حاولت النساء يا وليد صدقني، حاولن بكل قواهن، غير أن واحدة منهن لم تفلح في إنجاب رجل حقيقي واحد يحل هذا الإشكال، إعادتك الى الزمن العادي
هل عرفت جواب سؤالك الآن ماذا ستصبح حين تكبر؟ لا يكبر من هو كبير أصلًا يا وليد، يقولون للمادة ثلاثة أبعاد، ولزمنك الموازي زمن موازٍ لتصبح الأزمان ثلاثة! زمان الناس والزمن الذي تعيش فيه مع رفاقك وزمن كنت سأحدثك عنه لو التقيتك، زمن صنعته أنت ورفاقك في قلوب من يحبونكم، موازٍ للزمن الموازي تحركونه أنتم.
لم ينجح في تغيير مكانك في زمانك الموازي سوى توقف زمانك نفسه! هل في الكوكب أمر أكثر سخرية من هذا؟ أين أنت الأن ليتني أعرف، في الحقول أم بين الأطفال أم في حضن ميلاد في زمن رابع؟
نخجل يا سيدي منذ وقت حين يصيح الديك فكلنا أمل ألا يطلع الصباح. نخجل حين نشاهد الأشياء تسير في وقت لا بد لها أن تتوقف. كل كلمة هي بذاءة أكثر من كونها رثاء، كيف يمكن أن ينتمى المرء الى أمة فيها من البشر مليارين ويموت في السجن؟ كيف لا أبكيك حين أقرأ سطورًا لك من مثل “ولك مش بَسْ هيك.. إنت بتعرف باب الزنزانة؟.. باب الزنزانة!! بين الباب والحيط من عند الفصالات في شق وسيع بقدر 2سم منه بتشوف.. وإنت قاعد على تختك.. بتشوف آخر المردوان. في الزمن الموازي للزمن الموازي نحزن لنفس الأشياء، سأحزن حين أرى شقًا في الحائط، وفانيلا بيضاء،أو ولاعة وساعة ودفتر.
كنت سأصدق أشياء كثيرة هربتها معي من طفولتي لو أنك عدت الى زمننا، كنت سأصدق قيم الخير والعدالة والوفاء والأخوة لو أنك تحررت، كان علي ربما أن أدرك مبكرًا أن الظلم هو القاعدة والنهايات السعيدة مكانها قصص الأطفال، وأن الشر سيفوز مهما حاولنا، وأن السماء لن تستجيب فلسنا نستحق. حاولت أن أفكر بغير هذا حاولت، لكنني اليوم حصلت على إجابات.
سأحزن حين أشاهد الأطفال يهرعون الى مدارسهم لأنك لم تحقق أمنية مشاهدتهم كما تمنيت، وربما أذرف الدمع حين أرى العمال في الشتاء يتجمعون للسفر الى ورشهم فهذه إحدى أمنياتك. سأذكرك مع كل وردة حقيقية تمنيت لمسها ولم تنجح سأحزن أكثر حين أقرأ “أعترف بأني ما زلت إنسانًا ممسكًا على حبه قابضًا عليه كما لو كان الجمر، وسأبقى صامدًا بهذا الحب، سأبقى أحبكم، فالحب هو نصري المتواضع والوحيد على سجاني”
لطالما تمنى الطفل في داخلي لو أنني كنت مع جود والحيوانات في حكاية سر الزيت.
الى اللقاء في الزمن الرابع يا وليد…”
#أبو_حزيّن
عن صفحة سناء احمد سلامة
إرسال التعليق