خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة.. وزير الشؤون الإسلامية السعودي : فكر “الإخوان المسلمون الإرهابيون” متشدد ويثير الضغائن وينفر غير المسلمين
أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ أن بناء الدول في الإسلام قائم على أركان كثيرة وقواعد عدة يأتي في مقدمتها الاهتداء والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – ففيهما الهدى والنور والحق والعدل والسعادة في الدنيا والآخرة.
وقال معالي الوزير في كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الثلاثين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي تنظمه وزارة الأوقاف المصرية بالقاهرة تحت عنوان “فقه بناء الدول، رؤية فقهية عصرية” أن المؤتمر يأتي في مرحلة حرجة ودقيقة من تاريخ أمتنا؛ بسبب الكم الهائل من المعلومات الخطأ والمغلوطة التي بثتها جماعات الغلو والإرهاب والتطرف بين المسلمين عن الدول وبنائها واستمراريتها، وكانت سببًا للثورات وإزهاق الأنفس البريئة من مدنيين وعسكريين من المسلمين وغير المسلمين وتدمير الأوطان وتشتيت الشعوب.
وشدد على أن بناء الدول في الإسلام قائم على أركان كثيرة وقواعد عدة يأتي في مقدمتها الاهتداء والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – ففيهما الهدى والنور والحق والعدل والسعادة في الدنيا والآخرة.
وأوضح أن من أهم قواعد بناء الدول التي اتفقت عليها كل الملل والحضارات وعززها الإسلام وأكد عليها إرساء قواعد العدل والتسامح والتعايش ومحاربة الفساد والمفسدين.
ونوه إلى أن بناء الدولة الحديثة اليوم لابد أن يراعى فيه ما كان من الثوابت والقطعيات فلا يغير ولا يبدل، وما كان قابلًا للاجتهاد وتغير الفتوى بتغير الزمان والمكان، فهذا لا يحجر فيه واسع ولا ينبغي أن يبقى فيه ذوو الرأي والفتوى على رأي قديم، والفتوى يجب أن تتغير؛ لتغير الظروف والأحول كما فعل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وقال: إن الفكر المتشدد الذي قام عليه” الإخوان المسلمون الإرهابيون” هو نشر هذا التشدد والتحجر بين الناس باسم الإسلام، وكأنه من القطعيات؛ مما أوغر الصدور وأثار الضغائن وصار غير المسلمين ينفرون عنه.
وأكد أن بناء الدول وقوتها لا يكون بالتواكل والكسل، بل بالأخذ بالأسباب المادية والوسائل الحضارية في كل نواحي الحياة العسكرية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية وغيرها، مشيرًا إلى أن الدين الإسلامي راعى هذه الجوانب أعظم رعاية.
وأفاد بأن كل أسباب بناء الدول المادية والمعنوية لا يمكن أن تؤتي ثمارها إلا بالإتيان بصمام الأمان للدول والمجتمعات وهو الاجتماع والائتلاف ونبذ الفرقة والاختلاف، وذلك بالاجتماع في الدين بالتمسك بمنهاج النبوة الذي كان عليه الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه، مبيناً أن من تمام الاجتماع والائتلاف الواجب هو الاجتماع على من ولاه الله علينا من الحكم والسمع والطاعة لهم في المعروف.
وأكد أن المملكة العربية السعودية استطاعت أن توائم بين الثبات على أصول دينها وبين التجديد في كل أمور دنياها حتى غدت بلاد الحرمين الشريفين المملكة مثالًا يحتذى للحضارة والمدنية مع تمسك بالأسس الدينية والإسلامية وأمست صخرة صلبة – ولله الحمد – يتكسر عليها مكر أعداء العروبة والإسلام؛ وما كان هذا ليكون لولا فضل الله أولًا ثم فضل قيادتها الحكيمة والرشيدة التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح والإمام العادل سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين الأمير الملهم والمسدد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود يحفظهما الله ويؤازرهما، ويقف معهما الشعب السعودي النبيل وكل نبلاء العالم وعقلائه.
وبين أن رؤية 2030 ومشروع التحول الوطني والمشاريع الحيوية التي تشهدها المملكة اليوم في المجالات كافة حتى صارت مؤسساتها ورش عمل دائمة مستعينة في ذلك بعد الله تعالى بأهل الخبرة من أنحاء العالم أجمع، وفتح المجال للذكر والأنثى على حد سواء للعمل الشريف والتنافس فيه، وما محاربة الفساد والمفسدين سواء كان إفسادا ماديًا أم فكريًا إلا دليل واضح لمنهج المملكة الحديث وهو المنهج الصحيح الذي تبنى عليه الدول.
واختتم آل الشيخ كلمته بالتحية للقيادة المصرية بقيادة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وحكومته ومعالي وزير الأوقاف المصري على الحفاوة وحسن الاستقبال والتنظيم، منوها بجهود القيادة المصرية والشعب المصري للحفاظ على مصر، وإفساد مشروع التخريب فيها الذي قامت به حركات إرهابية حاولت استنزاف مصر كما حاولت في بعض البلدان العربية الأخرى.
القسم الإعلامي لسفارة المملكة العربية السعودية بالقاهرة
إرسال التعليق