عقب الضربات الأمريكية على مواقع الحوثيين باليمن د/ مصطفى عماره مدير مكتب جريده الزمان الدولية بالقاهرة لبرنامج الأحوازية العربية
– الضربات الحوثية ضد السفن في البحر الأحمر أضرت دول في المنطقة العربية وعلى رأسها مصر أكثر من إضرارها بإسرائيل.
– إيران لن تتخلى بسهولة عن ميلشياتها في المنطقة لأنها تحقق أجندتها الخاصة .
– كيف تقيم أوضاع الميلشيات في المنطقة العربية بعد الضربات التي وجهتها الولايات المتحدة لميليشيات الحوثي في اليمن ؟
للأسف فإن ما تقوم به الميلشيات في المنطقة العربية سواء أكان ذلك ميلشيات الحوثي أو الحشد الشعبي أو حزب الله هي محاولة لدغدغة مشاعر الشارع العربي من خلال استهداف إسرائيل ولكن الواقع أن تلك الميلشيات تأتمر بأوامر إيران لتحقيق أجندتها الخاصة وخاصة فيما يتعلق بالملف النووي الايراني ومحاولة إيران استغلال تلك الميلشيات كورقة ضغط على الولايات المتحدة والغرب للحصول على مكاسب فيما يتعلق بملفها النووي وليس هناك علاقة بإسرائيل أو القضية الفلسطينية.
– وما مدى فاعلية الضربات التي وجهها الحوثيين للسفن الإسرائيلية والغربية في البحر الأحمر ؟
أكد الخبراء أن الأضرار التي أصابت إسرائيل من تلك الضربات طفيفة إذا قورنت بالاضرار التي لحقت بدول المنطقة وعلى رأسها مصر التي خسرت قرابة 700 مليون دولار جراء تأثر الملاحة في قناة السويس بتلك الضربات ولجوء السفن إلى تغيير مسارها إلى رأس الرجاء الصالح.
– وما مدي فاعلية المساعدات التي قدمتها إيران لحلفائها وعلى رأسهم حماس وحزب الله في مواجهة إسرائيل ؟
إيران تخلت عن حلفائها حيث ورطت الفلسطينيين في مغامرة 7 اكتوبر ولم تمدهم بالعتاد الكافي الذي يمكنهم من مواجهة إسرائيل بل هناك شبهات حول تواطئ إيران مع المخابرات الإسرائيلية أثناء زيارته لإيران للاحتفال بتنصيب الرئيس الإيراني الجديد وحدث هذا ايضا مع حزب الله حيث ورطت الحزب في الصراع مع إسرائيل وهو ما قابلته إسرائيل بتدمير الضاحية الجنوبية واغتيال قادة حزب الله وعلى رأسهم حسن نصرالله كما تخلت أيضا عن النظام السوري والذي كان يعد واحد من أهم حلفائها.
– وهل تعتقد أن إيران سوف تتخلى بسهولة عن الميلشيات التابعة لها ؟
لا اعتقد هذا لأن إيران تستخدم تلك الميلشيات لتحقيق أجندتها الخاصة ولذلك سوف تواصل دعمها علنا أو سرا .
– وهل تعتقد أن المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران ستتطور إلى مواجهة شاملة تؤدي إلى إزالة النظام الإيراني ؟
لا اعتقد هذا لأن الولايات المتحدة تريد بقاء النظام الإيراني كفزاعة لابتزاز المنطقة العربية والمواجهة بين البلدين سوف تقتصر على ضربات توجهها الولايات المتحدة إلى أهداف حيوية واستراتيجية داخل إيران لإضعافها أما إزالة هذا النظام فلن يأتي إلا من خلال استراتيجية عربية موحدة لمواجهة النظام الإيراني من خلال دعم المعارضة الإيرانية في الداخل وعلى رأسها الأحواز التي يمكن أن تشكل خط الدفاع الأول عن المنطقة العربية خاصة بعد سقوط النظام العراقي السابق.
– وهل تعتقد أن النظام الإيراني متورط في أحداث العنف التي حدثت مؤخرا في سوريا خاصة في منطقة الساحل ؟
بالقطع لأن إيران متورطة في تلك الأحداث سواء بصورة مباشرة أو من خلال دعم فلول النظام السابق لإسقاط النظام الجديد والعودة مرة أخرى إلى الساحة السورية وهو ما صرح به وزير الخارجية الإيراني عندما قال علينا أن لا نستعجل الأمور لأن الأمور لن تحسم بعد إلا أن الشعب السوري لن يسمح بذلك لأن عقارب الزمن لن تعود إلى الوراء .
– في النهاية إلى متى سوف يظل الأمن القومي العربي على هذا الوضع من الانقسام ؟
للأسف فإن الانقسام الحادث حاليا في المنظومة العربية يرجع في المقام الأول إلى أن النظم العربية مرتبطة بأجندات دول كبرى وهذه الدول ليس من مصلحتها وحدة الموقف العربي بل استمرار الانقسام العربي وأذكر هنا أن الرئيس السيسي عرض منذ فترة إنشاء جيش عربي موحد إلا أن هذا الاقتراح لم يلقى الاستجابة اللازمة لتكوينه .
مصطفى عماره
إرسال التعليق