الهجوم على شيخ الأزهر والمؤامرة على الإسلام
في الوقت الذي استقبلت فيه دول جنوب شرق آسيا شيخ الأزهر أحمد الطيب استقبال رؤساء الدول بعد اختياره كأفضل شخصية إسلامية بما يعكس المكان التي يتمتع بها الأزهر وشيخه الجليل تجاهلت وسائل الإعلام المصرية هذا الاستقبال وكأن الأمر لا يعنيها مفضلة في ذلك إلقاء الضوء على الراقصات والفنانات الذين أفسدوا المجتمع ولعل تفسير هذا الفتور الإعلامي بشيخ الأزهر راجع إلى خلافه القديم مع رئيس الجمهورية حول تفسيره للطلاق حيث اعتبر شيخ الأزهر أن الطلاق يقع بمجرد اللفظ بينما أصر رئيس الجمهورية على أن الطلاق لا يقع إلا بالتوثيق ورغم أن شيخ الأزهر أقدر على إطلاق الفتاوي من رئيس الجمهورية إلا أن رئيس الجمهورية اعتبر أن طلاق شيح الأزهر معه هو تحدي لسلطنه وانطلق بين الحين والآخر ليحقر من قيمة شيخ الأزهر عندما كان يقول له “تعبتنا يا فضيلة الشيخ ” وأعتقد أن الرئيس لم يكن ليجرؤ على إهانة بابا الكنيسة لانه محمي من دولة أخرى وكانت تلك العبارة كفيلة بإطلاق اقلام كلاب السلطة حيث طالب الإعلامي عمرو أديب شيخ الأزهر بالاستقالة من منصبه لعجزه عن تطوير الخطاب الديني وما سار على نهجه كتاب آخرون والذين اتهموا المؤسسة الأزهرية باختراقها من جانب الإخوان رغم أن شيخ الأزهر كان أول من تصدى للإخوان أثناء فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسي ورغم الهجوم الشرس الذي تعرض له الأزهر وشيخه طوال الفترة الماضية إلا أنه كان يخفي خلفه مخطط أكبر يرمي إلى نزع مصر من محيطها الإسلامي الذي لم يكن أبدا اختيار أي حاكم مصري بل كان اختيار الهي عندما أراد الله أن ينزل الاسلام في الحجاز ويدافع عنه في مصر كما قال رسولنا الكريم مصر في رباط الى يوم الدين وقال في حديث آخر استوصوا بأهل مصر خيرا فإن بها خير اجناد الأرض وتبارى رموز الإلحاد مثل إسلام البحيري وإبراهيم عيسى وفاطمة ناعوت ويوسف زيدان بالهجوم على ثوابت الاسلام والتشكيك في السنة وكان يجب على رئيس الجمهورية التصدي لتلك المنابر التي تحدث فتنة في المجتمع باعتبار أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع إلا أنه وللأسف أصدر عفوا عام عن إسلام البحيري والذي حكم عليه بالسجن بتهمة ازدراء الأديان كما استمر ابراهيم عيسى في إطلاق سمومه بالتشكيك في الإسراء والمعراج وسلم يوسف زيدان نفس هذا النهج ولم يتم منع أي منهم بل دعا ابراهيم عيسى لحضور المؤتمرات التي يحضرها رئيس الجمهورية ولم يصدر قرار بإغلاق مركز تكوين الذي أنشأ للتشكيك في ثوابت العقيدة في الوقت الذي تم فيه منع د. سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف الأسبق من الظهور على شاشات التلفزة بدعوى احداث فتنة عندما فسر إحدى الآيات القرآنية بتكفير أن الله ثالث ثلاثة وكشف د. سالم عبد الجليل في حوار اجريته معه أن وفد من الكونجرس الأمريكي زار مجلس النواب في عهد مبارك وطالب من أعضائه للعمل على تطوير الخطاب الديني اي أن طلب تطوير الخطاب الديني كان في الأساس مطلبا أمريكيا لهدم الاسلام في مصر ولاشك أن تلك المؤامرة التي تستهدف ديننا الحنيف وإسلام وعروبة مصر تتطلب منا جميعا حكام ومحكومين التصدي لهذا المخطط لأن تعاليم الإسلام والتي يرعاها الأزهر هي الكفيلة بالقضاء على التطرف والإلحاد ودعم الأزهر في رسالته حتي يستقيم المجتمع وستبقى مصر رائدة العالم الإسلامي وقلب العروبة والاسلام رغم أنف الحاقدين والمتامرين .
مصطفى عماره
إرسال التعليق