خامنئي وضياع جهده عبثا في إراقة الدماء في غزة
الغارة الجوية على قنصلية نظام الملالي في دمشق والتي أسفرت عن مقتل سبعة من كبار قادة فيلق القدس التابع للحرس سحبت الكثير مما ابتلعه النظام من خلال إثارته للحرب في غزة. وفي السابق، كانت الضربة التي تلقاها خامنئي في المقاطعة الشعبية لمهزلة الانتخابات فعلت الشيء نفسه، وذهبت بعض مكاسب النظام في حرب غزة أدراج الرياح بفعل المقاطعة. ويمكن الآن رؤية تأثير هذين الحدثين على تفاقم الأزمة الداخلية للنظام والضعف الشديد لموقف خامنئي في كل من الفضاء الإلكتروني ووسائل الإعلام الحكومية. حتى القنوات التابعة للنظام والحرس تمتلئ بصيحات اليأس والإحباط بين قوات النظام. الموجة قوية لدرجة أنها شقت طريقها أيضا إلى الإذاعة والتلفزيون الحكومي.
في مائدة مستديرة متلفزة حول الهجوم على قنصلية النظام في دمشق قال خبير حكومي: “ضربوا الرجل الأول والثاني لنا في المنطقة، لكن معظم شعبنا لا يعرف عمق الكارثة وعندما يدركون سيكون لديهم الكثير من الحسرة. إذا لم نرد ردا مباشرا وحاسما، كونوا مطمئنين من أن الطرف المقابل سيعيد العمل في غضون أيام قليلة”.
وأشار محبعلي، المدير العام السابق لوزارة خارجية النظام، في مقابلة مع صحيفة “انتخاب” (3 نيسان/أبريل)، إلى الولي الفقيه للنظام، قائلا: “عندما أخذنا قوات عسكرية إلى سوريا، كان علينا أن نفكر في هذه القضايا بأن سوريا ستبقى صامتة في وجه ردود الفعل الإسرائيلية. لو كان النظام جاهزا لذلك، كان يجب أن يفكر أكثر “.
لا تستعر هذه الموجة في قوات النظام وكامل هيكله فحسب، بل تنتشر أيضا إلى أعلى مستويات النظام. الملا رسايي، الفائز الثاني في الانتخابات، كتب على حسابه X تحت عنوان “رسائل الشعب”: “يجب على المسؤولين المحترمين الامتناع عن قول الوقت والمكان المناسبين للرد على إسرائيل. هذه الكلمة باتت مثيرة للاشمئزاز”.
ومن الواضح أن هذه السخرية تصيب خامنئي نفسه أولا وقبل كل شيء. ليس من الواضح ما إذا كانت ضربة دمشق أثقل وأكثر مرارة للولي الفقيه، أو سماع هذه التهكمات على لسان العناصر المنتقية والمزكية في مصنع الولي الفقيه؟
بدأت هذه الموجة من السخرية والتهكم، التي بلغت ذروتها الآن بضربة دمشق، في 1 آذار/مارس، عندما سقطت مطرقة المقاطعة الوطنية على رأس المزلة الانتخابية وشوهدت آثارها في الأيام الأخيرة بمرارة حتى من قبل عناصر العصابات المهيمنة.
قال الملا ميردامادي ممثل خامنئي في اصفهان في صلاة الجمعة29 مارس: “الرجل هو أهل الصلاة والحج ويزور كربلاء ولكنه لا يقبل أن يذكر اسم زعيمه من على المنبر أمام الملأ، وإذا ذكر أحد اسم الزعيم بإجلال فهو يدور ظهره”.
حتى حسن خميني، الذي يشتهر بالتزلف لدى خامنئي، تحدث ضد خامنئي وقال وهو يؤكد مبدأ ولاية الفقيه المطلقة: “لا يمكن لولاية الفقيه المطلقة أن تغلق بند الأغلبية في الدستور. إذا فعل ذلك فسيكون نفسه غير أمين”.
وقد اشتد هذا الاتجاه بالذات بعد هندسة مهزلة خامنئي في الانتخابات، وهو بلا شك أحد عواقب مقاطعة عرض الانتخابات من قبل الشعب الإيراني.
مباشرة بعد تحديد نتائج الانتخابات، قال قائد المقاومة الإيرانية السيد مسعود رجوي في رسالة: بسبب فشله في «هندسة الانتخابات»خسر خامنئي معظم ما کسبه في المراهنة علی طاحونة الدماء في غزّة والمجازر المرتکبة هناك.
وغرق في مستنقع «الانتخابات» التي عمل عليها ودعا إلیها باستمرار بعد قمع انتفاضة 2022، ومنذ حوالي عام ومن بدایة العام الإیراني 1402وافتضح أمره داخل إيران وفي المنطقة وعلى الصعيد الدولي وأصبح موضوع السخرية والاستهزاء.
إرسال التعليق