في ذكرى الحرب الإيرانيه العراقية: عنوان الوحش المحرّض على الحرب في يوم السلام العالمي

في ذكرى الحرب الإيرانيه العراقية: عنوان الوحش المحرّض على الحرب في يوم السلام العالمي

في مفارقة لافتة، يتزامن يوم 21 سبتمبر 2024، يوم السلام العالمي، مع ذكرى اندلاع الحرب بين إيران و العراق في 22 سبتمبر 1980. هذا التوافق في التقويم يحمل معنى عميقًا، حيث يذكّرنا بأن السلام والأمن العالميين لا يمكن تحقيقهما دون معالجة جذور الحروب. التباين بين الحمامة البيضاء، رمز السلام، والأجنحة الملطخة بالدماء للحرب، يعد تذكيرًا صارخًا باستمرار معاناة العالم مع النزاعات.
في يوم السلام العالمي، غالبًا ما يتوجه الانتباه العالمي إلى إدانة الحرب وعواقبها المدمرة. يدعو الناس والمنظمات إلى تقديم المساعدات الإنسانية والدعم النفسي للمحتاجين والمتضررين من النزاعات والإرهاب. ومع ذلك، في إيران والشرق الأوسط، تستمر الحروب، والتي تغذى بمعاناة الأبرياء. الأخبار مليئة بالتفجيرات والدمار، حيث الأطفال والأمهات الحزينات من بين الأكثر تضررًا. صور الموت والدمار تنتشر عبر شاشات التلفاز، مما يسلط الضوء على واقع مؤلم من الدمار واليأس.
من المسؤول عن إشعال هذه النيران المدمرة؟ بينما قد يغض الكثير من أصحاب السلطة الطرف لحماية مصالحهم البراغماتية، لا يمكن لأحد أن ينكر المصدر الحقيقي لهذا الفوضى، خاصة في عصر المعلومات المتاحة للجميع. الوكالات الإخبارية العالمية تعلم جيدًا من هو المتسبب في هذه الحروب. ومن ثم، لن يصبح يوم السلام العالمي ذا معنى حقيقي إلا عندما نوجه أصابع الاتهام إلى مسبب هذه النزاعات – المسؤول عن معاناة إيران، والمنطقة، والعالم.
الحرب التي استمرت ثماني سنوات من منظور خميني وخامنئي
يتزامن يوم السلام العالمي هذا العام مع ذكرى بداية الحرب بين إيران والعراق، وهي حرب استمرت ثماني سنوات وخلّفت إيران في حالة من الدمار. علي خامنئي،الولي الفقیة لإيران، وصف هذه الحرب بقوله: “هذه الحرب هي مظهر وتجلي لكل الصفات الجيدة والبناءة التي يمكن أن ترفع من شأن أمة وشعب بأسره.” كما أشار إلى أنها “كنز لا ينضب.”وقبله، وصفها خميني بأنها “نعمة” و”بركة”. ومع ذلك، فإن الأرقام تتحدث عن نفسها:
– 2 مليون قتيل أو معاق
– 50 مدينة مدمرة
– 40 ألف أسير حرب
– 30 ألف قرية مدمرة
– 4 ملايين نازح
– 7 آلاف مفقود
– أكثر من تريليون دولار من الأضرار المادية
لا تزال الأبعاد الحقيقية لهذا “الكنز” مخفية. كما قال محسن رضائي، أحد الشخصيات العسكرية البارزة: “الحرب كانت تمتلك صندوقًا أسود، مثل الطائرة. هذا الصندوق الأسود لم يُفتح للجمهور بعد. داخله يوجد 30 ألف تسجيل غير معلن.” هذا التصريح يشير إلى أن جوانب كثيرة من الحرب لا تزال مخفية لأسباب سياسية.
علي أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي كان الرجل الثاني بعد خميني، كشف في عام 2000 أن خميني، رغم كونه القائد الأعلى للقوات المسلحة، لم يكن يفهم الاستراتيجيات العسكرية. وقال: “عندما فشلت عملية مثل ‘الفجر’، أُطلق عليها اسم ‘الفجر التمهيدي’ في محاولة لإنقاذ الموقف في العملية التالية.”
الدور الفريد للمقاومة الإيرانية
بينما كان خميني يعتبر السلام بمثابة نهاية للإسلام، قامت المعارضة الإيرانية، بقيادة منظمة مجاهدي خلق، بخطوات حاسمة لإنهاء الحرب التي استمرت ثماني سنوات. في أغسطس 1984، دعت المقاومة الخلايا السرية للتحرك ضد حروب خميني ونشر رسالة السلام في جميع أنحاء إيران. وشملت جهودهم الوطنية الدعوة إلى وقف إطلاق النار مع العراق ووقف القصف الصاروخي للمدنيين، مما أجبر خميني في نهاية على قبول هدنة، والتي شبهها بتجرع “السم”.
لولا تحركات منظمة مجاهدي خلق المستمرة في فضح الحرب والبرنامج النووي للنظام الإيراني، لكانت المنطقة والعالم يواجهان تهديدات أكبر اليوم. قد تكون تأثيرات النظام قد انتشرت إلى ما هو أبعد من العراق وسوريا واليمن ولبنان وفلسطين، وربما إلى إفريقيا، معتمدًا على الأسلحة النووية لتهديد السلام العالمي.
الحل الوحيد لتحقيق السلام والأمن العالمي
في يوم السلام العالمي، من الضروري التأكيد على أن “إنهاء حروب النظام الإيراني وإرهابه، والحد من طموحاته النووية، لا يمكن تحقيقه إلا من خلال إسقاطه على يد الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة.” ويجب تصنيف هذا النظام كتهديد للسلام والأمن العالميين وفقًا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وكما صرحت مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، في 18 أبريل 2024: “على الاتحاد الأوروبي إدراج الحرس الإيراني كمنظمة إرهابية، والاعتراف بنضال الشعب الإيراني، وتفعيل قرارات مجلس الأمن الدولي لمنع النظام من الحصول على أسلحة نووية.” فقط من خلال اتخاذ هذه الخطوات، يمكن للمجتمع الدولي ضمان عالم أكثر أمانًا وسلامًا

إرسال التعليق