمان
- الإتفاق بين السعودية وإيران إتفاق تكتيكي يستفيد منه الطرفان وصموده يتوقف على السلوك الإيراني .
- لا أعتقد أن الإتفاق السعودي الإيراني له تأثير مباشر على القضية الأحوازية والأخوة في السعودية لن يتخلون عن القضية الأحوازية .
أحدث الإتفاق الإيراني السعودي بإعادة العلاقات بين البلدين ردود فعل واسعة خاصة أنه جاء بعد فترة طويلة من الصراع بين البلدين بفعل الممارسات الإيرانية التي تهدف إلى تهديد أمن الخليج والمنطقة ، وعن تأثيرات هذا الإتفاق على منطقة الخليج بصفة عامة والقضية الأحوازية بصفة خاصة كان لنا هذا الحوار مع د. عارف الكعبي رئيس اللجنة التنفيذية لدولة الأحواز العربية :-
1- كيف ترى الأسباب التي دفعت لاتفاق إيران والسعودية والذي تم برعاية صينية ؟
الصراع القائم بين المملكة العربية السعودية وإيران، صراع متجذر وقديم في المنطقة، وهو صراع يحمل أبعاد قومية أكثر منها طائفية، إذا أخذنا بعين الاعتبار العداوة الدفينة الفارسية للعرب والعروبة والإسلام الحقيقي الذي تمثله السعودية؛ لذلك الاتفاق هو اتفاق “تكتيكي” يستفيد منه الطرفان السعودي والإيراني، والوسيط الصيني لديه أهداف ومصالح من وراء الاتفاق، وبكين لديها استثمارات كبيرة في المنطقة ومن مصالحها تهدئة الأوضاع.
كما أن الاتفاق جاء في ظل المتغيرات على الصعيد الإقليمي بالمصالحة الخليجية –الخليجية، وأيضا تطبيع العلاقات بين السعودية والإمارات من جهة وتركيا من جهة أخرى، وتوسع الاتفاق الابراهيمي بين اسرائيل ودول عربية على رأسها الإمارات والبحرين، والمغرب، إضافة إلى التغيرات الدولية والصراع الروسي الأوكراني، والتوترات بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وصعود طالبان لسدة السلطة في أفغانستان، وتصاعد المد العروبي داخل العراق ضد إيران في حراك الشارع العراقي ضد النفوذ والتمدد الإيراني، كل هذه المتغيرات جعلت إيران تتوجه إلى المصالحة مع السعودية.
أيضًا، السعودية وجدت أنها بعد 7 سنوات من الصراع مع إيران، واعتراف قادة الدولة الإيرانية بالخطأ الاستراتيجي في قطع العلاقات مع المملكة ، شكل اعتراف بقوة السعودية ومكانتها وثقلها في الإقليم، وهو ما يجعل الرياض تسعى لتحقيق مكاسب وأهداف في المنطقة بتأمين حدودها الجنوبية والشرقية، وتعظيم الاستفادة في تعظيم ثرواته الاقتصادية وبناء رؤية السعودية 2030.
مصالح السعودية الأن هي العمل على زيادة معدلات النمو الاقتصادي ، بما يملكه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من تحقيق رؤية 2030، ومحاولة إيران استعادة توازنها الاقتصادي في ظل العقوبات الأمريكية على طهران.
2- إلى أي مدى تتوقع أن يصمد الاتفاق؟
مدى صمود الاتفاق، يتوقف على السلوك الإيراني، الذي يلجأ لمثل هذه الاتفاقيات في حالة ضعف داخلي واقليمي، فإيران دولة توسعية ولديها طموح استعادة الامبراطورية الفارسية عل حساب الدول العربية، فاحتلت دولة الأحواز العربية 1925، واحتلت الجزر الإماراتية الثلاث 1971، واحتلت 4 عواصم عربية منذ الثمانينات وحتى الأن، فلا يمكن أن تكون إيران دولة منسجمة مع المواثيق والقوانين الدولية أو مع الجيران، لذلك نتوقع أن انهيار الاتفاق في مرحلة لاحقة، فإيران لن تتنازل عن حماية ميليشيا الحوثي في اليمن، أو التخلي عن سوريا لدول العربية، أو تغيير سياستها وتوجهها بدعم ميليشيا حزب الله في لبنان.
3- كيف ترى تأثير هذا الإتفاق على القضية الأحوزاية ؟
لا أعتقد أن يكون لهذا الاتفاق أي تأثير مباشر على القضية الأحوازية، فالاتفاق جاء لأسباب متعلق بالسعودية وإيران، وليس اتفاقية متعلقة بدولة الأحواز العربية، لذلك الاتفاق لن ينعكس سلبا على مسار القضية الأحوازية فهي قضية رئيسية في المنطقة وذات صلة بالأمن القومي العربي ، وليست ورقة في مفاوضات بين دولتين.
القضية الأحوزية بعد حرب الثماني السنوات بين العراق وإيران، كان جيس تحرير الأحواز له دور كبير في الحرب ضد إيران، وبعد توقف الحرب وتوقيع اتفاقية وقف الحرب بين بغداد وطهران، أثر على دور جيش التحرير الأحواز، ولكن لم يوقف عجلة الثورة الأحوازية ضد الاحتلال الفارسي، فانتقلنا من العراق إلى أوروبا واستمر نضالنا القانوني والسياسي من أجل استعادة دولة الأحواز العربية.
ولكن من واجبنا أن انوه أن الأخوة في المملكة العربية السعودية، حتى وإذا تم اتفاق بعيد المدى مع أي نظام إيراني، لا اعتقد أن الاشقاء في السعودية يتخلون عن القضية الأحوازية، فمن يحكم السعودية والشعب السعودي هم امتدادنا القومي والعقائدي والحضاري والتاريخي، وأيضا تربط علاقة أخوية للغاية بين الشيخ خزعل الكعبي والوالد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود.
مثل ما قلت أن الاتفاق هو اتفاق تكتيكي، فإيران لن تتخلى عن أوراقها وأذرعتها في المنطقة، ولا اعتقد أن تتوقف المملكة عن القيم التي أسست عليها وهي العروبة والإسلام، فالقضية الأحوازية هي قضية عربية واسلامية، ولن يتخلى العرب عنها.
4- ما هي أسباب عدم نجاح التظاهرات والاحتجاجات الاحوازية وغير الاحوازية في إسقاط هذا النظام الديكتاتوري ؟
حقيقة لم يخرج الشارع الأحوازي من أجل اسقاط النظام الإيراني، فمن احتل دولة الأحواز هو نظام الشاه رضا بهلوي وليس نظام الخيمني ، فالصراع بين الساسة والأنظمة الإيرانية هو صراع على طبيعة الحكم من حيث المبدأ، و كل القوى الفارسية بما فيها المعارضة الفارسية في الخارج بما فيها تيار رضا بهلوي، ومجاهدي خلق لا يعتبرون أن ما جرى في الأحواز احتلال، فخروج الشارع الأحوازي هو طرد المحتل، فالأحوازيون ليسوا معنيين بما يجرى في طهران ببقاء نظام أو سقوط نظام، بل الأحوزيين يسعون إلى تحرير الأحواز وطرد المحتل، وهو صراع هوية بين دولة الاحواز العربية والدولة الفارسية.
لكن إذا كان هناك عمل من أجل اسقاط النظام و‘عادة ترتيب الأوضاع والتفاوض على إحقاق الحق الأحوازي التاريخي والوطني والقومي بالاعتراف بسيادة دولة الاحواز، يمكن أن نتعاون مع أي طرف يمكّن الأحوازيين من استعادة السيادة على دولتهم.
نحن اليوم في صراع من هذا النظام على جميع الأصعدة سياسيا وإعلاميا وقانونيا وميدانيا، نحن في صراع من حيث الشكل، ومن حيث المضمون صراع قائم مع الكيان والدولة الفارسية برمتها، وماجرى في 1925 هو احتلال غاشم مخالف لجميع القوانين الدوليةو، نحن نطالب باستعادة شرعية الأحواز التي احتلها نظام رضا بهلوي آنذاك.
نحن لدينا تعاون مع القوميات غير الفارسية، “الأكراد –البلوش- الأذريين (الترك)..”، هناك حوار وتنسيق من أجل الضغط على الدولة الفارسية، لاننا جميعا ضحايا لهذا النظام ، ونحن نهدف إلى تحرير دولتنا من الاحتلال الفارسي.
نحن حركة تحررية ولسنا معنيين بإسقاط نظام وتغيره، بل نحن معنيين بإستعادة الدولة العربية الأحوازية، ويمكن الحديث مع أي طرف من أجل تحقي قهذا الهدف.
5- ما هي البدائل المتاحة أمامكم حاليا للتحرك لمواجهة هذا النظام ؟
البدائل المتاحة لتحرك ضد النظام الحاكم في طهران، نحن عرضناها على المعارضة الفارسية، والقوميات غير الفارسية، لكن المعارضة الفارسية لم تتبناها.
واشير الى أن من أسباب فشل الثورة الأخيرة في إيران، هو انقسام المعارضة الفارسية في الخارج ، فهناك من يريد عودة التيار البلهوي، واخرين يريدون مجاهدي خلق، أيضا القوميات غير الفارسية كانت منقسمة، واستغل النظام هذه الانقسامات في السيطرة على الأوضاع في المدن الفارسية والكردية والبلوشية والآذرية.
كذلك وقوف اطرف دولية وراء النظام مثل روسيا والصين وانشغال الغرب بالحرب الأوكرانية، وهي ليست متسعدة للوقف مع اي انتفاضة داخل ايران من أجل اسقاط النظام، لذلك من الصعب اسقاط النظام في الوقت الحالي.
الاحوازيون يناضلون في داخل دولتهم، والأحوازيون قادرون على السيطرة على الأمور بمجرد أن تكون هناك هزة للنظام في إيران، واستفادة الاحوزيين باعادة ترتيب البيت الأحوازي، ومستعدون للتعاون مع أي طرف يهدف الى اسقاط النظام في طهران، بشرط الاعتراف بسيادة دول الأحواز العربية.
6- وما هي أسباب تراجع الإدارة الأمريكية الحالية عن مجابهة النظام الإيراني خاصة فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني؟
ايران اليوم أصبحت ضمن محور دولي قوي، وهو محور روسيا والصين، وهو ما يوقف تمرير أي قرار داخل مجلس الامن ضد إيران، بوضعها تحت الفصل السابع ، لمواجهة التهديد البرنامج النووي الإيراني وضربه عسكريا، كما حدث في العراق وليبيا من قبل، هذه الفرصة قد ولت، وأيضا حلف الناتو متورط في حرب مصيرية في أوكرانيا.
العالم اليوم منقسم الى قسمين، الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والمحور الشرقي بقيادة روسيا والصين، وايران جزء من المحور الروسي الصيني، لذلك لن تتحرك واشنطن بشكل جدي ضد النظام الإيراني.
7- تعني أن إيران ليست أولوية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية؟
بكل تأكيد.. بالنسبة لايران ومشروع ايران ليس من أولوية الإدارة الأمريكية ، فهي مشغولة بالحرب الأوكرانية، والتي أصبحت ضرورة ملحة، هناك مساع من جانب الناتو وواشنطن لتركيع روسيا في أوكرانيا واذا نجح الغرب في ذلك سينعكس سلبا على إيران، وسوف يسقط البرنامج النووي الإيراني أو حتى اسقاط النظام بأكمله.
اذا صمدت روسيا في أوكرانيا، ونجحت في فرض كلمتها، سيكون لصالح النظام، ويكون من الصعب في الوقت ذاته اسقاط النظام.
حصول ايران على القنبلة النووية ليس صعبا على الايرانيين، وهم على مسافة قريبة من الوصول الى ذلك، ولكن لم تحصل طهران على الضوء الأخضر الروسي الصيني ، لانه يتقاطع مع مصالح موسكو وبكين في المنطقة، فمن أوقف ايران عن الوصول الى القنبلة النووية هي التوصيات الروسية والصينية، وليس الخطوات الغربية، وإيران ستحاسب وبشكل قوي للغاية عقب انتهاء الحرب الأوكرانية.
8- ما هي مطالبكم في المرحلة الحالية من مصر وجامعة الدول العربية ؟
نحن كعرب ندرك جيدا ان العمود الفقري للأمة العريية واركانها القوية هي مصر والسعودية والإمارات، وبالتالي مصر هي قلب الأمة النابض، ومقر الجامعة العربية في القاهرة، وزرنا مصر أكثر من مرة من أجل القضية الأحوازية، وطرحنا على القيادة المصرية الاعتراف بشرعية دولة الأحواز العربية، أو قبول مراقب أحوازي في الجامعة العربية، أو فتح مكتب تواصل بين الجامعة العربية واللجنة التنفيذية لدولة الأحواز، لم نتلقى ردا حتى الأن، لاسباب بعضها تفهمناها واخرى لم نتفهمها حتى الأن.
الشعب العربي الأحوازي شعب عربي تجاوز 12 مليون نسمة، ومن مبادئنا الدفاع عن العرب والعروبة، ومصر هي قلب الأمة العربية النابض، ونحترم مصالح الدول العربية في التعامل مع طهران، ولكن الانتماء القومي ليس مصلحة وهو مصير، ومن حقنا الطبيعي أن نكون مراقبين في الجامعة العربية ، إذا لم نحصل على العضوية الدائمة في الجامعة .
ناشدنا وسوف نناشد مصر العروبة أن تقف مع القضية الأحوزية وقفة أكثر مما عليه الأن، لأن أملنا في الله أولنا، في الأخوة في الدول العربية، وفي الاشقاء العرب مصر والسعودية الإمارات والدول العربية، في مساندة القضية العربية.
ومصر لها دور كبير في دعم القضايا العربية، ولذلك نأمل في القيادة المصرية في الوقوف مع القضية الأحوازية والعمل معنا من أجل إعادة شرعية دولة الأحواز.
حاوره/ مصطفى عمارة
إرسال التعليق