غزة حبيبتي..

غزة حبيبتي..

الدكتور محمد أبو سمره
غزة/ فلسطين المحتلة
رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني ومركز القدس للدراسات والإعلام والنشر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دلوني أيها القوم والناس.. على الكلمات التي يمكنها أن تعبِّر عن هذه المأساة؟
دلوني أين يمكنني أن أجد الكلمات التي تقول الحكاية؟
ساعدوني لكي أجد حروفي التائهة
ليت الحروف والكلمات وكل لغات الكون يمكنها أن تسعفني للحديث حول “أم النكبات”..
“أم الكوارث”..
“أم المصائب”..
كل الأحزان..
كل المراثي..
هي كربلاء، وما كربلاء ببعيد..!!
هي عاشوراء، وقد أصبحت كل أيام فلسطين وغزة عاشوراء..
هي كارثة الكوارث، ومصيبة المصائب..
هي المَقَتَلَة الكبرى..
كأنها أهوال يوم القيامة..!!
تُرى: هل ستكون أهوال يوم القيامة أشدُ إيلاماً وصعوبةً ووجعاً وخوفاً ورعباً من ذلك؟
ليتها قامت القيامة، حتى لا نعيش أهوال يومها مرتين..
يالغزة المسكينة المنكوبة المظلومة..
يا لفلسطين الذبيحة الشهيدة الحزينة الثكلى..
أنتِ كما الحسين..
كما زينب..
كما آل البيت “عليهم السلام”
تركوكِ ياغزة يافلسطين تذبحين، كما تركوا الحسين وآل بيت النبي يذبحون في كربلاء بيوم عاشوراء..
تركوكِ كا تركوا المسيح ليُصلب..
وها هي بحار دمك تمتد ياغزة من رفح حتى بيت حانون..
أهلك البواسل يُقتلون قصفاً.. قنصاً.. تفجيراً.. دهشاً بالدبابات..
يقتلون أهلك جوعاً وعطشاً..
يمنعون عنهم الهواء والغذاء والشراب والدواء ..
يمنعون عن أهلك الأبطال الحياة..
لكنهم لن يستطيعوا هزيمتك وكسرك واضعاف عزيمتك والمساس بكرامتك..
لن يستطيعوا منعك من الصمود والنصر وصناعة مجد فلسطين والأمة ومستقبلها..
ستكونين لعنة عليهم في نومهم ويقظتهم.
ستلاحقينهم حتى غرف نومهم..
ستطاردينهم داخل قلاعهم الحديدية المحصنة ودباباتهم المصفحة.رغم الجوع..
رغم الحرمان
رغم الدمار والقصف والتخريب والتدمير والتجويع والتعطيش
رغم كتل النار واللهب وبراميل البارود وقنابل الغدر..
رغم صواريخهم وطائراتهم التي لا تعرف النوم..
لن يهزموك..
لن يكسروك
لن يمنعوك من النصر..
كنت وومازلت وستبقين غزة المنتصرة
غزة أيقونة الصمود والصبر والرباط والعزة والكرامة والمجد والخلود..
غزة الحبيبة، التي لا اجد من الكلمات والحروف ومصطلحات اللغة ما يمكنها أن تساعدني في وصفك ورسمك والكتابة عنك
.. فأنتِ .. أنتِ حبيبتي أكبر كثيراً من الكلمات واللغات والمصطلحات والقامات والصفات..
أنتِ غزة التي لا تعرف اليأس، وتعود من النوت للنصر وصناعة وكتابة التاريخ والمجد والعزة والكرامة..
أنتِ غزة حبيبتي..

إرسال التعليق