عقب التصعيد التركي ضد المناطق الكردية في شمال وشرق سوريا القيادية الكردية/ إلهام أحمد الرئيسة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية في حوار خاص

عقب التصعيد التركي ضد المناطق الكردية في شمال وشرق سوريا القيادية الكردية/ إلهام أحمد الرئيسة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية في حوار خاص

 

– التصعيد التركي ضد المناطق الكردية في شمال وشرق سوريا ليس بجديد فهو يمارس العنف بكل أشكاله منذ سنين .
– الحوار الكردي – الكردي متعلق ببعض الجهات الخارجية التي تقف حجر عثرة أمام تحقيقه .

شهدت الأيام الماضية تصعيدا تركيا خطيرا ضد المناطق الكردية في شمال وشرق سوريا ولم تقتصر الهجمات الأخيرة على المدنيين والقياديين بل شملت المنشآت الحيوية وقطع المياه والكهرباء والغاز عن أكثر من مليونين من البشر ، وفي ظل تلك. التطورات الخطيرة التي تنذر بأوخم العواقب أدلت القيادية الكردية إلهام أحمد الرئيسة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية بحوار خاص تناول وجهة نظرها إيذاء تلك التطورات وفيما يلي نص هذا الحوار :-

1- ما مغزى التصعيد التركي ضد المناطق الكردية في هذا التوقيت؟ وما هي أهداف تركيا من هذا التصعيد ؟
التصعيد التركي ضد شمال وشرق سوريا لم يكن بالجديد، فهو. يمارس العنف بكل أشكاله منذ سنين، بعد احتلال سري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض) عام ٢٠١٩ . فهو يستخدم المسيرات بشكل مكثف، يستهدف المدنيين والقياديين من قوات سوريا الديمقراطية وقيادات نسوية وإداريات، ومرافق حيوية بهدف ترهيب الناس. وفي الهجمة العسكرية الأخيرة استهدفت المنشآت الحيوية قطعت المياه والكهرباء والغاز عن أكثر من مليونين من البشر. استهدفت صوامع القمح والمدارس أيضا. اتبعت سياسة الأرض المحروقة كي تجبر الناس على الهجرة وترك البلاد. القضية الكردية قضية مشروعة، وتركيا تنكرها وتمارس سياسة الإبادة بحق الكرد على مر العصور. فهي لا تزال تسعى لاحتلال المزيد من الأراضي السورية من خلال سياسة القضم، وتأليب الشعوب على بعضها. وعلى إدارتها من خلال قطع إمكانيات العيش وإظهار رد الفعل الشعبي على الإدارة.

2- كيف تفسرين صمت المجتمع الدولي خاصه الولايات المتحدة وروسيا تجاه هذا التصعيد؟
الصمت على الجرائم تعني الموافقة عليها بشكل من الأشكال، وهذا ما صرحنا به بشكل دائم وعلى العلن، إن تركيا عضوة في حلف الناتو. حليفة وشريكة لروسيا في اتفاق وقف إطلاق النار وخفض التصعيد في الشمال السوري. لكن بالرغم من وجود كل هذه الاتفاقات تأتي تركيا وتخرق القوانين الدولية على مرأى أنظارهم ولا يحركون ساكن، دليل على موافقتهم على ما تقوم بها تركيا من تخريبات وجرائم بحق الشعوب في المنطقة.

3- ما هي الأسباب التي تعوق قيام حوار كردي -كردي ؟ أو حوار كردي مع النظام السوري في تلك المرحلة لمواجهة التدخلات التركية ؟
الحوار الكردي مع الأسف متعلق ببعض الجهات الخارجية التي تمنع وتقف حجرة عثرة أمام خطو الخطوات للوصول إلى تفاهمات مبدئية فيما بينهم. حيث تأتي تركيا في المرتبة الأولى كأكبر عائق، وثانياً: سياسات بعض الأطراف الكردية غير المستقلة بذاتها. وعلاقات بعض الأطراف الكردية المشبوهة مع الدولة التركية المعادية للشعب الكردي ووجوده.

4- هناك انتقادات توجه إلى الجانب الكردي بغياب الصورة الحقيقية للأكراد لدى الرأي العام العربي مما يتسبب في حدوث لغط حول صورة الأكراد الحقيقية وأهدافهم. فهل هناك رؤيه لتصحيح هذا الخطأ في المرحلة المقبلة من خلال وسائل الإعلام الكردية تجاه العالم العربي؟
مع الأسف غالبية الإعلام في العالم العربي لعب دوراً سلبياً حيث استهدف، وبشكل ممنهج إلى إعطاء الصورة المغلوطة ومشوهة للمشروع الذي نتبناه، والإعلام الكردي أيضا لم يكون كافياً لتغطية المشهد، إلى جانب لعب بعض القنوات والمصادر الإعلامية الكردية أيضا دوراً معادياً للإدارة الذاتية بسبب تبعية تلك القنوات لجهات معادية لمشروع الإدارة الذاتية. رؤيتنا لحل للقضية الكردية تندرج ضمن إطار القوانين الدولية لحقوق الإنسان، فالقانون الدولي يعترف للجماعات والشعوب بحق تقرير مصيرها، والشعب الكردي يعتبر من أعرق الشعوب في المنطقة، له تاريخ وأرض وثقافة ويزيد عدده عن الأربعين مليون نسمة. ومشروعنا يؤمن بحق الكرد في تقرير مصيره من خلال الاعتراف بهويته في الدستور السوري، في إطار دولة لا مركزية ديمقراطية. له حق التعليم والتعلم باللغة الام، والشراكة في إدارة البلاد والسياسة والاقتصاد. ويؤمن بالتحالفات بين الشعوب في كامل المنطقة.

5- من اين يحصل الأكراد على مصادر تمويلهم ؟
المصادر المحلية الموجودة في المنطقة هي مصدر التمويل ليس للكرد وحدهم فقط. إنما لكافة سكان المنطقة شمال وشرق سوريا بمختلف انتماءاتهم الثقافية والقومية والعقائدية.

6- هناك انتقادات أيضا للبيان الصادر منكم والذي ساوى بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي في الاعتداء على المدنيين رغم إن إسرائيل هي الجانب المحتل الذي اغتصب حقوق الفلسطينيين فما ردكم على هذا الاتهام؟ وما موقفكم من الصراع العربي الإسرائيلي ؟
نحن لم نصدر بياناً، لكن قناعتنا هي أن القضية الفلسطينية لن تحل عن طريق العنف، إنما عن طريق الحوار السلمي هو الأساس، وهناك أطروحات ومبادرات مطروحة لم يتم الحوار حولها. والاحتكام إلى شرعية القانون الدولي والاتفاقيات الدولية حول السلام التي لم تطبق بعد. وقناعتنا هي أن يقرر الفلسطينيون مصيرهم، فهم أدرى بحقوقهم وقضيتهم. وهم أدرى بكيفية التعامل مع اليهود في إسرائيل.

7- في النهاية ما هي مطالبكم من العالم العربي خلال المرحلة القادمة؟
البعض من الحكومات الدول العربية ما زالت تتعامل مع قضايا القوميات بنظرة تعصبية، وغالبيتها ترى مصالحها مع الأنظمة وليس مع الشعوب،. لذلك تتغاضى عن قضايا الشعوب، وهذا ما يعمق من الأزمة السورية، لذلك نأمل ان يكونوا أكثر توازناً وحياديةً في التعامل مع موضوع قضايا الشعوب. وفي هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها المنطقة، نرى من الضروري أن تتكاتف الشعوب فيما بين بعضها البعض وتتحالف في إطار مصلحة المجتمعات والشعوب، لصد الدمار المتوقع أن يلحق بغالبية المنطقة نتيجة الحرب الدائرة.

حاورها/ مصطفى عمارة

إرسال التعليق