أحمد عبد الصبور : دائماً الحروب والثورات هي أكثر الأحداث إلهاماً للأدب والفن .. وثورة 23 يوليه كانت الحدث الأكثر إلهاماً في تاريخ السينما المصرية

أحمد عبد الصبور : دائماً الحروب والثورات هي أكثر الأحداث إلهاماً للأدب والفن .. وثورة 23 يوليه كانت الحدث الأكثر إلهاماً في تاريخ السينما المصرية

أحمد حمدي

 

إستضاف برنامج واحة الفنون على قناة النيل الثقافية الناقد والمؤرخ الفني ” أحمد عبد الصبور ” مع الإعلامي ” حسن الشاذلي ” في ذكرى ثورة 23 يوليه 1952 م ، وحديث عن الأفلام التي خلدت الثورة العظيمة في أذهان وقلوب المصريين على مر الأجيال .

 

وقد تحدث الناقد والمؤرخ الفني “ أحمد عبد الصبور ” قائلاً :

يحتفل المصريون بالذكرى الـ 71 لثورة 23 يوليو ، والتي أطلق شرارتها الضباط الأحرار عام 1952 وخلفهم الملايين من المصريين ، وعبرت السينما عن نتائجها وإيجابيتها لتظل هي الأرشيف للأحداث الكبرى ، ووثقت السينما المصرية هذا الحدث التاريخي وإهتمت بتناول أحداث الثورة عبر العديد من الأفلام … فـ دائماً الحروب والثورات هي أكثر الأحداث إلهاماً للأدب والفن … وثورة 23 يوليه كانت الحدث الأكثر إلهاماً في تاريخ السينما المصرية .

 

 

وأضاف ” أحمد عبد الصبور ” قائلاً :

السينما تظل هي الأرشيف للأحداث الكبرى ، ونحتفل هذا الشهر بذكرى ثورة 23 يوليو عام 1952 م ، حيث قدم صناع السينما الكثير من الأعمال عن ذلك الحدث الذي غير مصر وخريطة العالم آنذاك ، وكان للسينما المصرية دور عظيم في مباركة الثورة من خلال رصدها وتوثيقها ، وذلك حينما خلدتها بمجموعة من الأفلام المتميزة التي قُدمت على الشاشة حيث رصدت كيف تم التخطيط لها ونتائجها الإيجابية وأخرى قدمت السلبيات وهناك أفلام خلدت الثورة العظيمة في أذهان وقلوب المصريين على مر الأجيال .

 

لكن للأسف لم تقدم السينما المصرية الثورة بشكل جيد يليق بها فمجموعة الأفلام السينمائية التي تحدثت عن الثورة ليست كثيرة ولم تنقل الحدث بكل تفاصيله ولم تكن على مستوى الحدث ، والسبب الرئيسي في ذلك يرجع إلى تأخر السينما المصرية في هذا الوقت فقد كانت سينما واقعية فقيمة الثورة الحقيقية لم تظهر على شاشة السينما بشكل جيد إلا في فترة الستينيات ، فقد قدمت السينما أعمالاً سينمائية جيدة لم تتحدث عن الثورة بشكل مباشر ولكنها تناولت أموراً وقضايا متعلقة بها مثل التأميم والوطنية والقومية ولا يوجد عملاً فنياً يليق بقيمة الثورة الحقيقية .

 

 

وأستطرد ” أحمد عبد الصبور ” قائلاً :

وعبرت السينما عن الثورة وأهدافها ونتائجها بصورة إيجابية منها : فيلم ” رد قلبي “( إنتاج عام 1957 م ) لـ ” مريم فخر الدين ” و ” شكري سرحان ” و ” أحمد مظهر ” و ” صلاح ذو الفقار ” وهو من الأفلام المهمة والتي تعتبر أيقونة من أيقونات ثورة يوليو ، والذي يعد من أهم الأفلام التي تناولت معاناة الشعب المصري قبل ثورة يوليو من خلال قصة حب الأميرة ” إنجي ” إبنة الباشا لإبن الفلاح البسيط ” علي ” ، والذي يصبح ضابطاً في الجيش وتمر الأيام حتى تندلع الثورة وبعد ذلك يتمكنان من الزواج ، وقد تم تصنيف الفيلم في المركز الثالث عشر من ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية في إستفتاء النقاد عام 1996 م في إحتفالية مئوية السينما المصرية ، وفيلم ” الباب المفتوح ” ( إنتاج عام 1963 م ) لـ ” فاتن حمامة ” و ” محمود مرسي ” و ” صالح سليم ” وتدور أحداث الفيلم عن مشاركة الفتيات في الثورة والمظاهرات ورحلة الفتاة ” ليلى ” من أجل إيجاد ذاتها بعيداً عن أفكار المجتمع المناقضة لما تؤمن به ، وفيلم ” بورسعيد ” ( إنتاج عام 1957 م ) لـ ” فريد شوقي ” و ” هدى سلطان ” وهو فيلم ناقش الحروب القصيرة التي شهدها العالم الحديث وهو لـ ” عز الدين ذو الفقار ” الذي عرض في 8 يوليو عام 1957 بـ سينما ريفولي – أي بعد جلاء العدوان الثلاثي على مصر في 23 ديسمبر 1956 م بأقل من 7 أشهر – وقد صورت مشاهد الفيلم الخارجية في أماكنها الطبيعية في مدينة بورسعيد الباسلة سواء في وقت العدوان أو عقب الإنسحاب كما كانت مشاهده الداخلية في ستوديو مصر ، وكان الفيلم ” سكوب ” أسود وأبيض ، وفيلم ” الأيدي الناعمة ” ( إنتاج عام 1963 م ) لـ ” أحمد مظهر ” و ” صباح ” و ” صلاح ذو الفقار ” وهو فيلم يتحدث عن أحد الأمراء العاطلين بالوراثة بعد قيام الثورة ثم يصطدم بإمرأة تغير له حياته كلها وهذا الفيلم هو من بين ثلاثة أفلام مصرية أنتجت عام 1963 م تمثل بداية الإنتاج الحكومي للأفلام المصرية ، وفيلم ” الحقيقة العارية ” ( إنتاج عام 1963 م ) لـ ” ماجدة ” و ” إيهاب نافع ” ، ومن ناحية أخرى ، أنتجت السينما أفلاماً أخرى لمهاجمة العصر الملكي وسلبياته وإخفاقاته مثل أفلام : غروب وشروق ، القاهرة 30 ، بداية ونهاية ، في بيتنا رجل ، وعبرت تلك الأفلام عن حقبة تاريخية هامة في تاريخ مصر وهي الملكية .

 

ويتحدث فيلم ” غروب وشروق ” ( إنتاج عام 1971 م ) بعد أن تم إخماد حريق القاهرة في يناير 1952 م ، يطمئن ” عزمي باشا ” رئيس البوليس السياسي بأن الموقف تم السيطرة عليه وأنه ليس هناك أي خطر ، ” عزمي باشا ” يعيش في قصره مع وحيدته ” مديحة ” المطلقة ، تتعرف على طيار مدني ( سمير ) ويتزوجان ، ويقيمان بداخل القصر ، تتصور ” مديحة ” أنها يمكنها أن تعيش بعيداً عن سيطرة والدها ، لذا تطلب من زوجها أن يعيشا بمفردهما خارج جدران القصر ، إلا أن ” عزمي باشا ” يرفض ذلك وتطرق الفيلم لبعض الأحداث السياسية الهامة .

 

 

وأكد ” أحمد عبد الصبور ” قائلاً :

كان لفيلم ” الله معنا ” ( إنتاج عام 1955 م ) لـ ” عماد حمدي ” و ” فاتن حمامة ” السبق في تناول الحدث وكان من إرهاصات الثورة وهو عن قصة الأيب الكبير ” إحسان عبد القدوس ” ، وإخراج ” أحمد بدرخان ” وشارك في بطولته أيضاً ” محمود المليجي ” ، ” ماجدة ” ، ” شكري سرحان ” ، و ” حسين رياض ” والفيلم كان يتناول ذهاب الضباط للمشاركة في حرب فلسطين ثم إصابتهم  مما أدى إلى غضب بين رجال الجيش ، ويتكون تنظيم الضباط الأحرار لكي ينتقموا للوطن وتنتهي الأحداث بالإطاحة بملك البلاد وتولي الجيش مقاليد الحكم … يعتبر فيلم  ( الله معنا ) أول فيلم متكامل عن ثورة يوليه فهو الفيلم الأضخم والأكثر مباشرة حول هذه الثورة .

 

فبعد قيام الثورة بأربعين يوماً أصدر الرئيس ” محمد نجيب ” بيان عنوانه « الفن الذي نريده » جاء فيه : « السينما وسيلة من وسائل التثقيف والترفيه وعلينا أن ندرك ذلك لأنه إذا ما أُسيء إستخدامها فإننا سنهوي بأنفسنا للحضيض وندفع بالشباب للهاوية » .

 

 

وأشار ” أحمد عبد الصبور ” قائلاً :

أما الأفلام التي إنتقدت الثورة وركزت في أحداثها على مراكز القوى والإعتقالات والتعذيب في السجون كان منها : فيلم ” الكرنك ” ، وفيلم ” إحنا بتوع الأتوبيس ” ، والتي أظهرت القمع والظلم الذي تعرض له المواطن .

 

لمشاهدة الحلقة :

أحمد عبد الصبور

أحمد عبد الصبور

 

 

 

إرسال التعليق