بعد إعلان إسرائيل عن رفع السرية عن وثائق حرب أكتوبر ​حالة من الترقب بين الأوساط العسكرية المصرية تحسبا لما تضمنته تلك الوثائق ووكيل المخابرات العسكرية السابق يؤكد أن نشر إسرائيل لوثائق حرب 1967 ساعد مصر على تحقيق الانتصار في حرب 1973

بعد إعلان إسرائيل عن رفع السرية عن وثائق حرب أكتوبر ​حالة من الترقب بين الأوساط العسكرية المصرية تحسبا لما تضمنته تلك الوثائق ووكيل المخابرات العسكرية السابق يؤكد أن نشر إسرائيل لوثائق حرب 1967 ساعد مصر على تحقيق الانتصار في حرب 1973

كتب مصطفى عماره

​سادت حالة من الترقب بين الأوساط العسكرية المصرية تحسبا للمعلومات التي يمكن أن تتضمنها الوثائق السرية لحرب أكتوبر للرد عليها بعد إعلان إسرائيل أنها بصدد نشر الوثائق السرية عن حرب أكتوبر ، وفي تصريحات خاصة للزمان قال اللواء سمير فرج أحد قادة حرب أكتوبر والمقرب من الرئيس السيسي أنه لا يصدق إعلان إسرائيل بالإفراج عن وثائق حرب أكتوبر عام 1973 ونحن في انتظار تطورات هذا الأمر وأضاف أنه بعد انتهاء حرب أكتوبر شكلت إسرائيل لجنة برئاسة قضاة المحكمة العليا من أجل معرفة ما حدث في حرب عام 1973 وأضاف أن مصر سوف تستفيد من نشر تلك الوثائق المسربة وستقارن هذه الأحداث بما تعلن عنه إسرائيل للتأكد من حقيقتها ، فيما نفى مصدر برئاسة الجمهورية للزمان ما رددته إسرائيل من تورط أشرف مروان مهر الرئيس السابق الراحل جمال عبدالناصر والمقرب من الرئيس الراحل أنور السادات في لقب دور العميل المزدوج لمصر وإسرائيل في حرب أكتوبر مؤكدا أن أشرف مروان لعب دورا بارزا في خدمة المخابرات المصرية ولم يكن عميلا مزدوجا وسرب معلومات مغلوطة لإسرائيل عن موعد الحرب وتم تكريمه بعد وفاته ، وفي السياق ذاته أكد اللواء محمد رشاد وكيل المخابرات السابق والذي شغل منصب رئيس ملف الشئون العسكرية الإسرائيلية بعد نكسة عام 1967 في تصريحات خاصة للزمان أنه بعد أن تقلد هذا المنصب كان من الضروري دراسة أسباب نكسة ٦٧ ولقد تبين أن السبب الرئيسي للنكسة قصور المعلومات العسكرية عن العدو فلقد كان لزاما علي المخابرات العامة بناء قاعدة معلومات حقيقية عنه باعتبارها مسؤولة عن تغطية ألعمق الاستراتيجي الإسرائيلي(إسرائيل داخل حدودها) لأن الإله العسكرية مجمعة داخلها لاعتمادها علي نظام الاحتياط(خط أول ٨ ساعات .خط ثان خلال ١٢ ساعة . ) وكانت المشكلة من اين نبدأ وخلال متابعة الموقف الإسرائيلي اتضح أن إسرائيل قد رفعت الحظر الإعلامي عن جميع القوات التي اشتركت في عمليات ٦٧ وكانت فرصة لدي لمتابعة ما ينشر عن هذا المجال وتجميع كل ماصدر في الكتب والمجلات سواء الإسرائيلية أو العالمية وتم تجميع ٣٦ كتاب ونشرة من جميع أنحاء العالم والفحص تبين أن منهم ١٦ كتاب ونشرة ركزت علي العمليات العسكرية والقوات التي شاركت في العمليات حتي مستوي سرية ولقد تم تجميع كل المعلومات العسكرية عن الوحدات والأسلحة التي شاركت في العمليات وإصدار تقرير معلومات بعنوان المعلومات المستخلصة من الكتب والنشرات عن القوات الإسرائيلية في حرب ٦٧ وكانت الركيزةالاساسية لقاعدة المعلومات عن العدو وتم متابعة الموقف الإسرائيلي وبمنتصف عام ١٩٦٨ كانت لدينا قاعدة معلومات كاملة عن العدو ساعد علي ذلك هو رفع الحظر الإعلامي عن القوات التي شاركت في حرب ٦٧ لأول مرة لتقديرها أن حرب ٦٧ هي آخر الحروب مع الدول العربية والتي لن تقوم لها قائمة عسكرية بعد ذلك ، وخلال الفترة التي بدأت فيها حرب الاستنزاف بدأت القوات المسلحة إعادة بناء قواتها والمخابرات العامة إعادة هيكلتها بإشراف الوزير أمين هويدي المشرف علي الجهاز في ذلك الوقت.
ولقد أدي دراسة قاعدة المعلومات بعد تجميعها الي التالي :-
اولا .ان إسرائيل كيان صهيوني يحقق آمال وطموحات الصهيونية العالمية القائم علي التوسع علي حساب الدول العربية في الشرق الأوسط.
ثانيا.ان القوات الجوية الإسرائيلية هي القوة الضاربة للقوات المسلحة الإسرائيلية والتي تحقق السيادة الجوية علي كل القوات الجوية للدول العربية مجتمعة.
ثالثا.ان القوات المدرعة الإسرائيلية هي القوة الضاربة للقوات البرية وتحقق الاختراق والتطويق بعيد المدي ضد قوات العدو.
رابعا.ان العقيدة القتالية للدفاعات الإسرائيلية دفاعات متحركة تعتمد علي القوات المدرعة والمدفعية والمشاه الميكانيكية.
خامسا.ان إسرائيل دولة داخل منظومة أمنية وعسكرية .
​وبالإضافة الي ما سبق فلقد ترتب علي قاعدة المعلومات نتائج إيجابية للقوات المسلحة المصرية منها.
اتخذت القيادة السياسية قرارا بأنه لاجدوي من السباق في مجال التسليح للقوات الجوية واستبداله ببناء حائط للصواريخ.لحماية المجال الجوي لمصر وتم ذلك أثناء قبول مبادرة روجرز خصيصا لذلك مايو ١٩٧٠ وللحد من إمكانيات القوات المدرعة فلقد تم تشكيل وحدات صواريخ قصيرة المدي تعبر مع قوات المشاة في الموجات الأولي في الهجوم.
أما بالنسبة المخابرات العامة فلقد نجحت في تدمير الحفار الإسرائيلي كيتنج في ساحل العاج لحرمان
إسرائيل من استخدامه في التنقيب عن البترول في خليج السويس وحرمانها من مصدر معلومات السرية للغاية بالقبض علي قضية القرن سنة ٧٠/٧١ الجاسوسة هبه سليم. ورصد ومعالجة النوايا العدوانية للعدو.
واستمرت القوات المسلحة في تحقيق أهدافها في حرب الاستنزاف في معركة رأس العش سنة ١٩٦٧ واغراق المدمرة ايلات .
ولقد كان التقيم الإسرائيلي للقدرات العسكرية المصرية أن مصر جثة هامدة غير قادرة علي تحقيق أي عمليات إيجابية ضد إسرائيل وأن قواتها في سيناء قادرة علي دحر أي قوات محدودة قد تنجح في عبور القناة واستمر هذا التقييم حتي يوم ٦ اكتوبر .
​وعلي ضوء كل ما سبق ومن خلال نظرة تقييمية لحرب أكتوبر ١٩٧٣ فإنها قد زلزلت إسرائيل من قواعدها واحدثت شرخا كبيرا بين المجتمع الإسرائيلي وقواته المسلحة التي كانت دائما تشيع أنها لا تقهر وكسرت أنفها واطاحت بكل القيادات العسكرية واجبرت جولدا مائير علي استقالة حكومتها واعتزالها الحياة السياسية للأبد والذي يؤكده تقرير لجنة اجرانات في ٣١ يناير ١٩٧٥ ولولا الدعم الأمريكي المباشر اللامحدود والتعبئة صباح يوم ٦ اكتوبر بناء علي الإنذار من العميل أ/١ والذي تبين بعد ذلك أنه أشرف مروان لكانت إسرائيل قد عانت العديد من المشاكل التي تمس استمرارها كدولة مستقرة في الشرق الأوسط كما أنها أعادت لمصر هيبتها وكرامتها وكرامة الأمة العربية وتسبتت في جني الدول العربية البترولية ثروات من بيع بترولها لم تكن تحلم بها .
ورغم كل ما تم من سلبيات في إدارة المعركة من الجانب المصري بعد يوم ١٦أكتوبر وعبور بعض القوات الإسرائيلية غرب القناة الا انه في النهاية أن مصر حققت أهدافها من ألحرب وإزالة آثار عدوان٦٧ واعادة سيناء الي مصر كاملة غير منقوصة طبقا لحدودها الدولية.

​ مصطفى عمارة

إرسال التعليق