فشل مباحثات القاهرة لانسحاب إسرائيل من معبر رفح ومحيط محور فيلادلفيا
غادر وفد المخابرات الإسرائيلية القاهرة مساء أمس بعد مباحثات أجراها مع وفد المخابرات المصرية تركز معظمها على قضية الانسحاب الإسرائيلي من معبر رفح ومحور فيلادلفيا وأكد مصدر أمني رفيع المستوى للزمان أن المباحثات لم تحقق أي تقدم نتيجة إصرار إسرائيل على عدم الانسحاب من معبر رفح ومحور فيلادلفيا وإتمام السيطرة الأمنية المباشرة وغير المباشرة على المكانين ونفى المصدر ما رددته وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن مصر وافقت على استمرار السيطرة الأمنية لإسرائيل ومن جانبه قال اللواء سمير فرج الخبير العسكري والمفكر الإستراتيجي والمقرب من الرئيس السيسي أنه بعد انسحاب إسرائيل من غزة وقعت مصر اتفاق مكمل مع إسرائيل يعد مكملا لاتفاق السلام ينص على إبقاء محور فيلادلفيا خالي من القوات من الطرفين وان مصر حافظت خلال الفترة الماضية على هذا الاتفاق وقامت بإغلاق ونسف جميع الأنفاق لمنع تهريب الأسلحة أما بالنسبة لمعبر رفح فلقد تم التوقيع على اتفاقية عام 2005 والتي تنص على أن يكون المعبر مخصص للأفراد وتسيطر عليه السلطة الفلسطينية بمشاركة أوروبية مع وضع كاميرات مراقبة أما معبر كرم أبو سالم فهو مخصص للشاحنات ولكن مع تأزم الموقف سمحت مصر باستخدام معبر رفح البري لعبور الشاحنات والقوافل الإنسانية ومن هذا المنطلق رفضت مصر أي تواجد إسرائيلي على المعبر وأوضح د. أيمن الرقب الخبير السياسي الفلسطيني أن مصر قدمت عدة حلول لإدارة معبر رفح منها تشكيل قوة فلسطينية يتم تدريبها عربيا لإدارة المعبر ولكن إسرائيل تهربت من كل الحلول حتى بالنسبة للوفد الإسرائيلي الذي حضر إلى القاهرة فإنه أتى بصلاحيات محددة وأوضح بأن هناك خشية من أن يكون الضغط الأمريكي على إسرائيل غير كافي بهدف إطالة أمد الصراع حتى اكتوبر وهو ما يمنح نتنياهو مزيد من القوة تمكنه من عدم الالتزام بالمرحلة الثانية والتي تشمل وقفا شاملا لإطلاق النار وانسحاب إسرائيل من غزة وإطلاق سراح آلاف الرهائن واضاف أن هناك تقارير تفيد أن مبعوثا أردنيا زار مؤخرا إيران حيث عرض على المسئولين الإيرانيين تأجيل الرد الايراني على إسرائيل مقابل وقف الحرب على غزة كجزء من صفقة سياسية وتوقع د. الرقب توافقا أمريكيا إسرائيليا على تطبيق المرحلة الأولى من الهدنة والتي تتضمن صفقة لتبادل الرهائن وبعد هذه المرحلة قد تعود الحرب مرة أخرى فيما أكد د. محمد عبد العليم مستشار مركز الدراسات السياسية بالاهرام أن الموقف المصري من معبر رفح ومحور فيلادلفيا لا يتعلق فقط بالأمن القومي المصري بل بالحفاظ على الحقوق الفلسطينية واعتبار أن السلطة الفلسطينية هي الممثل الشرعي لمنظمة التحرير الفلسطينية ومن ناحية أخرى كشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى للزمان أن الرئيس الفلسطيني ابو مازن طلب من مصر التوسط لدى الجانب الإسرائيلي للقيام بزيارته المرتقبة لفترة لاظهار تضامنه مع الشعب الفلسطيني في مواجهة حرب الإبادة والتجويع التي تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة والتأكيد على حق السلطة الفلسطينية في ممارسة دورها بالسيطرة على القطاع بعد انسحاب إسرائيل منه .
مصطفى عمارة
إرسال التعليق