بعد تصاعد الحرب الروسية الأوكرانية د/ يسري أبو شادي كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبق في حوار خاص للزمان
كتب مصطفى عماره
- استخدام روسيا للقنابل النووية التكتيكية أمر وارد والعالم مهدد بحرب عالمية ثالثة .
- إيران تمتلك الإمكانيات لصنع قنبلتين نوييتين وقيام إسرائيل بضرب المنشآت النووية الإيرانية أمر مستبعد .
شهدت الحرب الروسية الأوكرانية في الآونة الأخيرة تطورا خطيرا بعد قيام اوكرانيا باستخدام مسيرات لضرب اهداف داخل روسيا وهو ما ردت عليه روسيا باستخدام أسلحة متطورة ذات قوة تدميرية عالية لضرب منشآت حيوية بأوكرانيا ، ووسط المخاوف من تطور الأمور إلى استخدام روسيا لقنابل نووية تكتيكية في الحرب أدلى د. يسري أبو شادي كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبق بحوار خاص لجريدة الزمان تناول فيه توقعاته لمسار الحرب وإمكانية تطورها لحرب عالمية ثالثة فضلا عن عدة ملفات اخرى خاصة بالطاقة الذرية وفيما يلي نص الحوار :-
- مع احتدام المعارك بين روسيا وأوكرانيا ترددت أنباء عن احتمال استخدام روسيا لقنابل ذرية في حالة تعثرها في تحقيق أهدافها وتدخل الولايات المتحدة بدعم اوكرانيا بأسلحة متطورة ، فما هي إمكانية تحقيق هذا الاحتمال؟
هذا احتمال وارد وممكن خاصة أن اوكرانيا بدأت تتلقى أسلحة متطورة من الولايات المتحدة مثل F16 مكنها من ضرب روسيا في الداخل ، ومن هنا فإنني لا استبعد استخدام روسيا لأسلحة نووية تكتيكية صغيرة انطلاقا من بيلاروسيا التي لها حدود طويلة مع اوكرانيا وهذا يتطلب من الولايات المتحدة وحلف الناتو أن يعرفوا الحدود التي يمكن من خلالها توسيع نطاق الحرب .
- وهل يمكن أن يتطور الأمر إلى مواجهة نووية بين القطبين ؟
هذا أمر يمكن حدوثه في حالة تورط دول حلف الأطلنطي في مساعدة أوكرانيا وتدخل الكتلة الشرقية بجانب روسيا وهو الأمر الذي يمكن أن يشعل حرب عالمية ثالثة تؤدي إلى دمار العالم .
- وماذا عن الملف النووي الايراني بعد توقف المباحثات ٥+٥ واستغلال إيران لتوقف المباحثات لتطوير قدراتها النووية ؟
إيران لن تضيع وقت بعد توقف المباحثات التي كانت اخر فرصة للعالم لوقف تطوير البرنامج النووي الإيراني وواصلت تطوير قدراتها النووية بصورة عالية جدا ولقد ساعدها في هذا الىذيس الامريكي السابق ترامب والذي انسحب من المفاوضات بعد فترة قصيرة واستغلت إيران الفرصة وبعد مرور سنة من الانسحاب بدأت تتخطى كل القيود التي بني عليها هذا الاتفاق من خلال التوسع في تطوير وحدات الطرد المركزي وتخصيب اليورانيوم بدرجات عالية وصلت إلى ٦٠٪ وهي تمتلك الان ٨٨ كيلو جرام يورانيوم مخصب بنسبة ٦٠٪ يمكنها من صنع قنبلتين أو أكثر في الوقت الحالي كما يمكنها إذا توافر لها المعدات اللازمة أن يصبح لديها قنبلتين نوييتين صالحة للاستخدام خلال شهرين .
- وما هي احتمالات قيام إسرائيل بضرب القدرات النووية الإيرانية؟ وماذا سوف يكون الرد الإيراني ؟
احتمالات قيام إسرائيل بضرب القدرات النووية الإيرانية أمر تردد كثيرا في السنوات الماضية ولكن اعتقد ان هذا أمر مستبعد لأن إيران لديها ادوات للرد قوية فضلا عن وجود حلفاء لديها في الشرق الأوسط وهو الأمر الذي يمكنها من توجيه ضربة صاروخية قوية لإسرائيل حتى لو استطاعت إسرائيل ضرب منشآتها النووية فيمكن لإيران الانسحاب من الاتفاق النووي وصنع قنابل ذرية مثلما فعلت كوريا الشمالية إلا أنها يمكنها من خلال استخدام عملاء لها داخل إيران من القيام بعمليات تخريب وهذا ايضا غير مؤثر ولن يعطي نتائج قوية .
- وما هي حقيقة القدرات النووية الإسرائيلية ؟
إسرائيل لديها قدرات نووية منذ الستينات من خلال مفاعل ديمونة الذي ينتج البلوتونيوم لصنع القنابل الذرية وترددت أنباء أنها كان لديها اول قنبلة جاهزة للاستخدام عام ١٩٦٧ وعندما تعرضت إسرائيل للهزيمة في حرب عام ١٩٧٣ قيل إن لديها قنبلة تم وضعها في الطائرات حتى تكون جاهزة للاستخدام إلا أن تدخل الولايات المتحدة وتقديم معونة عسكرية لإسرائيل جعلها تتراجع ولكن من المؤكد أن لديها ١٠٠ رأس نووي وصواريخ يمكنها الوصول لكل المنطقة العربية .
- وما هي إمكانية إخضاع القدرات النووية الإسرائيلية للرقابة الدولية ؟
إخضاع المنشآت النووية الإسرائيلية للرقابة الدولية أمر مستبعد ولن تقبل به وفي عام ٢٠١٥ أعلنت عن مبادرة من عدة نقاط نالت اهتمام بعض الدول إلا أنها رفضت من الجانبين لذا علينا التفكير في طرق أخرى للسيطرة على تلك القدرات .
- ترددت أنباء على سعي بعض الدول العربية وعلى رأسها السعوديه لامتلاك قدرات نووية ، فما هو احتمال حدوث هذا ؟
هناك دول عربية تسعة بالفعل للحصول على قدرات نووية وعلى رأسها السعوديه التي أجرت مفاوضات من باكستان إلا أن باكستان غير مخولة بهذا الموضوع وهو أمر متفق عليه مع الهند وهي غير قادرة حاليا لصنع قنبلة نووية ولكنها تتطلع لاستخدام الطاقة النووية ولديها مراكز أبحاث جيدة واستطاعت عمل اول مفاعل نووي للأبحاث من صنع الارجنتين ورغم ذلك فلديها خطة طموحة في هذا المجال طبقا لرؤية ولي العهد ٢٠٣٠ ربما تؤدي إلى مضاعفة قدراتها النووية .
- في النهاية كيف ترى مستقبل الطاقة النووية في العالم ؟
هناك اتجاه كبير نحو التوسع في الطاقة النووية لدى دول في الشرق وعلى رأسها الصين التي تخطت حاليا ال٥٠ مفاعل بجانب ٢ مفاعل تحت الانشاء ومن المتوقع خلال سنوات قليلة في هذا العقد وقبل عام ٢٠٣٠ أن تنجح الصين في تخطي فرنسا التي تعد ثاني دول العالم في الطاقة النووية كما أنه ليس من المستبعد خلال الأعوام العشرين المقبلة تخطي الولايات المتحدة والتي لديها ما يقرب من ١٠٠ مفاعل ومن المرجح أن تحتل الصين المرتبة الأولى في العالم بالطاقة النووية بلا منازع إلى جانب الهند التي لديها ما يقارب من ٢٧ مفاعل تبنيها بنفسها كما تمتلك روسيا كثير من المفاعلات النووية وتعمل حاليا على تصدير وبناء ١٠ مفاعلات في دول أخرى وعلى رأسها مصر وتركيا وبنجلاديش وبيلا روسيا وإلى جانب دول الشرق تتعاقد عدد من الدول من جنوب أفريقيا مع روسيا والصين لبناء مفاعلات فضلا عن باكستان وإيران التي تتطلع بشدة لامتلاك الطاقة النووية وهناك حاليا ٤٤٠ مفاعلا قيد التشغيل في العالم وهذا العدد مرشح للارتفاع خلال الأعوام المقبلة .
حاوره/ مصطفى عمارة
إرسال التعليق