زينة_جرادي التُّفّاحة المُحَرَّمة

زينة_جرادي التُّفّاحة المُحَرَّمة

 

لِمَ يجعَلُنا الحبُّ أغبياء!
عادَني الهوى
أبحرْتُ وغرِقتُ في أعماقِ بئري تَحرِقُني الصَّبابَةُ
تَلَيَّلْتُ غَوْصًا بِسَوادِ مُقْلَتَيْك
لِحَدٍّ مَلَأَ الطَّلُّ عُيوني
كَوَدَقٍ أَتْرَعَ الرِّيفَ والجَفْنِ
كَدِيمَةٍ مُعَلَّقَةٍ في سَماء
حتَّى النَّبْضُ هَرَبَ مِنِّي
لَيْتَني عَرَفْتُ أنّ الألمَ يَسكنُ أبجديّةَ العُشّاق
يا رَجلًا أقامَ بي
تَجَرَّأَ على حَلِّ ضفائري
كم تمنّيْتُ أن أكونَكَ يومًا لأَعشَقَني كما أُريد
لَيْتَني تَسَلَّلْتُ قبلَ روحي مِنَ الجَسَد
أو سَجنْتُ نفسي بقُمْقُمٍ كدَيْجونِ سليمان
لَمْ تُفارِقْني أنفاسُك
تَقولُ، سأعودُ بعدَ الغروب
تأخّرَتْ مَواسِمُ الحُبِّ وتاهتِ الوعود
أمْ أخذْتَني في طريقٍ لا رُجوعَ منه؟
لِمَ لا نَرمي الحُروفَ في اليَمِّ
والضوءَ تحتَ القَمرْ
وتأتيني بشمسٍ لي تُشعلُها
أنتَ الذي اصْطَفاكَ اللّهُ وَحْيًا بآياتٍ لحُبّي
أنتَ صَرْفُ النَّحوِ الذي استباحَ القَصيد
حَرَقْتَ في النَّزَقِ عُنوانَ النِّسيان
صَلَبتُ أناملي وعلَّقْتُها على دُروبِ المَدى
وتأجَّجْتُ شوقًا بين يديكَ الباردتين
أنا التّفّاحةُ المُحَرَّمةُ بين عُنُقِ الرُّوحِ وقَيْدِ التُّراب
وأنا المتعدِّدةُ المتجدِّدةُ حين ينفتقُ النّورُ من حُلْكَةِ الظَّلام
تَرحَلُ في سَفَرِ الذَّاكِرَةِ
ثمَّ تَعودُ زائِرًا غَريبًا عندَ الفَلَقْ
تَاركًا قلبي على مَسنَدِ الوَهْمِ
كمنْ وَلَدَتْكَ الحياةُ مرّةً بعدَ مرّة
وليلةً بعدَ ليلة
لمْ أَعُدْ هناكَ كما لَستُ كُلّي هُنا
سَرَقْتَ مني زَهْوَ فَرَحي
وتَرَكْتَ الزَّمَنَ غافيًا على وَقتي
ضِعْتُ في سَراديبِ الحُروفِ وضاعتْ مني الأحلامُ والأُمنيات
روحي لم تُولدْ من فَراغِ نارٍ وماءٍ وتُراب
وجَسَدي لم يَرْتَوِ من ظَمَإِ الإحساس
فقط أهلُ التَّوَلُّهِ يُدرِكونَ احتِراقَ المُهَج
اغتلْتَني بين الفواصلِ والنُّقاط
سقطْتُ …
أَرْدَيتَني في خَطيئةِ الهَوى
قَبَضْتُ على قلبي
شَدَدْتُ ُالقَبْضَةَ أكثرَ كي لا أنزلِقَ في المُحَرَّمات
امضِ يا هذا
فالدّروبُ من حَولي اختيارات
واكَبَني بينَ ومْضاتِها أشباهُ عُشَّاقٍ
سأرْوي بَعْضًا منها وكيفَ أخطأتُ يومًا لِكُلِّ الوالِهات
كيفَ ساكَنْتُ وَحْدَتي وعاتبتُ أُنوثتي فيها
قد دَمّرَني يومًا إفكُكَ وبُهتانُكَ، وقتلَني الرّياء
ليتَني ما بدأتُ رِحلتي وانتهتْ هكذا انتهاءْ

إرسال التعليق