في ذكرى استرداد طابا أسرار جديدة تنكشف عن المعركة الدبلوماسية التي خاضتها مصر لاستردادها ود. مفيد شهاب للزمان مصر رفضت عرضا أمريكيا للسيادة المشتركة على طابا
على الرغم من مرور 35 عاما على استرداد مصر لمنفذ طابا الحدودي إلا أن هناك مزيد من الأسرار لازالت تنكشف عن المعركة الدبلوماسية التي خاضتها مصر لاستردادها والتي لا تقل شراسة عن المعركة العسكرية التي خاضتها مصر في حرب اكتوبر عام 1973 وعلى الرغم من نجاح مصر في الانتصار في تلك المعركة الا أن هناك تعتيم إعلامي لا يزال يغلف تلك القضية حتى الآن حول أسرار قبول مصر نقل التفاوض بعد حصولها على حكم نهائي من وزارة الخارجية إلى وزارة السياحة خاصة فيما يتعلق بفندق طابا وقبول مصر استمرار عمل العمال الإسرائيليين في الفندق وبغض النظر عن تلك النقطة التي تم التعتيم عليها إلا أن هذا لا يقلل من أهمية النجاح الذي حققته مصر في هذا الملف ، وفي استطلاع للرأي اجريناه مع عدد من الخبراء والسياسيين الذين شاركوا في تلك المعركة أو عاصروها أكد الخبراء أن الإعداد للمعركة بدء بدقة اختيار الفريق المفاوض والذي تم على أساس الكفاءة وليس على أساس الانتماءات الحزبية وفي هذا الإطار قال د. مصطفى سكرتير الرئيس السابق لشئون المعلومات أن د. عصمت عبد المجيد وزير الخارجية السابق في تلك المرحلة كان صاحب فكرة تشكيل الفريق المفاوض من داخل وزارة الخارجية كي تضم أطياف اعتبرها الرئيس مبارك قضية سياسية وليست حزبية بحيث ضمت عناصر يسارية وناصرية بل تم اللجوء إلى إسماعيل شيرين اخر وزير حربية في عهد الملك فاروق كما تم اختيار د. مفيد شهاب أستاذ القانون الدولي والذي كان يعمل في الكويت ضمن أعضاء الفريق رغم أن انتماءاته الناصرية فضلا عن د. يونان لبيب رزق وهو قومي يساري وكان له كتاب مشهور عن الحدود الشرقية لمصر ورغم رفض حزب الوفد لمبدء التحكيم إلا أنه تم اختيار وحيد رأفت نائب رئيس حزب الوفد ضمن الفريق المفاوض فبما أشاد السفير د. نبيل العربي وكيل مصر في المفاوضات بالفريق المفاوض من خارج وزارة الخارجية وعن ذكرياته عن تلك القضية كشف د. مفيد شهاب أستاذ القانون الدولي وعضو الوفد المفاوض أن الرئيس مبارك طلب اجتماع لمجلس الأمن القومي بمشاركته حيث أخبرهم أن السفير الأمريكي اخطره أن الحكم سيصدر لصالح إسرائيل وقدم إليه عرضا أن تسحب مصر القضية من المحكمة بحيث تصبح طابا منطقة مشتركة بين مصر وإسرائيل يحاكم الإسرائيليون أمام المحاكم الإسرائيلية والمصريون أمام المحاكم المصرية وتكون هناك محاكم دولية للأجانب وأنه حصل على موافقة الجانب الإسرائيلي على هذا العرض وينتظر رأي مصر وهنا استدعاه الرئيس مبارك لمعرفة رأيه فقال له أن الأوراق والمستندات التي لدينا تؤكد حق مصر في طابا بنسبة 90% وهو الذي دفع الرئيس مبارك إلى رفض عرض السفير الامريكي ولفت شهاب إلى أن إسرائيل حاولت الاحتفاظ ببعض المواقع المصرية وعلى رأسها طابا باعتبارها آخر نقطة حدود مع إسرائيل ورأس النقب لموقعها الاستراتيجي واستخدموا كافة أساليب المراوغة الا أن صلابة الموقف المصري وامتلاكه كافة الأوراق والمستندات التي تؤكد الحق المصري وتكاتف كافة المصريين وخاصة في المناطق الحدودية لدعم المفاوض المصري أجبر المحكمة الدولية على إصدار الحكم لصالحنا واضاف د. أيمن سلامة استاذ القانون الدولي أن مصر قدمت وثائق وخرائط بريطانية وعثمانية أكدت فيها التلاعب الإسرائيلي كما رفضت القيادة السياسية اللجوء إلى التوفيق بدلا من التحكيم لمعارضته للعقيدة المصرية التي ترفض التفريط عن حبة رمل من أراضينا واضاف أن المفاوض الإسرائيلي توسل لرئيس المحكمة الدولية أن يترك لإسرائيل طابا لأن مصر اخذت سيناء كلها ، وفي السياق ذاته كشف الخبير الاستراتيجي اللواء سمير فرج أن الجانب الإسرائيلي أدعى أن علامات الحدود أزيلت بفعل العوامل الطبيعية لطمس أحقية مصر في طابا والحقيقة أنها هي التي قامت بإزالتها لافتا إلى أن مصر قدمت للمحكمة الكثير من الأدلة والمستندات التي تؤكد أحقيتها في تلك البقعة وكان من ضمن ما قدمته صورة للجنود المصريين تحت شجرة الدوم في هذه المنطقة وكانت هذه الشجرة موجودة أثناء التحكيم فكانت وما زالت شاهدة إثبات على حق المصريين .
مصطفى عماره
إرسال التعليق