حرب غزه والدروس المستفاده

حرب غزه والدروس المستفاده

 

كشفت حرب غزه عورات النظام العربي والذي اثبت فشله في تحقيق امال وتطلعات الشعوب العربيه التي كنت نأمل ان تتخذ الانظمه العربيه موقفا جادا يعيد للعرب كرامتهم ومكانتهم بين الامم وربما كان هذا الموقف المخزي ناتج ان الانظمه العربيه الموجوده حاليا على الساحه جاءت بمباركه امريكيه بتحقيق الاجندات الامريكيه والاسرائيليه في المنطقه ولم تأتي بمباركه الشعوب وهو ما عبر عنه الخبير والسياسي المصري عندما قال ان مصر والتي كانت تقود العالم العربي في عهد عبد الناصر لن يحكمها بعد كم بديفيد الا رئيس ترضى عنه امريكا واسرائيل وقد اثبتت الاحداث المتتاليه التي مرت بالمنطقه العربيه صدق هذه المقوله ليس فقط بالنسبه لمصر ولكن في الوطن العربي كله وكان اخر تلك الاحداث ما جرى في حرب غزه في على الرغم من الحصار الذي فرضته اسرائيل على قطاع غزه ورفضها تمرير المعونات الانسانيه الى الجرحى والمصابين وسكان القطاع الذين فقدوا كل مقاومات الحياه الا ان مصر عجزت عن تمرير تلك المعونات التي جاءت من كافه الدول ومنظمات الانسانيه بعد تهديد اسرائيل بقصف اي معاونات تمر عبره المعبر رغم ان هذا المعبر بين مصر وقطاع غزه ورغم ان هذا الامر يمس السياده المصريه ويهين كرامه مصر الا انها خضعت للامر الواقع انتظارا لاشاره الجانب الاسرائيلي بمرور هذه المعونات رغم ان هذا يعد جريمه تهدد حياه اكثر من مليون فلسطيني فأين النخوه والكرامه الانسانيه والقيم الدينيه التي تحتم علينا مساعده اخوه لنا يتعرضون لأبشع مذبحه شهدها التاريخ ولم يختلف الامر بالنسبه للدول العربيه فبدلا من ان تقدم تلك الدول وخاصه الدول البتروليه الدعم لاخواننا الفلسطينيين وتقوم بقطع البترول عن الدول التي دعمت العدوان كما حدث في حرب عام 1973 تسارع تلك الدول وعلى راسها الامارات التي اصبحت راس حربه لاسرائيل في المنطقه بتطبيع علاقاتها مع اسرائيل ورغم الموقف المخزي للانظمه العربيه في ما يحدث من حرب غزه الا ان المكسب الحقيقي هو عوده الروح القوميه الى الشعوب العربيه التي انتفضت دعما للشعب الفلسطيني بعد ان ادركت عقم النظام العربي وتبعيته للاراده الامريكيه والاسرائيليه وكما اسقطت حرب فلسطين عام 1948 حكم الملك فاروق بعد ان ادرك الضباط الاحرار ان المعركه الحقيقيه لهم في القاهره وليس فلسطين فان حرب غزه ستسقط الانظمه التي تخازلت وتواطئت لؤد أحلام شعوبنا في الحرية والكرامة.

مصطفى عماره

إرسال التعليق