مع استمرار المعارك في السودان مصدر دبلوماسي رفيع المستوى للزمان مصر طلبت من الامارات وقف دعم قوات حميدتي وتحركات مصرية سودانية للجوء إلى الحل العسكري في حالة وصول المفاوضات إلى طريق مسدود
على الرغم من العلاقات المميزة التي ربطت مصر بالامارات خلال الفترة الماضية والزيارات المتبادلة بين السيسي ومحمد بن زايد إلا أن مصدر دبلوماسي رفيع المستوى كشف للزمان عن وجود أزمة مكتومة في العلاقات بين البلدين بسبب الخلاف حول عدد من الملفات منها مشاركة السعوديه والامارات في الخط البحري والذي يمتد من الهند إلى إسرائيل والذي ترى مصر أنه يضر بقناة السويس إلا أن الملف الأبرز فهو دعم الامارات لإثيوبيا في ملف سد النهضة فضلا عن دعم قوات حميدتي بالأسلحة وهو ما تعتبره مصر تهديد لامنها القومي ، وفي الوقت نفسه حذرت مصر البرهان من استغلال الإسلاميين الأزمة الحالية في العودة إلى المشهد السياسي وفي إطار التنسيق بين مصر والجيش السوداني كشف مصدر أمنى رفيع المستوى للزمان أن الفترة الماضية شهدت تنسيقا بين الجيش المصري والسوداني تحسبا للجوء إلى الخيار العسكري في حالة وصول المفاوضات مع إثيوبيا إلى طريق مسدود ، وفي السياق ذاته كشف د. عباس شراقي استاذ الجيولوجيا والموارد المائية في تصريحات خاصة للزمان أن اضرار الملئ الرابع لسد النهضة بدأت تظهر جليا في السودان حيث أظهرت الصور الفضائية انخفاض المياه في النيل الازرق وجفاف المناطق المحيطة به مقارنة بالسنة ات الماضية لاول مرة مؤكدا أنه بذلك يكون فيضان النيل قد انتهى لاول مرة بسبب فيضان سد النهضة واضاف أن انتهاء فيضان النيل الازرق سيترتب عليه تغيير نظام الزراعة المروية وانشاء قنوات ري ومحطات رفع المياه واستخدام أسمدة لتعويض فقدان الطمي في بحيرة سد النهضة وهذا سيزيد من التكاليف الزراعية والعبئ على المزارعين وقال إن التخزين الرابع سوف يكون كارثي لأنه تم في عام واحد تخزين ٢٤ مليار متر مكعب وهو ما يعادل ٣٠٪ من حصة مصر و٤٥٪ من حصة السودان حيث ضاع على معظم المزارعين الموسم الزراعي هذا العام ومما زاد من معاناة السكان والمزارعين هو انخفاض معدل هطول الأمطار أما بالنسبة لمصر فلقد أدى الملئ الرابع إلى فقدان أولي يقدر ب٢٤ مليار متر مكعب و٣ مليار من الاراد السنوي على أن يعود جزء من هذه المياه بعد تشغيل التوربينات على سد النهضة ، ومن ناحية أخرى أكد سفير السودان بالقاهرة عبدالله القدم أن القوات المسلحة السودانية أحبطت مخطط قوات التمرد للاستيلاء على السلطة حيث تسللت اعداد كبيرة تقدر بثمانين الف مقاتل ليلا إلى الأحياء السكنية واحتجزوا المدنيين الأبرياء رهائن بشرية واضاف أن اندلاع التمرد أدى إلى ركود الاقتصاد بشكل كامل وأثر على التجارة الداخلية والخارجية وتم إعاقة المساعدات ونزوح المواطنين إلى البلدان الأخرى وأشاد بالموقف المصري برفضها إقامة السودانيين في مخيمات أو معسكرات .
مصطفى عمارة
إرسال التعليق