وثائق إسرائيل حول تجنيد اشرف مروان كعميل لها أثناء حرب اكتوبر تثير جدلا واسعا في مصر واللواء محمد رشاد وكيل المخابرات المصرية السابق للزمان إبن المشير احمد اسماعيل أخبرني أن إسرائيل نجحت في تجنيد اشرف مروان للعمل معها أثناء حرب اكتوبر

وثائق إسرائيل حول تجنيد اشرف مروان كعميل لها أثناء حرب اكتوبر تثير جدلا واسعا في مصر واللواء محمد رشاد وكيل المخابرات المصرية السابق للزمان إبن المشير احمد اسماعيل أخبرني أن إسرائيل نجحت في تجنيد اشرف مروان للعمل معها أثناء حرب اكتوبر


​أثارت الوثيقة التي نشرها موقع المخابرات الإسرائيلية عن نجاح إسرائيل في تجنيد اشرف مروان صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسكرتير الرئيس السادات لشؤون المعلومات للعمل معها قبيل حرب اكتوبر وقيامه بمد المخابرات الإسرائيلية بموعد الحرب جدلا واسعا في مصر بين تشكيكيه في تلك المعلومات ومؤيد لها ، وفي هذا الإطار أكد اللواء محمد رشاد وكيل المخابرات المصرية السابق أثناء حرب اكتوبر للزمان أن مصر لم تتطرق إلى اسرار حرب اكتوبر إلا من خلال المعلومات التي نشرتها إسرائيل والتي كشفت أن اشرف مروان قابل رئيس المخابرات الإسرائيلية الياهو زعيرا في لندن قبيل اندلاع حرب اكتوبر وأبلغه أن الجيشين المصري والسوري سوف يشنان حرب على إسرائيل في الساعة السادسة من غروب ٦ اكتوبر وبناء على ذلك عقدت القيادات العسكرية الإسرائيلية اجتماعا طارئا قررت على أثره استدعاء الاحتياطي فجر يوم ٦ اكتوبر وأنها نجحت في حشد جزء كبير من قوات الاحتياط والتي تشكل ثلثين الجيش الإسرائيلي عند الممرات في الساعة الثانية ظهر يوم السادس من اكتوبر ولولا هذا لتعرضت إسرائيل لكارثة لا يمكن تداركها حتى الآن واضاف أنه اتصل بالسفير محمد احمد اسماعيل نجل المشير احمد اسماعيل وزير الدفاع المصري أثناء حرب اكتوبر والذي أخبره بصحة تلك المعلومات وأكد أن موعد الحرب لم يكن يعرف به أحد سوى السادات وحافظ الأسد ومصطفى طلاس وزير الدفاع السوري وبحكم أن اشرف مروان كان سكرتير السادات فإنه كان على علم بتلك المعلومات ونقلها لإسرائيل ورغم ذلك فإنه لا يستطيع أن يجزم أن اشرف مروان كان عميلا لإسرائيل لانه نشر مؤخرا كتابا في اسرائيل يكشف أن اشرف مروان كان عميلا لمصر وأنه أمد إسرائيل بمعلومات مفصلة عن مصر ، وفي المقابل اعترض اللواء رشاد اشرف مروان ابن اشرف مروان على تلك المعلومات مؤكدا أنه لا يوجد ضابط بالجيش المصري خان بلده والدليل على ذلك أن الرئيس مبارك كرم اشرف مروان بعد مماته وأقام له جنازة عسكرية واضاف أن هناك احتمال في ان يكون الملك حسين هو الذي سرب تلك المعلومات ، فيما نشرت الإعلامية المصرية دعاء حسن وثيقة سرية مرسلة من اشرف مروان إلى محمد حافظ مدير مكتب السادات تتضمن أنه قام أثناء زيارته للندن بترويج معلومات أن مصر لن تستطيع في الظروف الحالية أن تحارب نظرا لظروفها الاقتصادية الصعبة وهو الأمر الذي يؤكد أن اشرف مروان عمل لصالح مصر وليس إسرائيل ، وفي السياق ذاته علق اللواء تامر الشهاوي ضابط الاستخبارات العسكرية المصري السابق وعضو مجلس النواب ولجنة الدفاع والأمن القومي على إدعاءات إسرائيل بشأن اشرف مروان يأتي في إطار سعي إسرائيل المستمر لتشويه صورة اشرف مروان والانتقام منه من الدور الذي لعبه في تضليل إسرائيل أثناء الحرب وهي ليست المرة الأولى التي تقوم بها إسرائيل لتوجيه تلك الاتهامات للرجل فسبق أن عرضت إسرائيل فيلم الملاك الظالم عن تلك القضية وتابع أن معظم دوائر السياسة الإسرائيلية تعترف أن اشرف مروان قام بخداعها كما أن تحقيقه لجنة إجراءات التي تشكلت بعد الحرب أدان رئيس وزراء إسرائيل جولدمائير كما تم إقالة رئيس الأركان في حرب اكتوبر مما يدل أن اشرف مروان نجح في تضليل إسرائيل واضاف أن تكريم مصر لاشرف مروان هلال جنازته دليل واضح على الدور الوطني الذي لعبه في خدمة مصر أثناء حرب اكتوبر ، واعتبر اللواء سمير فرج المحلل الاستراتيجي أن قيام إسرائيل بنشر تلك الوثيقة في ذلك التوقيت هو محاولة لإعادة الاعتبار العسكرية الإسرائيلية التي اهتزت أثناء حرب اكتوبر وتشويه صورة العسكرية المصرية بعد انتصارها في تلك الحرب ، وفي أول تعليق له على ما نشرته الصحف الإسرائيلية عن اشرف مروان أكد امجد سلفت محامي اشرف مروان في تصريحات خاصة للزمان أن الاتهامات التي روجتها إسرائيل لاشرف مروان هذه الايام هي محاولة لرفع معنويات الجيش والشعب الإسرائيلي الذي يعاني الان انقسامات ضد حكومته ولفت أن إسرائيل ما زالت تستعمل هذا الملف منذ ٥٠ عاما حتى أصبح مستهلكا مشيرا أن إسرائيل لا ترحم أعداءها متهما إياها بقتل اشرف مروان في لندن وأن ما قامت به أجهزة الأمن البريطانية من تحقيقات في هذا الملف لم تكن دقيقة وأبقت هذا الملف مفتوحا من عام ٢٠٠٧ حتى لا يتم التحقيق بجدية معه وحمايته من التدخلات وهذا أسلوب بريطاني معهود .

​مصطفى عمارة

إرسال التعليق