القوى الوطنية الأحوازية والمعارضة الفارسية

القوى الوطنية الأحوازية والمعارضة الفارسية

منذ احتلال الأحواز في 1925، تعاملت الحكومات الإيرانية المتعاقبة مع المنطقة العربية الأحوازية بأسلوب يسعى إلى محو هويتها، من خلال حملات التغيير الثقافي والديمغرافي والاقتصادي، إضافة إلى قمعٍ ممنهج يطال السكان العرب. فعلى مر العقود، اعتمد النظام الإيراني سلسلة من السياسات القمعية لمحاولة ضم الأحواز بشكل كامل ضمن منظومته، لكن الشعب العربي الأحوازي ظل يعبر عن رفضه للاحتلال، وطالب بحقه في تقرير المصير، متبنيًا المقاومة عبر عدة حركات سياسية وثقافية واجتماعية.

كانت الأحواز العربية المحتلة، التي يقطنها شعب عربي يتحدث باللهجة المحكية العربية، قد شكلت جزءًا من العالم العربي، إلا أن إيران قادتها سياسات الشاه ثم السياسات الثورية الإيرانية، انتهجت قمعاً عنيفاً للحركات التحررية الأحوازية التي تصاعدت مع مرور الزمن. فقد قامت الحكومات الإيرانية بمصادرة الأراضي، وتشجيع المستوطنات الفارسية في محاولة لتغيير التركيبة السكانية، وإقصاء الأحوازيين من المناصب الحكومية والمجال العام.

تغيرت طبيعة المعارضة الفارسية منذ الثورة الإيرانية عام 1979، حيث أظهرت بعض الحركات الفارسية المعارضة للنظام نوعاً من التضامن مع القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان في الأحواز، إلا أن هذا التضامن غالباً ما افتقر إلى موقف صريح يدعم حق تقرير المصير أو يعترف بأحقية الشعب الأحوازي في استقلاله.

ومع صعود الحركات الثورية المعادية للنظام الإيراني، استمر النظام في تشديد قبضته الأمنية على الأحواز العربية المحتلة، إذ واجه أي شكل من أشكال المعارضة بالاعتقالات التعسفية، والتعذيب، ومحاكمات صورية، فضلاً عن قمع الحريات الثقافية. إلا أن الشعب الأحوازي لم يترك الساحة واستمر في التمسك بهويته ولغته، ونظم العديد من الحركات الاحتجاجية السلمية والمسلحة للمطالبة بحقه في الاستقلال، متمثلاً بالجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية وغيرها من المنظمات السياسية.

ورغم أن المعارضة الفارسية ضد النظام تتزايد في الوقت الحالي بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتردية، إلا أنها لم تصل بعد إلى مستوى التضامن الكامل مع قضايا الشعوب غير الفارسية المحتلة، كالأحواز وبلوشستان المحتلة من إيران الفارسية.
…….
حراك الوطني الاحواز المحتلة والمعارضة الفارسية
قبل الثورة الإيرانية عام 1979، قدم الخميني ووعوده إلى الشعب الإيراني وعموم الشعوب غير الفارسية، بما فيها الشعب الأحوازي، بمزيد من الحريات والحقوق بعد إسقاط نظام الشاه. كانت المعارضة الإيرانية في تلك الفترة، بما في ذلك الحركات الإسلامية التي قادها الخميني وحركة “مجاهدي خلق”، تسعى إلى إسقاط نظام الشاه بتعهدات عديدة لجميع الأطراف المضطهدة، بما فيها العرب الأحوازيين، متعهدين بالديمقراطية واحترام حقوق الأقليات العرقية والدينية في إيران.

وعود الخميني

في خطاباته وتصريحاته في تلك الفترة، ركّز الخميني على ضرورة إقامة نظام يحقق العدالة ويحترم حقوق “جميع القوميات” الموجودة في إيران، وأكد عدة مرات على ضرورة احترام حقوق الشعوب غير الفارسية ومنحها الحريات الثقافية والاجتماعية والسياسية، بما في ذلك الأحوازيين. لكن بعد نجاح الثورة واستلامه السلطة، تراجعت هذه الوعود، بل وباشر النظام الجديد بسياسة أكثر تشددًا تجاه أي حركة تطالب بحقوق أو تسعى لتقرير المصير، خاصة الحركات الأحوازية التي طالبت بإلغاء سياسات التمييز ورفع الظلم.

حركة مجاهدي خلق

كانت “مجاهدي خلق” أيضًا من التنظيمات الثورية المعارضة للشاه التي وعدت باحترام حقوق الشعوب غير الفارسية، ومنها الأحوازية، وذلك للحصول على دعم أوسع لتحركاتهم. إلا أن “مجاهدي خلق” ركزت على إسقاط الشاه وعلى تأسيس نظام جمهوري، ولم تُبدِ التزاماً صريحاً بحق تقرير المصير للأحوازيين، بل كانت ترى إيران دولةً موحدة بدون تفكيك أو منح استقلال للمناطق المحتلة. وبعد الثورة، سرعان ما دخلت في صراع مع نظام الخميني، لكنها أيضًا لم تظهر موقفًا داعمًا بشكل واضح للحقوق الأحوازية رغم معاناتهم من قمع النظام الجديد.

الحركات التحررية الأحوازية قبل الثورة

كان الشعب الأحوازي يواجه سياسات التمييز منذ عهد الشاه، وبدأت حركات التحرر الأحوازية تتشكل قبل الثورة بوقت طويل، مطالبة باستقلال الأحواز وإنهاء الاحتلال الإيراني. من هذه الحركات، “جبهة تحرير الأحواز” التي ظهرت في الستينات واستهدفت مواجهة النظام الشاهنشاهي بالمطالبة بالاستقلال ورفع الظلم، ومن بعدها “الجبهة الشعبية لتحرير الأحواز” التي سعت إلى توحيد النضال ضد نظام الشاه واستعادة حقوق الشعب الأحوازي.

بعد الثورة: الخيبة والقمع

عقب الثورة الإيرانية، خاب أمل الأحوازيين وغيرهم من الشعوب غير الفارسية من وعود النظام الجديد، حيث استمر قمع حركاتهم، وواجهت الأحواز مزيدًا من السياسات القمعية التي كانت أشد من عهد الشاه، مما شمل الإعدامات والاعتقالات القاسية التي استهدفت النشطاء والمثقفين. فقد أدرك الشعب الأحوازي أن الثورة التي وعدت بالحرية والعدالة لم تكن سوى تحول في الحكم، وأن القمع الفارسي تجاههم سيستمر، ما دفعهم إلى الاستمرار في الكفاح من أجل نيل استقلالهم وحقوقهم المسلوبة.

قبل الثورة الإيرانية عام 1979، قدم الخميني ووعوده إلى الشعب الإيراني وعموم الشعوب غير الفارسية، بما فيها الشعب الأحوازي، بمزيد من الحريات والحقوق بعد إسقاط نظام الشاه. كانت المعارضة الإيرانية في تلك الفترة، بما في ذلك الحركات الإسلامية التي قادها الخميني وحركة “مجاهدي خلق”، تسعى إلى إسقاط نظام الشاه بتعهدات عديدة لجميع الأطراف المضطهدة، بما فيها العرب الأحوازيين، متعهدين بالديمقراطية واحترام حقوق الأقليات العرقية والدينية في إيران.

وعود الخميني

في خطاباته وتصريحاته في تلك الفترة، ركّز الخميني على ضرورة إقامة نظام يحقق العدالة ويحترم حقوق “جميع القوميات” الموجودة في إيران، وأكد عدة مرات على ضرورة احترام حقوق الشعوب غير الفارسية ومنحها الحريات الثقافية والاجتماعية والسياسية، بما في ذلك الأحوازيين. لكن بعد نجاح الثورة واستلامه السلطة، تراجعت هذه الوعود، بل وباشر النظام الجديد بسياسة أكثر تشددًا تجاه أي حركة تطالب بحقوق أو تسعى لتقرير المصير، خاصة الحركات الأحوازية التي طالبت بإلغاء سياسات التمييز ورفع الظلم.

حركة مجاهدي خلق

كانت “مجاهدي خلق” أيضًا من التنظيمات الثورية المعارضة للشاه التي وعدت باحترام حقوق الشعوب غير الفارسية، ومنها الأحوازية، وذلك للحصول على دعم أوسع لتحركاتهم. إلا أن “مجاهدي خلق” ركزت على إسقاط الشاه وعلى تأسيس نظام جمهوري، ولم تُبدِ التزاماً صريحاً بحق تقرير المصير للأحوازيين، بل كانت ترى إيران دولةً موحدة بدون تفكيك أو منح استقلال للمناطق المحتلة. وبعد الثورة، سرعان ما دخلت في صراع مع نظام الخميني، لكنها أيضًا لم تظهر موقفًا داعمًا بشكل واضح للحقوق الأحوازية رغم معاناتهم من قمع النظام الجديد.

الحركات التحررية الأحوازية قبل الثورة

كان الشعب الأحوازي يواجه سياسات التمييز منذ عهد الشاه، وبدأت حركات التحرر الأحوازية تتشكل قبل الثورة بوقت طويل، مطالبة باستقلال الأحواز وإنهاء الاحتلال الإيراني. من هذه الحركات، “جبهة تحرير الأحواز” التي ظهرت في الستينات واستهدفت مواجهة النظام الشاهنشاهي بالمطالبة بالاستقلال ورفع الظلم، ومن بعدها “الجبهة الشعبية لتحرير الأحواز” التي سعت إلى توحيد النضال ضد نظام الشاه واستعادة حقوق الشعب الأحوازي.

بعد الثورة: الخيبة والقمع

عقب الثورة الإيرانية، خاب أمل الأحوازيين وغيرهم من الشعوب غير الفارسية من وعود النظام الجديد، حيث استمر قمع حركاتهم، وواجهت الأحواز مزيدًا من السياسات القمعية التي كانت أشد من عهد الشاه، مما شمل الإعدامات والاعتقالات القاسية التي استهدفت النشطاء والمثقفين. فقد أدرك الشعب الأحوازي أن الثورة التي وعدت بالحرية والعدالة لم تكن سوى تحول في الحكم، وأن القمع الفارسي تجاههم سيستمر، ما دفعهم إلى الاستمرار في الكفاح من أجل نيل استقلالهم وحقوقهم المسلوبة.

الأحواز المحتلة لها أهمية استراتيجية كبيرة للدول العربية على عدة مستويات، جغرافياً، تاريخياً، واقتصادياً، وهي تعتبر حاجزاً طبيعياً في وجه توسع النفوذ الإيراني تجاه الدول العربية والخليجية خاصة. إليك أبرز النقاط التي تبرز أهمية الأحواز المحتلة بالنسبة للدول العربية:

1. البعد الجغرافي والاستراتيجي: تقع الأحواز على الضفة الشرقية للخليج العربي وتمثل امتداداً عربياً مباشراً بالقرب من دول الخليج العربي، لذا فإن تحريرها أو دعم شعبها سيكون بمثابة حاجز طبيعي ضد محاولات إيران لفرض نفوذها المباشر في الخليج.

2. الثروات الطبيعية: الأحواز من أكثر المناطق غنىً بالثروات، وتحتوي على أكبر احتياطي نفط وغاز في إيران، حيث إن معظم النفط الإيراني يُستخرج منها. وبالتالي، فإن السيطرة على هذه الموارد تدعم إيران في تمويل نفوذها الإقليمي، ما يجعل الأحواز عاملًا أساسياً في استقرار المنطقة أو زعزعتها.

3. الهوية والتاريخ العربي: الأحواز لها تاريخ عربي عريق، وسكانها من العرب. دعم الأحوازيين يساعد في حماية الهوية العربية في مواجهة محاولات التفريس والطمس الثقافي، ويُعتبر دعماً لقضية عربية ترفض الهيمنة الأجنبية على شعب عربي يعاني من الاحتلال.

4. التوازن الإقليمي: تحرير الأحواز أو تقوية الحركات التحررية فيها يمكن أن يضعف النفوذ الإيراني في المنطقة العربية، حيث إن إيران تستغل الأحواز كقاعدة لتمويل ودعم تدخلاتها في العراق وسوريا واليمن ولبنان. لذا فإن استقلال الأحواز قد يخفف من هذا النفوذ ويخلق توازناً جديداً في المنطقة.

5. التأثير على الأمن المائي: نهر كارون الذي يمر عبر الأحواز مهمّ لدول الخليج، حيث تُعدّ الأنهار من المصادر الحيوية للمنطقة. سيطرة إيران على مصادر المياه في الأحواز تُمثل تهديداً محتملاً للأمن المائي لدول الخليج، خاصة في حال استخدامه كورقة ضغط سياسي.

6. الدعم العربي للقضايا الوطنية: دعم القضية الأحوازية يرسل رسالة لدول المنطقة والعالم عن تضامن الدول العربية مع قضايا الشعوب التي تناضل من أجل استقلالها وحقوقها الإنسانية.

الأمل في توجه أشقائنا العرب إلى دعم قضية الأحواز أمر عميق ومتجذر بين الأحوازيين، لأنه يعكس حقيقة تاريخية وجغرافية ثابتة، فالأحواز جزء من الأمة العربية بهويتها وثقافتها وتطلعات شعبها. على الرغم من طول فترة الاحتلال الإيراني والتحديات التي واجهها الأحوازيون، إلا أنهم لم يفقدوا الأمل في وقوف الدول والشعوب العربية إلى جانبهم.

الأحوازيون يدركون جيداً أن روابطهم مع أشقائهم العرب تتجاوز الزمن، فهي روابط دم وثقافة وحضارة مشتركة، ويمتد تاريخهم العريق في المنطقة ليكون جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الأمة العربية. من هنا، فإنهم يؤمنون بأن القضية الأحوازية ليست مجرد قضية محلية، بل هي قضية عربية أصيلة تستحق الدعم من كل من يؤمن بالحرية والكرامة الإنسانية.

في ظل كل الظروف، لا يزال الأحوازيون يرون في الأمل والتواصل مع الشعوب العربية حلاً استراتيجياً لاستعادة حقوقهم. ويواصلون العمل على إيصال صوتهم وتقديم قضيتهم كجزء من القضية العربية، من أجل أن تعود الأحواز إلى أحضان الوطن العربي، وتجدد التواصل الأخوي الذي لا يقبل الانهزام أو النسيان.

المركز الإعلامي للثورة الأحوازية

https://t.me/+VC0nouKkRJfsixPI

Previous post

البرلمان العربي يدعو الرئيس الأمريكي المنتخب إلى تصحيح مسار الموقف الأمريكي ورفع الظلم والمعاناة عن الشعب الفلسطيني وإحلال السلام والأمن في المنطقة

Next post

عقب فوز ترامب بمنصب الرئاسة عمرو موسى الأمين العام السابق لجماعة الدول العربية للزمان ترامب سيحاول فرض صفقة القرن من جديد على المنطقة وفرض هيمنة إسرائيل عليها

إرسال التعليق