الغموض يكتنف التفاهمات المصرية الإسرائيلية حول معبر فيلادلفيا ووفد من الجهاد الإسلامي يصل إلى القاهرة لبحث الاتفاق المنبثق عن اجتماع باريس

الغموض يكتنف التفاهمات المصرية الإسرائيلية حول معبر فيلادلفيا ووفد من الجهاد الإسلامي يصل إلى القاهرة لبحث الاتفاق المنبثق عن اجتماع باريس

على الرغم من نفي ضياء رشوان المتحدث باسم الهيئة العامة للاستعلامات والمقرب من مؤسسة الرئاسة المصرية وجود تفاهمات مصرية إسرائيلية حول ترتيبات أمنية خاصة بمحور فيلادلفيا والاتفاق على تركيب كاميرات إسرائيلية لمراقبة التحركات في هذا المحور إلا أن مصدر أمني رفيع المستوى طلب عدم ذكر اسمه كشف في تصريحات خاصة للزمان أن اتصالات جرت خلال الفترة الماضية حول الترتيبات الأمنية لإدارة معبر رفح في المرحلة المقبلة حيث أبلغت مصر الجانب الإسرائيلي رفضها المطلق لسيطرة إسرائيل على معبر فيلادلفيا أو اجتياح الحدود برفح وهو القرار الذي أبلغته للفصائل الفلسطينية إلا أن الجانب الإسرائيلي طلب من مصر في المقابل إقامة نفق حديدي تحت الأرض لمنع عمليات التهريب والتسلل على طول الخط الفاصل بين حدود مصر وغزة والذي تبلغ حوالي 14 كيلو متر وأن دولة عربية خليجية تدخلت لتمويل إقامة هذا النفق كما أرسلت إسرائيل رسالة طمأنة للجانب المصري بأن أي عمليات إسرائيلية في تلك المنطقة لن تدفع سكان رفح إلى النزوح إلى سيناء حيث سيترك لسكان رفح حرية التنقل إلى أماكن أخرى آمنة وفسر المراقبون عودة عدد من سكان رفح إلى خان يونس بأنه إشارة إلى وجود تفاهمات مصرية إسرائيلية حول هذا الموضوع وفي تعليقها على الغموض الذي يكتنف وجود تفاهمات مصرية إسرائيلية حول معبر رفح قالت سونيا حجازي خبيرة الشئون المصرية في مركز نايتس للشرق الحديث في إتصال هاتفي معها أن مصر ستكون قلقة إذا سيطرت قوات الأمن الإسرائيلية وحدها على الممر موضحة أن هذا سوف يثير الاتهام بأن مصر فشلت في وقف عمليات التهريب كما أن القاهرة ترى أن عدم وجودها في المنطقة العازلة قد يشكل تهديدا لمصالحها الأمنية واضافت ميريت مبروك مديرة برنامج الدراسات المصرية في معهد الشرق الأوسط أن هناك ضغوطا كبيرة تمارس على مصر في الوقت الحالي لقبول التفاهمات مع الجانب الإسرائيلي حول هذا الموضوع الا أن مصر ترى أن الحرص على أمنها لا يقل عن حرص الجانب الإسرائيلي على أمنه فهي لن تقبل قيام إسرائيل بزعزعة أمنها فيما أكد د. بشير عبد الفتاح الباحث بمركز الأهرام للدراسات أن هناك حساسية مصرية واضحة من انزلاق المواجهات بين إسرائيل وحماس نحو الحدود المصرية ورغم وجود مخططات إسرائيلية لإجبار الفلسطينيين على النزوح إلى سيناء إلا أن إسرائيل لن تغامر بالوصول بالعلاقات مع مصر إلى مرحلة الصدام لأنها تعتبر أن تلك العلاقات استراتيجية لذا فإنها سوف تعطي ضمانات للطرف المصري بأن الأمور لن تخرج عن السيطرة ، ومن ناحية أخرى يصل إلى مصر في الساعات القادمة وفد من الجهاد الإسلامي الفلسطيني لإجراء مباحثات مع المسؤولين في المخابرات حول وجهة نظرهم في الاتفاق المنبثق عن اجتماع باريس وتحاول مصر إقناع الحركة التي تعد شريكا أساسيا لحماس في غزة بابداء مرونة حول ما تم التوصل إليه والذي يمكن أن يكون خطوة نحو اتفاق شامل لإنهاء الأزمة في الوقت الذي تنتظر فيه مصر الموقف النهائي لحماس من هذا الإتفاق .

مصطفى عماره

إرسال التعليق