بعد اتصال وزير الخارجية الأمريكي بالمصري لدعم موقف مصر في قضية سد النهضة مصدر دبلوماسي رفيع المستوى للزمان الولايات المتحدة تحاول العودة إلى دائرة الضوء بعد تدخل روسيا في تلك القضية
أكد مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في تصريحات خاصة للزمان أن الاتصال الذي أجراه بلينكن وزير الخارجية الأمريكي مع سامح شكري وزير الخارجية المصري والذي أكد له فيه تأييد الولايات المتحدة الموقف المصري في المطالبة بالوصول إلى اتفاق قانوني يحفظ حق الدول الثلاث في حصتها من مياه النيل هو محاولة أمريكية للعودة إلى الأضواء في تلك القضية بعد الموقف الروسي المؤيد الموقف المصري وإعلان استعدادها للتوسط في تلك القضية ، فيما أكد أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزير الخارجية المصري في اتصال هاتفي اجريناه معه أن الدولة المصرية لا يمكن أن تقبل بفرض الأمر الواقع عليها ولكن هناك تحديات مرتبطة بملف دول حوض النيل يتم التعامل معها بالقدر الكامل من الجدية لتجاوزها مؤكدا أن السياسة المصرية الحالية تجاه منطقة حوض النيل قائمة على بناء الثقة بدلا من الانزلاق في مهاترات لا تحقق الهدف المصري من تأمين موارد مصر ، وفي السياق ذاته حذر د. محمد نصر علام وزير الري السابق في تصريحات خاصة من المراوغات الإثيوبية التي تهدف إلى كسب الوقت لفرض الأمر الواقع فرغم اتفاق أبي أحمد والسيسي خلال محادثات القاهرة على بدء المفاوضات للوصول إلى اتفاق خلال مدة زمنية لا تتجاوز الأربعة أشهر إلا أن المفاوضات لم تبدء حيث تزرع الجانب الاثيوبي بأن المفاوضات لا يمكن أن تبدء إلا بعد استقرار الأوضاع في السودان رغم أن السودان ليس له قضايا تفاوضية معقدة مع إثيوبيا واضاف أن تأخير المفاوضات سوف يكون له انعكاسات خطيرة نظرا لخطورة الملء الرابع على حصة مصر من المياه ، واضاف د. عباس شراقي استاذ الجيولوجيا والموارد المائية أنه مع بدء التخزين الرابع في ١٤ يوليو ٢٠٢٣ وصل منسوب بحيرة سد النهضة إلى ٦٠٧ متر فوق سطح البحر بعد تخزين المليار السادس ليصبح إجمالي التخزين ٢٣ مليار متر مكعب واضاف أنه من المنتظر أن يستمر التخزين الرابع حتى منتصف سبتمبر في كافة وصول منسوب الممر الأوسط إلى ٦٢٥متر وتابع أنه مع ازدياد التخزين يزداد الضغط على القشرة الأرضية حيث أنه من المنتظر أن تصل كمية المياه المخزنة نحو ٤٥ مليار طن وهذا وزن مفاجئ وكبير يحدث لأول مرة وهو الأمر الذي سوف يعطي الفرصة لحدوث هبوط وانزلاقات وتزداد فرصة حدوث الزلازل خاصة أن منطقة السد بها العديد من الفوالق والتشققات وأوضح أن الزلزال الأخير والذي بلغت قوته ٥ ريختر كان اخطر الزلازل وإذا زادت قوته عن هذا الحد فليس من المستبعد انهيار السد بعد اكتمال ملئه إلى ٧٤ مليار متر مكعب ، فيما كشف د. محمد حافظ خبير السدود العالمي أن صور الأقمار الصناعية أظهرت أن كمية الأمطار التي سقطت حتى الآن على بحيرة سد النهضة متوسطة أو أقل من المتوسطة إذا ما قورنت بالعام الماضي وإذا استمرت تلك الكمية على حالها حتى انتهاء موسم الفيضان في سبتمبر القادم فسوف تعاني مصر من نقص المياه التي تصل إلى بحيرة ناصر وهذا الوضع قد يستمر عدة سنوات وهو الأمر الذي سوف تعاني منه مصر من حيث تأثيراته على الزراعة وعلى كهرباء السد العالي .
مصطفى عمارة