عقب توقيع إتفاق إعادة العلاقات بين السعودية وإيران وفي خضم انتفاضة الشعب الإیراني: ​السيد/ موسى افشار عضو اللجنة الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في حوار خاص

عقب توقيع إتفاق إعادة العلاقات بين السعودية وإيران وفي خضم انتفاضة الشعب الإیراني: ​السيد/ موسى افشار عضو اللجنة الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في حوار خاص


​- الإتفاق السعودي الإيراني لن يؤثر على انتفاضة الشعب الإيراني لانها انتفاضة وطنية بامتياز خاصة أن الدعم العربي مغيب تماما. رغم ان اسقاط نظام ولایة الفقیه هو مطلب لشعوب المنطقة ایضا
​- لا أتوقع أن يغير النظام الإيراني إستراتيجيته التوسعية في المنطقة بدون حل قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني .لان استراتیجیة النظام للخارج مرتبطة ببقاء کیانه منذ البدایة

​آثار الإتفاق الإيراني السعودي حول إعادة العلاقات بين البلدين ردود فعل واسعة داخل إيران وخارجها خاصة فيما يتعلق بسياسات النظام الإيراني في الداخل وتعامله مع انتفاضة الشعب الإيراني وسياسته في الخارج خاصة فيما يتعلق بسياسات هذا النظام التوسعية في دول المنطقة ، وفي محاولة لمعرفة تأثيرات هذا النظام كان لنا هذا الحوار مع السيد/ موسى افشار عضو اللجنة الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية :-

​۱- كيف ترى تأثير الإتفاق الذي تم مؤخرا بين إيران والسعودية على الدعم العربي لكفاح الشعب الإيراني للحصول على حريته ؟​
الانتفاضة الإيرانية والتي اندلعت بصورة موسعة في شهر يوليو 2022 هي انتفاضة وطنية بامتياز وكنا نبحث عن دعم أحرار العالم عربيا أو دوليا ولكن الظروف الخاصة بكل بلد حالت دون الحصول على هذا الدعم خاصة إذا علمنا أن الدعم العربي لنا كان مغيب تماما إلا أن هذا لم ولن يؤثر على كفاح الشعب الإيراني للحصول على حريته وإن كنا نرجح أن تقف الشعوب العربية بجانب شعبنا . ومن الضروري‌ هنا التأکید بان الانتفاضة نجحت وتنجح في اجتیاز عقبتین هامتین هما:
اولا- اجتیاز حرف مسارها الدیمقراطي الشعبي نحو الأمام من محاولات العودة إلی الوراء اي إلی العهد الملکی البائد المتمثل في ابن الشاه الدیکتاتور المقبور وذلک في الهتاف الشعبي العام : «الموت للظالم سواء کان الشاه او المرشد خامنيی»
وثانیا- اجتیاز الاتهامات الباطلة الموجهة من قبل جهات مشبوهة بان الانتفاضة تتجه نحو مخططات التجزئة بینما انتفاضة الشعب الإیراني تشمل وتؤمن بحقوق جمیع القومیات في‌ إیران وحقها في الحکم الذاتي .. وکذلک المتمثل في‌ الهتاف الشعبي : « من زاهدان إلی کوردستان نفدي‌ ارواحنا من ‌أجل إیران»
​۲- وما هو تحليلك للأسباب التي أدت إلى عقد هذا الإتفاق في هذا التوقيت ؟
​لكل إتفاق طرفين وليس بامكاننا التطرق إلى الأسباب التي دفعت السعودية لتوقيعه أما بالنسبة للجانب الإيراني فاعتقد ان انتفاضة الشعب الإيراني كانت السبب الرئيسي لعقد هذا الإتفاق لانها وضعت النظام الإيراني في أضعف حالاته لأن التجربة أثبتت أن هذا النظام لا يمكن أن يتراجع إلا إذا كان مجبرا على ذلك ولعل حرب الثماني سنزات بين إيران والعراق لهي خير دليل على ذلك فلم يقبل الخميني وقف إطلاق النار إلا بعد أن تجرع كأس السم فاضطر هذا النظام إلى تغيير استراتيجيته ولكنه لم يغير سلوكه . ان ثورة الشعب الإیراني والمقاومة الإیرانیة قد وضعت النظام الحاکم في زاویة حرجة اي‌ بین الامرین: إما التراجع عن مشاریعه الاقلیمیة العدوانیة – فهو بدایة لنهایة محتومة له داخلیًا ، اما الاستمرار بنهجه القدیم للاستعداء والابتزاز والذي سینقلب علیه تماما مثل الزیت علی النار وهي‌ نار الانتفاضة الشعبیة المشتعلة داخل إیران.

​۳- هل تتوقع أن يؤدي هذا الإتفاق إلى تحجيم نشاطات النظام الإيراني التوسعية في المنطقة ؟
​لا أتوقع ذلك من الناحية الإستراتيجية وإذا كان هذا النظام جاد في تغيير سلوكياته فعليه أولا أن يحل قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني والتي تمثل القوة الرابعة المخصصة للتدخل الخارجي . وکما شرحت سلفًا هناک علاقة جدلیة بین ستراتجیة التوسع في الخارج للنظام وستراتیجیة القمع والکبت في‌ الداخل الإیراني من قبله… لایمکن للنظام ان یستمر بسیاسة التعامل مع الشعب المنتفض بالنار والحدید من دون استمداد القوة في ذلک من قوة سیطرته الاقلیمیة وجبروته هناک، کما هو من المستحیل ان ینتهج النظام سیاسة المرونة والانفتاح السیاسي‌ في الداخل من دون تغییر دراماتیکی في نهجه العدواني في الخارج. ومن هنا نستنتج ما یلي: طالما یستمر النظام بل یشدد علی تنفیذ الاعدامات وحملات الاعتقالات وممارسة التعذیب في السجون وغیره داخل إیران فیبقي ای تعدیل او تحفظ للنظام في توجهاته الخارجیة مجرد مانورة ومحاولة لانقاذ کیان النظام من تورط آکثر وانجراره إلی هاویة السقوط بصورة سریعة.

​۴-هناك من يرى أن الانتفاضة الإيرانية بدأت مؤخرا في التراجع ، فهل نجحت آلة القمع الخاصة بالنظام في اخمادها ؟
​هذا صحيح إلا أن ذلك تم بصورة وقتية وعابرة ومن الطبيعي وبعد ۸ اشهر من الانتفاضة أنج يحدث خمولا نسبيا مما يتطلب الأمر القيام بإعداد جديد لحركة الانتفاضة في ظل وجود بعض العوائق التي يجب تجاوزها من الناحية السياسية خاصة أن هناك تيارات متداخلة تؤثر سلبا عليها وعلى سبيل المثال هناك تيارات تطالب بإعادة النظام الملكي والذي يقوده ابن الشاه وقوی اجنبیة استعماریة تسانده وهو أمر يشكل انحراف للانتفاضة وتجد تشجيعا من النظام الإيراني ورغم العقبات التي أحاطت بالانتفاضة في الفترة الأخيرة إلا أنه لا تزال حتى الآن مظاهرات تنطلق كل يوم جمعة – في مدن محافظة بلوتشستان الإیرانیة ومرکزها مدنیة زاهدان – وقد أدت ممارسات النظام الإيراني أن أصبح هذا النظام لا يواجه فقط نيران تحت الرماد بل أصبح بواجه براكين تحت الرماد يمكن أن تنفجر في أي وقت وسيكون الإنفجار مزلزلا يطيح بالنظام في أي وقت .

​۵- وهل أصبح إسقاط النظام الإيراني أمر بعيد المنال ؟
​استمرار الانتفاضة وديمومتها التي اختلفت عن الماضي وعجز النظام عن احتوائها افسحت المجال لكثير من شرائح المجتمع الإيراني للخروج إلى الشوارع للإعلان عن رفضهم للنظام الإيراني الحاكم رغم سقوط آلاف القتلى والجرحى ووجود أكثر من 30 ألف معتقل ومن الصعب على هذا النظام إعادة كل تلك الجماهير الغاضبة إلى القمقم بعد خروجها ولاشك أن الظروف الموضوعية تبشر بحدوث تغيير دراماتيكي في الأيام المقبلة. علمًا بان للانتفاضة الحالیة رصیدًا من أکثر اثنتین واربعین عاما من الکفاح والنضال ضد نظام ولایة الفقیه وبتقدیم الدماٰء من ۱۲۰ ألف شهید سقطوا من اجل تحریر ایران اضافة إلی بدیل منظم ومعروف سیاسیًا وهو المجلس الوطني‌ للمقاومة الإیرانیة، اقدم واقوی جهة سیاسیة تحدت النظام منذ اکثر من اربعة عقود ومن هنا یمکن القول بان الغد لناظره قریب… و‌ألیس الصبح بقریب؟

​۶- وهل ترى أن الولايات المتحدة والغرب اخطأوا في التعامل مع النظام الإيراني في قضية الملف النووي ؟
​عقب توقيع إيران الإتفاق النووي مع الغرب عام 2015 أصدرت السيدة مريم رجوي بيانا أكدت فيه خطأ المجتمع الدولي بالتعامل مع النظام الإيراني في هذا الملف حيث اكتفى بتقليم أظافر هذا النظام وليس خلعها لأن هذا الإتفاق يحجم النشاط النووي الإيراني بشكل عابر ولا يقضي على هذا المشروع بل وفر للنظام الإيراني في عهد أوباما دعم مالي يقدر ب150 مليار دولار استخدمها النظام في دعم مشاريع إيران الغير نووية وميليشياته ومسيراته في المنطقة العربية .

​۷- وهل سيتمكن هذا النظام من تطوير قدراته النووية في المرحلة المقبلة ؟
​في ظل سياسة المراهنة الغربية للنظام الإيراني وغياب أي سياسة صارمة فإن هذا النظام يحتاج إلى تطوير قدراته النووية لابتزاز الغرب لأن سياسته قائمة على الابتزاز وهو يقوم باحتجاز رهائن من دول أوروبية لابتزازهم حتى لا تمارس تلك الدول ضغوطا عليه في موضوع صنع القنبلة النووية حتى يتمكن من السيطرة على المنطقة العربية .

​۸- وهل تتوقع قيام إسرائيل بتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية ؟
​هذا الأمر يتوقف على سياسة إسرائيل ومصالحها ونحن من جانبنا نستطيع أن نؤكد أن هذا النظام مستمر في تطوير برنامجه النووي لمنع العالم من دعم انتفاضة الشعب الإيراني كما أن توجيه تلك الضربة لن تؤدي إلى إسقاط هذا النظام بل أن إسقاطه سيكون من جانب الشعب الإيراني . فمن الضروري‌ التأکید بان مشروع التغییر واسقاط النظام هو مشروع یمکن تحقیقه فقط من قبل الشعب الإیراني ومقاومته الباسلة ولیس من قبل ایة جهة في العالم قط.

​۹- وما هي خطة المقاومة الإيرانية للتعامل مع هذا النظام في المرحلة القادمة ؟
​منذ قيام النظام الإيراني بفتح الرشاشات على صدور الشعب الإيراني في 20 يونيو عام 1981 فلقد أجبر هذا النظام الشعب على حمل السلاح بعد أن أدرك أن لغة القوة هي اللغة التي يفهمها النظام ومن هذا المنطلق وضعنا خطة تقوم على قيام وحدات المقاومة العاملة داخل 30 محافظة بحمل السلاح ورغم الضربات التي تلقتها إلا أنها في طور النمو وتجاوزت الاعتقالات من خلال نشاطات عسكرية وإعلامية لإبقاء شعلة الآمل والنضال ضد النظام وسوف تنمو تلك الوحدات لتكون نواة لجيش التحرير الوطني الذي يمكنه مواجهة النظام .

​۱۰- في النهاية ما هي مطالبكم من العالم العربي ؟
​مطالبنا واضحة منذ اندلاع الانتفاضة في أيلول عام 2022 وبعدها بإعلان الوقوف مع الشعب الإيراني لإسقاط النظام ودعمه إعلاميا ولوجستيا لمواصلة النضال وإغلاق السفارات الإيرانية والتي تعد معاقل للتجسس وطرد عناصر هذا النظام كل هذه الخطوات يجب أن تكون دائمة ومؤثرة حتى يقول الشعب الإيراني كلمته الأخيرة من أجل إسقاط هذا النظام .

​حاوره من باريس
​مصطفى عمارة

إرسال التعليق