أحداث الساحل السوري تعيد التوتر إلى العلاقات المصرية السورية
عاد التوتر من جديد إلى العلاقات المصرية السورية بعد أحداث الساحل السوري بعد الآمال التي بنيت في عودة العلاقات المصرية السورية إلى سابق عهدها عقب دعوة الرئيس السوري احمد الشرع إلى مؤتمر القمة العربية بالقاهرة ولقائه مع الرئيس السيسي حيث هاجمت وسائل إعلام مصرية محسوبة على النظام المصري تعامل الرئيس الشرع مع تلك الأحداث والتجاوزات التي حدثت خلالها رغم اعتراف الرئيس الشرع بحدوث تلك التجاوزات وتعهده بمحاسبة المسؤولين عنها وأوضح مصدر أمني رفيع المستوى للزمان أن استمرار التوتر في العلاقات بين البلدين راجع في المقام الأول أن مصر تتعامل بحذر مع أي جماعات تصل إلى السلطة بعيدا عن الجيوش النظامية خاصة إذا كانت تلك الجماعات تنتمي إلى تيارات إسلامية بعد التجربة التي خاضتها مصر مع جماعة الإخوان المسلمين وخشيتها أن تمتد تلك التجربة إلى مصر وزاد من خشيتها ظهور معارض مصري سافر إلى سوريا في عهد الرئيس السابق محمد مرسي للقتال مع الجيش الحر ضد قوات النظام السوري السابق ليهاجم الرئيس المصري من سوريا ويتوعده بنفس مصير بشار ورغم أن الرئيس الشرع اوقف هذا الشخص إلا أن هذا لم يوقف مخاوف النظام المصري من النظام الجديد في سوريا وطالبته بتسليم الأشخاص المصريين الذين فروا من مصر في عهد محمد مرسي إلى السلطات المصرية لمحاكمتهم وفق القانون وهو الأمر الذي تحفظت عليه السلطات السورية ولم ترد عليه حتى الآن باعتبار أن هؤلاء الأشخاص حاربوا مع هيئة تحرير الشام ضد النظام السوري وحصل بعضهم على الجنسية السورية وعن دعوة الشرع لمؤتمر القمة العربية في القاهرة أكد المصدر أن تلك الدعوة بروتوكولية ولا تعكس تحسن حقيقي في العلاقات والمرتبط بالجانب الأمني ورغم ذلك فلقد استنكرت مصر التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية وطالبت بانسحاب إسرائيل منها وكان مصدر أمني رفيع المستوى قد كشف للزمان أن قيادي أمني كبير زار السفارة السورية بالقاهرة بعد قرار مصر بقطع العلاقات وأوضح القائم بالأعمال السورية بالسفارة أن الموقف المصري لم يتغير في دعم الجيوش الوطنية وخلال تلك الفترة دعمت مصر النظام السابق أمنيا واستخباراتيا وفي السياق ذاته أوضح رخا احمد حسن مساعد وزير الخارجية السابق للزمان أن تحسن العلاقات المصرية السورية مرتبط إلى حد كبير بالجانب الأمني خاصة بطلب مصر تسليم الأشخاص المصريين الذين انضموا في عهد الرئيس السابق محمد مرسي إلى هيئة تحرير الشام للقتال ضد النظام السوري وإذا تم هذا فسوف تعود العلاقات إلى مسارها الطبيعي كما أن مصر ترى بضرورة مشاركة كافة أطياف الشعب السوري في اتخاذ القرار كما أن إلغاء الإدارة السورية للتجنيد الاجباري يعني أنها ستقبل دخول عناصر سورية وغير سورية إلى الجيش السوري وهذا يسبب قلق للنظام المصري وأضاف اللواء سمير فرج الخبير العسكري والمقرب من النظام المصري أن مصر ومنذ اللحظة الأولى لأحداث سوريا تراقب بحذر توجهات النظام الجديد وان مصر حريصة على أمن سوريا ولا تفضل فصيل على اخر وعلى الرغم من وجود تجاوزات في أحداث الساحل إلا أنها تنظر بإيجابية إلى اتفاق النظام السوري مع القوات الكردية وعلى العموم فإن الأمر يحتاج إلى قدر من التمهل لتحديد مستقبل تلك العلاقات .
مصطفى عماره
إرسال التعليق