ثمن الحرية

ثمن الحرية

 

منذ عدة سنوات عرض التلفزيون المصري فيلم وطني مصري إسمه ثمن الحرية ويتناول قصة مواطن مصري قام بقتل ضابط من جنود الاحتلال والقت سلطات الاحتلال القبض على مصري شارك في تلك العملية وطلبت منه الإفصاح عن صديقه منفذ العملية إلا أنه رفض ، وفي محاولة لممارسة الضغط النفسي عليه أمر الضابط الانجليزي الذي يتولى التحقيق معه باقتياد مواطنين عاديين من الشارع وتهديدهم بتنفيذ حكم الإعدام عليهم إذا فشلوا في إقناع المواطن المصري بالاعتراف على صديقه إلا أنهم فشلوا جميعا في إقناعه بالاعتراف فتم تنفيذ حكم الاعدام عليهم أمام عينيه ثم تم تنفيذ حكم الاعدام عليه واهتز ضمير الضابط المصري والذي كان يقوم بدوره وقتئذ صلاح منصور لتلك البشاعة التي تتنافى مع الضمير الإنساني فقام بقتل الضابط الانجليزي كأقتصاص لتلك الأرواح البريئة ورغم أن هذا الفيلم جسد بشاعة الاحتلال وممارساته التي تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان إلا أن ما يحدث الآن في غزة والأراضي الفلسطينية تجسد على الواقع صورة مصغرة من هذا الفيلم المؤثر حيث قامت الطائرات الإسرائيلية بضرب المستشفيات واستهداف المدنيين العزل الذين لم يكن لهم أي صلة بالهجوم الذي شنته حماس الذي له ما يبرره لأن ما تم استهدافهم في المستوطنات الإسرائيلية هم قوات احتلال يرتدون ملابس مدنية وللأسف فلقد التزم الحكام العرب الصمت ولم يهبوا لنجدة إخوانهم والتصدي للاحتلال خوفا على كراسيهم التي وصلوا إليها بمباركة القوى الكبرى برئاسة الولايات المتحدة وليس بإرادة شعوبهم لتحقيق أجندتها في المنطقة وهو ما اعترف به د. مصطفى الفقي مستشار الرئيس مبارك السابق عندما قال إن مصر لن يحكمها بعد كامب ديفيد إلا رئيس ترضى عنه امريكا واسرائيل وإذا كان الحكام العرب قد تقاعسوا عن نصرة إخوانهم تاركين إسرائيل تقتل النساء والأطفال والشيوخ ولم يجتمعوا إلا بعد شهر كامل من الهجوم الإسرائيلي بعد أن تكون إسرائيل قد نفذت مهمتها واصدروا قرارات هزيلة لا ترتقي لحجم المأساة فإننا نعول على الجماهير العربية الحرة التي خرجت بصورة تلقائية للتنديد بالعدوان والمطالبة بفتح الحدود بتنفيذ القصاص العادل لشهدائنا كما قال الله عز وجل ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب وقوله فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدوا عليكم من خلال مقاطعة شراء السلع والمنتجات للدول التي دعمت اسرائيل في هذا العدوان والاعتداء على المصالح والافراد الإسرائيليين المتواجدين في الدول العربية فليس هناك اتفاقية تبيح التعامل مع الكيان الصهيوني أو توفير الأمن لرعاياهم في الوقت الذين يقتلون الأطفال والنساء والشيوخ وأعتقد أن القصاص العادل لشهدائنا هي السبيل الوحيد لإجبار المحتل وداعميه على التراجع عن جرائمهم وبدون هذا وفي ظل سلبية وتواطئ الحكام العرب فإن الاحتلال سوف يواصل جرائمه وسوف يستهدف دولنا الواحدة بعد الأخرى فبألامس كانت العراق وسوريا واليوم فلسطين وغدا الأقطار العربية الأخرى وعلى رأسها مصر التي تعتبرها إسرائيل الهدف الأكبر لها وتواصل حربها لاضعافها في شتى المجالات كما حدث في ملف سد النهضة الذي تقف وراءه إسرائيل أو بالغزو الثقافي والفكري الذي يستهدف أجيالنا القادمة .

مصطفى عماره

Previous post

عقب انتهاء مؤتمر القمة العربية الإسلامية بالرياض تنسيق مصري سعودي لدعم الموقف المصري في إدخال المساعدات الإنسانية وحرب غزة تشعل المواجهة بين الأزهر والموساد الإسرائيلي

Next post

هيئة شؤون الأسرى والمحررين: الاحتلال ينقل الأسير القائد نائل البرغوثي إلى سجن (جلبوع) بعد الاعتداء عليه بالضرب.

إرسال التعليق