مصر ترفض عرضا أمريكيا بتشكيل قوة متعددة الجنسيات في غزة ومصر تقدم مقترحات جديدة في محادثات صفقة تبادل الأسرى
كشف مصدر أمني رفيع المستوى للزمان أن مصر رفضت عرضا أمريكيا بتشكيل قوة متعددة الجنسيات مكونة من قوات مصرية أردنية مغربية إماراتية تتولى إدارة القطاع عقب نهاية الحرب واضاف المصدر أن مصر أبلغت الإدارة الأمريكية أن إدارة قطاع غزة بعد الحرب هو شأن فلسطيني يحدده الفلسطينيون أنفسهم وأوضح المصدر أن تشكيل تلك القوة يمكن أن يورطها في مشاكل أمنية مع فصائل المقاومة كما تهدف إلى فصل القطاع عن الضفة بهدف تصفية القضية الفلسطينية وهو أمر لن توافق عليه مصر فبما أوضح عبد الهادي مطاوع المدير التنفيذي لمنتدى الشرق الأوسط أن المقترح الأمريكي بشأن قوات حفظ السلام لن يشمل قوات أمريكية ولكن الدور الأمريكي سيقتصر على التمويل وسوف تقوم تلك القوة بتسلم الأمن في القطاع ثم تقوم بتسليمه بالتدريج إلى السلطة وتستهدف تلك الخطة في الأساس إحباط مخطط نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة والإشراف الأمني على القطاع وهو الأمر الذي سيؤدي في النهاية إلى وجود مسار سياسي في المستقبل واضاف خالد سعيد الباحث في الشئون الإسرائيلية أن قوات حفظ السلام كانت إحدى خيارات إسرائيل لمرحلة ما بعد الحرب لأنها لا تريد سيطرة حماس أو السلطة لمرحلة ما بعد الحرب وأكد خالد سعيد أن نجاح تلك الخطة يتوقف على موافقة عربية عليها خاصة أن الإدارة الأمريكية خصصت تمويلا لتلك القوات وأعتقد أن خطة وجود قوات حفظ سلام تعد طوق نجاة لنتنياهو لإطالة أمد الحرب فيما أوضح احمد عوض رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية أن وجود قوات متعددة الجنسيات سيقابل بالرفض من كل الأطراف الفلسطينية بما فيها حماس والسلطة الفلسطينية والتي شكلت حكومة تكنوقراط من أجل تسهيل العودة إلى حكم القطاع واضاف أن القوة المتعددة الجنسيات لا تعرف القطاع جيدا ولا طبيعة السكان وبالتالي ستكون عامل فوضى وليس عامل استقرار خاصة أن الفلسطينيين لن يقبلوا حكمهم وشدد المحلل الفلسطيني على ضرورة وجود قوات تابعة للسلطة في اي مخطط تسوية ومن ناحية أخرى وصل إلى القاهرة اليوم وفد من الموساد والشباك الإسرائيلي للمشاركة في جولة جديدة من المباحثات برعاية القاهرة للوصول إلى هدنة وصفقة لتبادل الأسرى وأوضح مصدر أمني للزمان أن مصر ستقدم مقترحات جديدة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين يمكن أن تتقبلها حماس دون الإشارة إلى طبيعة تلك المقترحات وعلى الرغم من أن مباحثات الوفد الأمني الإسرائيلي في القاهرة ستتناول الوصول إلى صفقة مع حماس إلا أن المصدر الأمني أوضح للزمان أن موضوع خطة إسرائيل لرفح سيطرح نفسه على طاولة المباحثات في ظل الأنباء التي تحدثت عن خطة إسرائيلية لاجتياح رفح للقضاء على القوة المتبقية من حماس المتواجدة هناك وهو الأمر الذي دفع الإدارة الأمريكية إلى تقديم بدائل لإسرائيل للتعامل مع هذا الملف للحيلولة دون تنفيذ إسرائيل مخططها والذي يمكن أن يفجر الموقف برمته في ظل تحفظات مصر على هذا الهجوم والمذابح المتوقعة ضد المدنيين في تلك المنطقة وتعقيبا على المحادثات التي ستجرى اليوم أبدى د. عماد جاد رئيس القسم الخارجي بمركز دراسات الأهرام في تصريحات خاصة تشاؤمه من نتائج تلك الجولة لأن نتنياهو ليس معني بالوصول الي صفقة مع حماس بقدر ما يشغله القضاء على القوة الباقية لحماس في رفح للوصول إلى نصر عسكري يدعم بقائه في السلطة .
مصطفى عماره
إرسال التعليق