النظام الايراني إلى حافة الهاوية
كتب مصطفى عماره
سجلت حكومة ابراهيم رئيسي ارقاما قياسية في التغييرات الوزارية، خلال ولايتها التي لم تتجاوز الاشهر العشرين، مع اقالة وزير الزراعة ورئيس منظمة البرنامج والميزانية، اللذين رفضا الاستقالة، واضطرار وزراء التعليم والطرق والإسكان والعمل والرعاية الاجتماعية إلى الاستقالة من قبل، علاوة على التوقعات باقالة وزيري الأمن والاقتصاد، اللذين يتعرضان للانتقادات في اوساط النظام.
كان للاقالات والاستقالات التي عجزت عن معالجة الفوضى الداخلية ارتداداتها التي اخذت اشكالا متعددة، فقد شهدت جلسة مجلس الشورى هجمات قاسية وغير مسبوقة على رئيس الجمهورية بعد الإعلان عن الإقالات الجديدة، قال العضو رحمة الله نوروزي ان العلاج هو الحل وليس الاسقاط، مشيرا الى ضرورة كبح جماح التضخم الخارج عن نطاق السيطرة مع بلوغ نسبة الزيادة في الأسعار الـ 40٪ وتساءل عن التنينات ذات الرؤوس السبعة في مافيا السيارات، فيما حذر العضو ابراهيم عزيزي من الوقوع في فخ العدو مع غياب التصرف العقلاني.
لم يقف الامر عند تصريحات اعضاء مجلس الشورى التي تظهر قلق وخوف السلطة التشريعية من الوضع المتفجر، والسكين التي وصلت إلى العظم، فقد ظهرت اثار مماثلة في وسائل الإعلام الحكومية، حيث دعت صحيفة فرهيختكان التابعة لعلي اكبر ولايتي مستشار خامنئي الى تقديم تفسير مقنع للشعب والاجابة على تساؤلات الناس بعد هذه التغييرات، وجاء في صحيفة آسيا ان الحكومة تحاول استخدام أساليب قسرية لإجبار الايرانيين على قبول ما تسببت به، مشيرة الى عدم قدرة الناس على احتمال اعباء التضخم وارتفاع الأسعار.
الواضح من ردود الافعال الداخلية ربط اوساط النظام الاقالات والاستقالات بتدهور الاوضاع الاقتصادية والاستياء الشعبي من الاوضاع المعيشية، مما يظهرها في صورة الهروب من انفجار وشيك على امل تسكين الازمة، بدلا من التجاوب مع احتياجات ومطالب الايرانيين.
تقود المحصلة النهائية للحديث عن تداولات اوساط النظام حول الاقالات والاستقالات باعتبارها مظاهر ازمة الى اخفاق حكومة إبراهيم رئيسي سفاح مجزرة عام 1988 والفشل الذريع الذي لحق بمشروع التنصيب الذي تولاه خامنئي، كما يدلل استخدام مصطلحات مثل “حافة الهاوية” و “المجتمع الموشك على الانفجار” في اوساط النظام والمتعاطفين معه على عجز عن التعامل مع مأزق يتفاقم يوما بعد يوم، وفشل استراتيجي في مواجهة الانتفاضة الشعبية ومنظمة مجاهدي خلق، التي تراكم انجازاتها على الصعيدين الداخلي والخارجي .
إرسال التعليق