وهم التطبيع
كتب مصطفى عماره
استطاع البطل المصري الشهيد محمد صلاح بعمليته الجريئة والتي أدت إلى مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين أن ينهي وهم التطبيع الذي حاولت إسرائيل فرضه على الشعوب العربية بصفة عامة والشعب المصري بصفة خاصة وإن كانت الظروف الإقتصادية الصعبة التي يعيشها المجتمع المصري منذ سنوات طويلة قد أجبرت هذا الشعب على أن لا تظل القضية الفلسطينية في مقدمة أولوياته فإن هذه القضية ظلت محفورة في قلبه وظل كراهيته لدولة إسرائيل المزعومة كالورم السرطاني الذي لا يمكن أن يندمل رغم محاولات الحكام العرب المستميتة الذين باعوا ضمائرهم وعروبتهم بحفنة من الدولارات من أجل استمرارهم في كراسي الحكم وهم بذلك واهمون لأن دروس التاريخ أثبتت أن أسيادهم في واشنطن أو تل أبيب سوف يتخلصوا منهم عندما تنتهي مهمتهم التي اوكلوها إليهم ولعل درس الرئيس الراحل أنور السادات لهو خير دليل على ذلك فلقد تخلصت منه المخابرات الأمريكية رغم خدماته الجليلة لهم بعقد اتفاقية كامب ديفيد أما الأمان الحقيقي لأي حاكم فهو إخلاصه لوطنه ودفاعه عن قضاياه ورعايته لشعبه وخاصة الطبقة الكادحة والتي تمثل السواد الأعظم من الشعب ولعل ما حدث خلال العملية الماضية قد أعطى درسا قاسيا لإسرائيل أنها لن تستطيع فرض التطبيع على الشعوب العربية مهما طال الزمن وأن رهانهم على الحكام المطبعين هو رهان خاسر كما أن تلك العملية هي درس قاس أيضا للحكام الذين باعوا ضمائرهم لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل أنهم لن يستطيعوا مهما فعلوا من كبت الحريات والتنكيل بكل وطني حر أن يفرضوا ثقافة التطبيع على شعب اغتصبت أرضه وانتهكت مقدساته وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
إرسال التعليق