تفاقم الأزمة في المنطقة ومحاولة خامنئي لإفلات «رأس الأفعى»

تفاقم الأزمة في المنطقة ومحاولة خامنئي لإفلات «رأس الأفعى»

 

في ظل الوضع الذي تتعمق فيه الأزمة والحرب في المنطقة وتتسع وتتخذ أبعادا عالمية، يحاول نظام الملالي المروج للحرب انتهاز الفرصة ساعيا إزالة بصماته بينما يشعر بالقلق من العواقب. وفي مثال فاضح هذه الأيام، وبعد طلب 150 عضواً في برلمان النظام المشاركة في حرب غزة، أعلن جلالي، عضو اللجنة الثقافية في البرلمان الرجعي، بشكل مثير للسخرية ومخز: أن هذا الطلب رمزي فقط. وهذا الموضوع لن يتم تنفيذه أبداً، فعندما أعلن النظام أنه لا يريد التدخل في حرب غزة، فإن مثل هذه المهمة لن تتم.

وفي يوم الجمعة 3 تشرين الثاني/نوفمبر، حاول حسن نصر الله، زعيم حزب الله، في خطابه الذي عكس كلام خامنئي ومواقفه، مع تأكيده على خضوعه للولي الفقيه الرجعي، إفلات رأس الأفعى وغسل يديه. وقال حسن نصر الله: إن “قرار هذه العملية الكبيرة والواسعة كان فلسطينيا بالكامل و100%، وعملها وتنفيذها كان فلسطينيا 100%، وأخفاه أصحاب هذه العملية.. خامنئي دام ظله”. .. انه لم يمارس عليهم أي ضغوط أو يقدم لهم أي نصيحة، ولم يطلب من قادتهم أي شيء، اطلاقا!… هناك أناس يلعبون ‏بالتزوير والتحريف، يوجد من يقول لك، إذا إنتصرت غزة يعني إنتصرت إيران،

ويبدو أن زعيم حزب الله نسي ما قاله قبل سنوات عن العلاقة بينه وبين حزبه مع خامنئي ونظام خامنئي: «ميزانية حزب الله تأتي من إيران ولا علاقة لأي طرف بهذا الموضوع. المال يأتي من إيران، مثل الصواريخ التي نهدد بها إسرائيل. ونشكر الإمام الخامنئي وحكومة إيران ورئيسها على دعمهم الثابت لنا في السنوات الماضية. نحن ندفع الرواتب وليس لدينا مشكلة في هذا المجال.. طالما أن إيران لديها المال، فنحن لدينا المال. لا يوجد قانون يمنع هذا الاستلام… ميزانية حزب الله تأتي إلينا عبر إيران بنفس الطريقة التي تصلنا بها المعدات العسكرية والاحتياجات الأخرى… نحن شفافون بشأن ميزانية حزب الله ودخله ونفقاته وكل ما يأكله ويشربه وصواريخه وطائراته. كل مضاربه تأتي من إيران. كامل!” (إيسنا، 4 يوليو 2019).

بهذه الكلمة “تمام!” أنهى الجدل على المسترضين للنظام ومن ينكرون رأس الأفعى في طهران، أما الآن فهو نفسه الذي ظهر بدور “ذيل الأفعى” يخفي الدور لـ “رأس الأفعى” خوفاً من انتهاء الحرب ليتمكن من عزل “الإمام” ومقتداه.

وبطبيعة الحال، لا يقتصر الإرهاب وإثارة الحروب على لبنان والعراق وسوريا وغيرها. انفجار برج الخبر ومذبحة الحجاج في السعودية والعشرات والمئات من الأمثلة التي لا يمكن إنكارها تظهر رأس الأفعى المروج للحرب في بيت خامنئي العنكبوتي.

وفي ظل الأزمة الضخمة التي لا تعصف بالمنطقة فحسب، بل العالم أجمع هذه الأيام، تخضع هذه الحالات الآن للتدقيق العالمي. ولذلك فمن المفهوم أن الولي الفقيه وعملائه، خائفين من عواقب الترويج للحرب، يحاولون التضليل وازالة البصمات. ولكن بعد عدة عقود من استغلال الأزمات واستغلال سياسة الاسترضاء، أصبح الآن بعد أن أكل قضمة أكبر من فمه، فإن محاولة إخفاء رأس الأفعى لا طائل من ورائها، وسيرتد عليه ما فعله من ترويج للحرب.
وفي هذا المجال قالت السيدة مريم رجوي: ” ومن وجهة نظر المقاومة الإيرانية فإن الحل الوحيد الحقيقي والنهائي للأزمة الحالية في الشرق الأوسط والحرب وعدم الاستقرار في دول أخرى في المنطقة هو استهداف رأس الأفعى للفاشية الدينية في طهران والإطاحة بديكتاتورية ولاية الفقيه على يد الشعب والمقاومة الإيرانية.”

إرسال التعليق