حين رأيتُ وجهكَ الش. هيد فرحت، وحين رأيتُ زينة حزنت، ووجهك ووجه زينة كلاهما أنت
حين رأيتُ وجهكَ الش. هيد فرحت، وحين رأيتُ زينة حزنت، ووجهك ووجه زينة كلاهما أنت، كنتَ قد تمنيت أن تراك زينة وجها لوجه لأنها منذ عشرة أشهر تراك خلف شاشة التلفاز، كم يوجعني أن زينة اليوم ستراك العمر كله صورة خلف الشاشة
لقد بكيتك يا إسماعيل رغم أنني لا أعرفك ولم يسبق أن التقيتك، لكنني عرفتك جدا وأنت تسرّب لنا صور مدينة غزة الحبيبة بشجاعة مذهلة، وأنت تنام تتضور جوعاً لكنك ضاغط على زناد الميكرفون مستعدا لنقل كل خبر، وكم من جريمة ما كنا لنعرفها لولا أنك هناك تقاتل مع زميلك المصور رامي الريفي بكل بسالة
من قال أنّ الجهاد سلاح، لقد فعلت ما هو أعظم من هذا
تموت في السادسة والعشرين من عمرك، يبدو عمرك صغيرا لكنه كبير جدا ليتحول إلى أنموذج، غدا ستعقد ورشات الصحافة حول العالم، وسيعرضون صورتك وأنت تنام بلا مأوى وبلا طعام وبلا عائلة، ويقولون إذا أردت أن تكون مراسلا يُنْقَشُ اسمه في التاريخ كن كإسماعيل الغول
ستعيش معنا، وسنتداول صورتك وسنسمع تقاريرك الإخبارية وسنبكيك في كل مرة فسامحنا، أنت حي في الأرض وحي في السماء
لقد فصلوا رأسك عن جسدك لكن ألّا يهوّن عليك أنّ سِبط رسول الله وريحانته سيدنا الحسين قد فعلوا به ذلك، وبهذا يرتفع السادة ويمنحهم ربي مقاماتهم
بينما يظن العالم أن الحكاية انتهت وأن الميكرفون انطفأ، إلا أنّك تعلم من برزخك أنّ المشهد لم يكتمل، وللحكاية بقية
لقد ربح البيع يا أبا زينة .
إرسال التعليق