ديسمبر؛ يوم الطالب في إيران: حديث مقاومة الطلاب الإيرانيين أمام ديكتاتوريتي الشاه والملالي
من إنجازات الثورة الديمقراطية للشعب الإيراني استعادة الهوية الحقيقية والدور الريادي للجامعة والطلاب.
مع بداية الانتفاضة الوطنية للشعب الإيراني في عام 2022، أصبحت الجامعات الإيرانية، أسوة بجامعة شريف، مراكز إلهام للانتفاضة والاحتجاج.
مع هذه الثورة وفي هذه الثورة، ثبت أن الجامعة ما زالت على قيد الحياة ولم تستطع الاستثمارات الكبيرة للفاشية الدينية أن تجعل الجامعة رازحة تحت عبء القمع وأخذ روح التحرر منها للأبد.
يُعرف 7 ديسمبر بيوم الطالب في إيران. يوم يذكر باحتجاج ومقاومة الطلاب الإيرانيين ضد دكتاتورية الشاه بعد الانقلاب المشين في 19 آب / أغسطس 1953 حيث واجه الطلاب الأحرار في جامعة طهران بنادق مرتزقة الشاه الجاهزة لإطلاق النار.
قبل ثلاثة أشهر فقط، أطاح الانقلاب المشين في 19 آب بالحكومة الوطنية للدكتور محمد مصدق، زعيم الحركة الوطنية في بلادنا. عزمت ديكتاتورية الشاه، التي سكرتها نشوة النصر، على ترسيخ ديكتاتوريتها من خلال القضاء على منجزات نضالات الشعب الإيراني وخنق أي نداءات للمطالبة بالعدالة وأي احتجاج.
في مثل هذا اليوم، أراد الشاه إظهار قوته في الجو المظلم والقاتل بعد الانقلاب المشين في 19 أغسطس من نفس العام. لذلك، دعا الشاه ريتشارد ميلهاوس نيكسون، نائب رئيس الولايات المتحدة في ذلك الوقت، لزيارة إيران رسميًا. واحتج الطلاب على هذا العرض السخيف والمخزي للقوة. وفتحت قوات حرس الشاه التي طوقت الجامعة النار على الطلاب لقمع الاحتجاج مما أدى إلى استشهاد ثلاثة طلاب هم “مصطفى بزرك نيا” و “أحمد قندجي” و “مهدي شريعت رضوي”. واعتقلت الطلاب الآخرين بالهراوات والحراب واللكمات والركلات وأرسلوهم إلى مراكز الاعتقال.
حدثت عمليات القتل والاعتقالات هذه قبل يوم واحد من وصول نيكسون إلى إيران. في اليوم التالي، جاء نيكسون إلى إيران وحصل على الدكتوراه الفخرية في مجال القانون من الجيش المحتل للجامعة.
بعد ذلك، أصبح 7 ديسمبر يومًا للمقاومة والاحتجاج والإضراب على الديكتاتورية باعتباره يوم الطالب.
يوم الطالب هو يوم الحرية ورمز لدعوة الطلاب للحرية. يوم يذكر دائما بالانتفاضة الطلابية ويوم حفر في نفوس الطلاب والشعب وتاريخ إيران كيوم يعتز به الإيرانيون.
على الرغم من أن 7 ديسمبر 1953 كان منعطفا في الحركة الطلابية، إلا أن هذا التحول هو نتيجة عقود من المقاومة الطلابية والانتفاضة التي بدأت بالثورة الدستورية، وبذلك يصل تاريخ الانتفاضات الطلابية إلى مائة عام. قرن من النضال ضد نظام الشاه والملالي الفاسدين، كانت الجامعة فيه على الدوام حصن المناضلين ومهد الجيل الطليعي لنضال الشعب الإيراني. وخلال العقود الأربعة الماضية، عمل بمثابة قلعة الدعم لرواد الكفاح والنضال.
كانت إراقة دماء ثلاثة طلاب مكلفًا للغاية بالنسبة لنظام الشاه. لأنه منذ اليوم نفسه، راحت قيم المقاومة والتعنت والحرية تترسخ في الجامعات الإيرانية، وسميت الجامعة معقل الحرية، وأصبح يوم 7 ديسمبر، يوم الطالب، يوم المقاومة والإضراب ضد الدكتاتورية الحاكمة كل عام. وأصبحت الجامعة المكان الذي نضج فيه الثوار الطلائع في النضال، ونهضت منظمة مجاهدي خلق وغيرها من المنظمات المقاتلة في ذلك الوقت تقريبًا من الجامعات، ومع الحركة التي بدأوها، طويت صفحة ديكتاتورية الشاه.
بعد انتصار الثورة المناهضة للشاه، أطلق خميني، الذي كان يدرك دور الجامعة كمحرض وقوة دافعة للحركة الثورية، منذ لحظة وصوله إلى السلطة، بكلمات قذرة على الجامعة صفة “مصدر كل المشاكل” وأطلق ما يسمى بـ “الثورة الثقافية”، قمع القوى الرائدة والتقدمية في الجامعة. لقد أكمل بالفعل عمل الشاه غير المكتمل تحت هذه الذريعة.
انقلاب خميني المضاد للثقافة
قام خميني بما يسمى بـ “الثورة الثقافية” في الجامعات، وقمع القوى الرائدة والتقدمية في الجامعة. لقد أكمل بالفعل عمل الشاه غير المكتمل تحت هذه الذريعة. لأن وجود القوى السياسية في الجامعات وعقد محاضرات مسعود رجوي في جامعة شريف الصناعية لم يتركا أي مجال لعرض الملالي في معقل الحرية. لذا لجأ الدجال الكبير أي خميني إلى استخدام القهر والقوة لمواجهة مركز التوعية والتحرير هذا وقام بإغلاق الجامعات بأكملها لمدة ثلاث سنوات. إنه ومن خلال اعتقال وقتل الطلاب الثوار واقصاء الأساتذه المتنورين وإدخال دروس الحوزة الدينية في الجامعات وفصل الطلاب عن الطالبات وفرض حواجز مختلفة على طريق دخول الجامعة، وكذلك تخصيص 40٪ من القبول من حصة الطلاب لأجهزة المخابرات والأمن، حاول اخماد نار الجامعة إلى فترة تاريخية.
لكن الجامعة استعادت اليوم دورها القديم في إقامة واستمرار الانتفاضات النارية ضد الملالي ومحاولات فلول نظام الشاه المقبور اليائسة. وها نرى هذا التصميم والرسالة في دوي الشعار الثوري “الموت للظالم / سواء كان الشاه أو المرشد”.
إرسال التعليق